حزب الله : اسرائيل ستدفع ثمنا باهظا لقتل ياسين

مزيد من الردود العربية على جريمة الاغتيال، مبارك: "اجراء وحشي لا يتصور" * مطالبة القادة العرب بتحديد موقف حازم من اسرائيل*

حزب الله : اسرائيل ستدفع ثمنا باهظا لقتل ياسين
قال الشيخ حسن نصر الله، الامين العام لحزب الله في لبنان، ان اسرائيل ستدفع ثمنا فادحا لاغتيالها الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وقال نصر الله في كلمة أذاعتها محطة "المنار" التلفزيونية الفضائية على الهواء "سيكتشف الصهاينة قريبا أنهم ارتكبوا حماقة كبيرة جدا تضاف الى سلسلة حماقاتهم السابقة."

وأضاف "انهم سيدفعون الثمن الباهظ لجريمتهم البشعة على أيدي المجاهدين الاوفياء."

وتابع نصر الله أن مقتل ياسين "سيكون له تداعيات ونتائج أهم وأخطر من كل ما شاهده هذا الكيان الغاصب حى الان."

وقال الرئيس اللبناني اميل لحود "تخطيء إسرائيل إذا ظنت أنها بقتل المقاومين تستطيع أن تقتل قضية فلسطين التي عنوانها الحق والعدالة."

وأضاف "بالتالي فان اغتيال أي رمز لا يمكن أن يؤدي إلى اغتيال الحقوق بل سيزيد المقاومين اصرارا على استعادتها حتى ترضخ إسرائيل للقوانين والقرارات والاعراف الدولية
وفي مصر، أدان الرئيس حسني مبارك اغتيال الشيخ أحمد ياسين واعتبره "عملا وحشيا سيفُشل كل الجهود الرامية الى احياء عملية السلام في المنطقة". كما أدانت الاغتيال أحزاب المعارضة المصرية الرئيسية، ونظم الطلاب مظاهرات احتجاج في عدة جامعات.

وقال مبارك للصحفيين "نحن ندين هذا الاعتداء بمقتل الشيخ ياسين أحد الرموز الاساسية في فلسطين. هذا اجراء وحشي لا يتصور... وليس له معنى وغير محسوبة تداعياته وهو شيء مؤسف للغاية."

وتابع قائلا ان اغتيال زعيم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) سيؤدي الى إفشال جهود السلام وستكون له اثار على المنطقة كلها. وأضاف "بهذا العمل نكون قد أجهضنا كل عملية السلام اليوم ... هذا عمل له تأثيراته الكبيرة على المنطقة. انني أخشى نتائج هذه العملية."

وقال مبارك ان مصر لن تشارك في احتفالات الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) بإحياء ذكرى مرور 25 عاما على معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية. وكانت مصر سترسل وفدا يمثل مجلسي الشعب والشورى لحضور الاحتفالات في الكنيست في وقت لاحق من الشهر الحالي

ووصف الرئيس السوري بشار الأسد الاغتيال بأنه جريمة بشعة وقال وزير الخارجية فاروق الشرع للصحفيين لدى وصوله مطار القاهرة إنها "جريمة نكراء... سوف تؤدي إلى زيادة حدة العنف والتصعيد في المنطقة."
طالبت أحزاب المعارضة المصرية الرئيسية باتخاذ موقف عربي حازم من اسرائيل كما توقعت تصاعد العنف في المنطقة والعالم.

وقال حزب الوفد في بيان صدر باسم رئيسه نعمان جمعة إن "الخاسر الاول من هذا العمل (الاجرامي) هو السلام والاستقرار في العالم كله. فالدماء المراقة لن تكون أبدا من نصيب العرب والمسلمين وحدهم وانما ستسيل الدماء وتزهق الارواح في كل أنحاء العالم."

وأضاف أن "العنف الذي سيقع من الجانب الاخر (الفلسطيني) هو رد الفعل الطبيعي للظلم والقهر الذي يرتكبه الاقوياء ضد الفقراء والضعفاء وعلى وجه الخصوص ضد المسلمين والعرب." وحذر من أن "الصف الثاني من الثوار يكون دائما أكثر تشددا من الصف الاول والرموز."

وقال حزب التجمع الوطني التقدمي اليساري إنه يدين "اغتيال الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة حماس ويستنكر هذا العمل (الاجرامي)." واتهم اسرائيل بأنها تستهدف "تصفية كل قيادات الشعب الفلسطيني وشن حرب ابادة ضد جميع الفلسطينيين". وطالب في تصريح لمتحدث باسمه الحكومات العربية بأن "تجعل من مؤتمر القمة العربي (في تونس أواخر الشهر الحالي) نقطة تحول حقيقية في اتخاذ موقف ضد العدو الصهيوني."

وأضاف أن الحزب يحمل الولايات المتحدة المسؤولية "عن المجازر التي يرتكبها شارون ضد الشعب الفسطيني بسبب تأييد هذه الادارة لسياسة الحكومة الاسرائيلية."

ومن جانبه قال الحزب العربي الديمقراطي الناصري في بيان ان قرار الاغتيال "فيه ازدراء لكل القيم ومباديء القانون الدولي والانساني." وأضاف أن "المسؤول الاول عن (جريمة الاغتيال) هو الرئيس الامريكي (جورج) بوش الذي وصف شارون ومازال يصفه بأنه رجل سلام."

وقال الحزب الناصري ان "مواقف الادارة الامريكية أثبتت أنها لم تعد تصلح وسيطا لحل النزاع العربي الاسرائيلي."

وطالب حزب العمل ذو الاتجاه الاسلامي والمجمد نشاطه منذ سنوات بأن يضع الاغتيال "نهاية لكل المساومات ولكل العلاقات" بين الحكومات العربية واسرائيل.

وشهدت الجامعات في القاهرة وخارجها مظاهرات احتجاج غاضبة ضد اسرائيل. وتظاهر الاف الطلاب في جامعات القاهرة وعين شمس والازهر والجامعة الامريكية بالقاهرة وجامعات أسيوط والمنوفية والمنيا. كما أدانت الاغتيال نقابتا الاطباء والمحامين.

وقال المحلل السياسي البارز محمد سيد أحمد ان "المنطقة بهذا الاغتيال دخلت مرحلة من الفوضى. وأصبح من الصعب الان تصور حدوث شيء في اطار مرسوم سلفا. المفروض أن رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون كان يعي ذلك وهو يتخذ القرار."

وأضاف "بهذا العمل ينتهي احتمال التقدم صوب تسوية سلمية. ردود الفعل الفلسطينية ستكون مروعة وردود الفعل الاسرائيلية المضادة ستكون مروعة أيضا. انتقام وانتقام متبادل."

وتابع أحمد "المفروض أن المنطقة كانت مقدمة على تسويات واصلاحات سياسية وما يسمى مشروع الشرق الاوسط الكبير وترتيبات لتهدئة بؤر التوتر ومنها العراق الان أصبح كل شيء مستحيلا... على الاقل في المستقبل المنظور."

وقال ضياء رشوان الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان "إغتيال ياسين رسالة تخويف للباقين وفي مقدمتهم رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات. معنى اغتيال شخصية مثل ياسين أن اسرائيل لم تعد تلتزم بسقف معين وهي تستهدف القياديين في المقاومة الفلسطينية." وتوقع رشوان تصاعد "التشدد الديني" في المنطقة.

أدانت جامعة الدول العربية اغتيال الشيخ أحمد ياسين وطالبت الزعماء العرب بالرد على الخطوة الاسرائيلية. ووصف الامين العام للجامعة عمرو موسى الهجوم بأنه "ارهاب دولة".

وقال الامين العام للجامعة العربية بالانابة سعود الزبيدي للصحفيين في مقر الجامعة بالقاهرة "هذه جريمة نكراء ودليل على... أن إسرائيل لا تريد السلام.

"إسرائيل بنت استراتيجيتها على العنصرية والانتقاء وعلى أن تستولي على كل فلسطين... إسرائيل لن تقبل بالسلام مع العرب حتى تستشعر بالخطر العربي الحقيقي عليها وعلى كيانها وما غير ذلك فهو هراء."

وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية إن موسى أدان اغتيال ياسين ووصف استهدافه بأنه "ارهاب حكومي" و"إرهاب دولة".

ونقلت عنه قوله في تونس "نحن ندين العملية مئة فى المئة." وأضافت أن موسى أشار الى أن هذه الخطوة من جانب اسرائيل "من شأنها أن تشعل دوامة العنف فى كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة وذلك لمقاومة الاعتداءات التى لا تقف عند حد معين".

وتابع موسى أنه بات من الواضح حاليا أن الشريك الاسرائيلي في عملية السلام غير موجود وأن الفلسطينيين هم الطرف الوحيد الملتزم باقامة سلام عادل.

ونقلت عنه الوكالة قوله ان "العربدة الاسرائيلية تدمر وتنسف كل أسس السلام فى المنطقة."

ووصف الزبيدي اغتيال ياسين بأنه "نقطة تحول فاصلة في الصراع العربي الاسرائيلي... إنها لحظة تاريخية حرجة تتطلب من القادة العرب وقفة مع الله والضمير لتدرك إسرائيل أن المراوغة والمناورة والمساومة عهدها قد ولى وانتهى."

وأعرب عن أمله في أن تثبت عملية الاغتيال التي قامت بها إسرائيل للقادة العرب رفض اسرائيل للسلام مما يدفعهم إلى الخروج "برد قاطع" من مؤتمر القمة المقرر عقده في تونس في أواخر الشهر الحالي.

وقال "ان الآوان لان تسلك قياداتنا مسلكا آخر وتنتهج نهجا آخر بعد أن أفصحت اسرائيل عن رفضها البات والجاد والقاطع للسلام. وعلى قياداتنا أن تستوعب الدرس وأن تخرج من هذه القمة برد قاطع محدد." لكن الزبيدي لم يوضح ما هو الرد الذي يتوقعه من القادة العرب.
استنكرت الجزائر اغتيال الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) يوم الاثنين ووصفته بأنه عمل جبان يرمي إلى الاجهاز على القضية الفلسطينية.

وقال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في رسالة تعزية للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وعائلة الشيخ ياسين "هذه جريمة نكراء واعتداء سافر على حقوق الانسان. إنها جريمة حرب ضد المدنيين وعمل يندى له الجبين."

وأضاف بوتفليقة في الرسالة التي اذاعها التلفزيون الحكومي ان صمت المجتمع الدولي هو السبب وراء استمرار إسرائيل في قتل الفلسطينيين.

ومضى قائلا "استغل الاسرائيليون العجز الدولي ليتمادوا في جرائمهم التي ستؤدي بالمنطقة كلها إلى المجهول."

وفي تصريحات للتلفزيون قال وزير الخارجية عبد العزيز بلخادم إن عملية الاغتيال "محاولة لوأد القضية الفلسطينية. إنها أعمال جبانة تستهدف الشعب الفلسطيني."وقال العاهل الاردني الملك عبد الله "إننا نشعر بالاستياء والالم نتيجة ما آلت إليه الأمور بالرغم من الجهود المضنية والدؤوبة التي بذلناها مع كافة الاطراف بما في ذلك الحكومة الاسرائيلية لثنيها عن الاستمرار بسياسة التصعيد العسكري."

ودعا الملك عبد الله الحكومة الاسرائيلية إلى "الكف عن التصعيد ووقف سياسة الاغتيالات مؤكدا أن الامن والاستقرار لن يتحققا إلا بانسحاب إسرائيل من الاراضي الفلسطينية والعودة إلى طاولة المفاوضات."

التعليقات