مبارك يعود الى مصر بعد اجراء جراحة في ظهره

المعارضة المصرية تطلع لان تكون المشكلة التي ألمت بظهر الرئيس المصري حافزا له على التفكير في اجراء تغييرات سياسية تمهيدا للخلافة

مبارك يعود الى مصر بعد اجراء جراحة في ظهره
عاد الرئيس المصري حسني مبارك الى القاهرة، اليوم الاربعاء، بعد اجراء عملية انزلاق غضروفي في مستشفى بميونخ وغياب غير مسبوق لمدة 17 يوما.

وعاد مبارك ليواجه سيلا من التهاني على شفائه بقيادة الحكومة والحزب الحاكم ويواجه في الوقت نفسه تطلعات المعارضة لان تكون المشكلة التي ألمت بظهره حافزا له على التفكير في اجراء تغييرات سياسية تمهيدا للخلافة.

وقال شهود عيان ان مبارك (76 عاما) هبط سلم الطائرة دون مساعدة وصافح صفا من كبار الشخصيات وسار الى سيارته دون أن يبدو عليه أي شعور بالالم.

وكان مبارك غادر القاهرة الى المانيا في عجلة في 20 حزيران الماضي وسط شائعات بأنه يمر بأزمة صحية خطيرة ومخاوف بشأن مستقبل البلاد اذا لم يتمكن من الاستمرار في الحكم.

وطوال 22 عاما قضاها رئيسا لمصر لم يعين مبارك أحدا مطلقا في منصب نائب الرئيس وهو الطريق الى القمة في حالتي خلافة الرئيس اللتين لم تشهد مصر سواهما خلال 50 عاما تقريبا.

غير أن وسائل الاعلام الرسمية سارعت الى طمأنة المصريين الى أن مشكلة ظهره ليست خطيرة وأنه كان يدير البلاد من غرفته بمركز العظام في ميونخ حيث أجرى جراحة استئصال بسيطة في 26 يونيو حزيران الماضي.

وعلقت الشركات والمؤسسات لافتات في أرجاء القاهرة ونشرت اعلانات في الصحف تحمد الله على أنه عاد الى الوطن بصحة جيدة. وكتب على لافتة بوسط العاصمة "حفظكم الله لمصر."

وقالت صحيفة الاهرام الرسمية في تحية لمبارك بالصفحة الاولى يوم الاربعاء "... تحتضنكم قلوب الملايين من أبناء مصر التي خفقت وهي تتابع طوال الايام الماضية أنباء أزمتكم الصحية العابرة."

وقال سياسيون معارضون واصلاحيون ان هناك قضايا أهم ينبغي التركيز عليها.

وقال بيان لجمعية المساعدة القانونية لحقوق الانسان "كشف لنا تغيبكم عن البلاد عن قلق بالغ لدى الجماهير وحيرة لا تجد اجابات واضحة حول سير الامور وما يمكن أن تؤول اليه ومستقبل وطننا."

وأضاف البيان "بلدنا العزيز مصر فى حاجة ماسة الى تغيير حقيقى يعيد لها فتوتها وحيويتها ودورها الريادى فى المنطقة والعالم."

وتريد أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني تغييرات دستورية للسماح بانتخابات مباشرة لمنصب الرئاسة بدلا من النظام الحالي الذي يتيح للحزب الحاكم اختيار المرشح الوحيد.

لكن هالة مصطفى رئيسة تحرير مجلة الديمقراطية قالت ان الرسالة التي أرادت وسائل الاعلام الرسمية بثها هي أن مبارك لا يزال يضطلع بقيادة البلاد على الرغم من الجراحة التي أجراها وأضافت أنها تتوقع أن يرشح نفسه لفترة رئاسة خامسة مدتها ست سنوات في عام 2005.

وقالت لرويترز انه لا يزال رمز السلطة كما كان وكما سيظل مشيرة الى أن الرسالة هي أنه هو الذي يحكم البلاد.

التعليقات