مبارك وأولمرت يجتمعان في شرم الشيخ ويبحثان "خطة التجميع"

اولمرت يسعى لتجنيد الرئيس المصري لدعم "خطة التجميع" لترسيم حدود توسعية جديدة لاسرائيل* لجنة تحقيق مصرية - اسرائيلية مشتركة في مقتل شرطيين مصريين بنيران جنود اسرائيليين

مبارك وأولمرت يجتمعان في شرم الشيخ ويبحثان
بدأ الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي مساء اليوم الاحد لقاء بينهما في منتجع شرم الشيخ في شبه جزيرة سيناء بمصر. وأعلنت مصادر سياسية غسرائيلية ان اللقاء سيتمحور حول "خطة التجميع" الأحادية الجانب لترسيم حدود اسرائيل من جديد من خلال ضم مساحات من الضفة الغربية المحتلة.

ولا يخفي اولمرت نيته السعي لتجنيد دعم عربي، من مصر والاردن، ودولي لخطته. وياتي هذا السعي من جانب اولمرت في وقت تفرض فيه اسرائيل حصارا اقتصاديا خانقا على الشعب الفلسطيني بزعم تشكيل حماس للحكومة الفلسطينية وتحويل الضفة الغربية وقطاع غزة الى سجن كبير.

وتزعم اسرائيل انها تفرض الحصار الاقتصادي وتسجن الشعب الفلسطيني لان حماس لا تعترف بوجودها. لكن رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية اعلن من خلال مقابلة مع صحيفة هآرتس الاسرائيلية عن مبادرة تتضمن هدنة طويلة الأمد مقابل انسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها في العام 1967. وقد اعتبر محللون سياسيون اسرائيليون ان تصريحات هنية تعتبر اعترافا ضمنيا بوجود اسرائيل في حدود 1967.

واشارت وسائل اعلام الى انه يتوقع ان يعمل اولمرت كما حدث في لقائه الرسمي الاول مع الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض على تمتين علاقته الشخصية بالرئيس المصري الذي كانت تربطه علاقة جيدة مع ارييل شارون سلف اولمرت الذي دخل في غيبوبة سريرية منذ 4 كانون الثاني/يناير الماضي.

وقال رئيس لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست تساحي هنغبي ان "قمة شرم الشيخ ستشكل اولا مناسبة للتعارف بين مبارك واولمرت. وقد تقارب البلدان بشكل ملحوظ ونرغب في ان يكون هناك علاقات شخصية وعلاقات ثقة متبادلة بين المسؤولين".

وقد تشكل القمة تمهيدا لعقد محادثات مباشرة بين اولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس علما ان المحادثات المباشرة بين الطرفين معلقة منذ فوز حركة المقاومة الاسلامية حماس في الانتخابات التشريعية في نهاية كانون الثاني/يناير. وكان اولمرت اعلن الخميس انه قد يلتقي عباس بنهاية حزيران/يونيو.

وتفيد مصادر مقربة من رئاسة الوزراء الاسرائيلية ان اولمرت سيبلغ مبارك استعداده للتحاور مع عباس وهو ما تعهد به للرئيس الاميركي جورج بوش خلال زيارته الاخيرة للبيت الابيض غير انه سيقول له في الوقت نفسه انه مصمم في حال فشل الحوار على تطبيق "خطة التجميع".

وسيعرض اولمرت على مبارك خطته التي لا تزال قيد الدراسة في اسرائيل.

وتشكل القمة بالنسبة لنظام مبارك الذي يواجه انتقادات من واشنطن بسبب قمعه للتحركات المعارضة فرصة لتأكيد دور مصر المركزي في استئناف الحوار بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وتفيد صحيفة "يديعوت احرونوت" انه سيتم خلال اللقاء التاكيد على التعاون المصري الاسرائيلي في مجال مكافحة الارهاب".

وكتبت الصحيفة ان "مخاوف (مصر واسرائيل) مرتبطة بالارهاب الذي يمارسه فلسطينيون وتنظيم القاعدة والاخوان المسلمون" مشيرة الى ان المصريين يبذلون جهودا لمنع ادخال اسلحة الى قطاع غزة عبر سيناء.

ولكن هذه الجهود تعتبر "غير كافية" بنظر النائب في حزب الليكود اليميني يوفال شتاينتيس الذي قال اليوم الاحد للاذاعة الاسرائيلية ان "القمة المقبلة الاسرائيلية المصرية يجب ان تعقد في اسرائيل. على حسني مبارك ان ياتي الى تل ابيب اذا كان ذلك افضل بالنسبة له من القدس لكن يفترض ان يكون هناك حد ادنى من المعاملة بالمثل".
وبأتي انعقاد لقاء مبارك - اولمرت بعد يومين من مقتل رجلي شرطة مصريين بنيران جنود اسرائيليين عند الحدود بين الدولتين.

وقال وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية المصري مفيد شهاب اليوم الاحد ان اسرائيل وافقت على تشكيل لجنة مشتركة لكشف ملابسات مقتل جنديين مصريين برصاص دورية اسرائيلية على حدود البلدين يوم الجمعة.

وقال خلال جلسة مجلس الشورى ان الحكومة المصرية تسعى من وراء عمل اللجنة المشتركة لمعرفة ما اذا كان الجنديان دخلا الاراضي الاسرائيلية بطريق الخطا أم أن الجنود الاسرائيليين "مرخص" لهم بالتسرع في اطلاق النار.

وقال شهاب الذي يتحدث باسم الحكومة في مجلسي الشعب والشورى (مجلسا البرلمان) ان "الحكومة لا يمكنها أن تترك هذا الحادث يمر بسهولة.

"سوف يتم اتخاذ كافة الاجراءات القانونية اللازمة ضد المخطئين لضمان عدم تكرار الحادث."

وتحدث شهاب ردا على مطالبة عضو مجلس الشورى محمد فريد زكريا بطرد السفير الاسرائيلي من مصر.

وقال زكريا الذي ينتمي لحزب الاحرار المعارض "ذلك أقل اجراء يمكن أن نتخذه تجاه قتل اسرائيل للجنديين المصريين."

وطالب أكثر من كاتب معارض الرئيس حسني مبارك في مقالات نشرت يوم الاحد بارجاء اجتماع مقرر عقده في وقت لاحق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت في شرم الشيخ.

وتسلمت مصر جثتي الجنديين من اسرائيل.

التعليقات