قتلى وجرحى في مظاهرات بمختلف المدن السورية، وإطلاق أول بيان مشترك للنشطاء يطالب بإرساء نظام ديموقراطي

قال شاهد عيان، إن قوات الامن السورية استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع، يوم الجمعة، لتفريق احتجاج في حي الميدان التاريخي في العاصمة دمشق.

قتلى وجرحى في مظاهرات بمختلف المدن السورية، وإطلاق أول بيان مشترك للنشطاء يطالب بإرساء نظام ديموقراطي

أحد الشهداء في إزرع، درعا، خلال احتجاجات "الجمعة العظيمة"

تظاهر آلاف السوريين في عدد من المدن السورية، منها دمشق، ودرعا، وحمص، وبانياس، والقامشلي، والسلمية، والكسوة، عقب صلاة الجمعة، للمناداة بالحرية وإسقاط النظام، ضمن ما أطلق عليه يوم الجمعة العظيمة، بينما طالب نشطاء سوريون في أول بيان مشترك، بوقف احتكار حزب البعث للسلطة وإرساء نظام ديمقراطي.

كما نشر نشطاء سوريون وعرب، مقاطع فيديو عبر مواقع الكترونية مختلفة، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي "فايس بوك وتويتر"، تظهر مواجهات بين قوات الامن والمتظاهرين، وسقوط قتلى وجرحى، في حماة، وحمص، وداريا، ودرعا، ودمشق، ومعضمية الشام، وغيرها.

ونقلت وكالة رويترز أن ثلاثة جرحى سقطوا على الأقل، جراء إطلاق قوات الأمن النار على متظاهرين في دوما قرب دمشق.

وفي حي الميدان التاريخي بوسط دمشق، فرقت قوات الأمن مظاهرة قوامها ألفا وفق ما ذكره شهود عيان، وذكر المصدر أن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع من على جسر يشرف على حي الميدان لتفريق المتظاهرين، الذين كانوا يرددون هتافات تطالب بإسقاط النظام.

قتيل وجرحى في مواجهات بين المتظاهرين والأمن بحمص، والآلاف يتظاهرون في درعا

وفي حمص، أطلقت قوات الأمن النار لتفريق مظاهرات بالمدينة تطالب بإسقاط النظام، وأفاد الطبيب محمد عبد الرحمن، وفقا للجزيرة، بسقوط قتيل وعدد من الجرحى خلال فض الأمن للمظاهرات.

وأوضح الصحفي نوار العمر، أن جريحين سقطا لدى تفريق الأمن مظاهرة في البياضة شرق محافظة حمص، وأوضح للجزيرة أن ارتفاع سقف المطالب من المطالبة بإصلاحات وبالحرية إلى إسقاط النظام، جاء بعد إطلاق النار على المتظاهرين، مما أدى لمقتل وجرح العشرات وفقد آخرين.



كما تظاهر الآلاف في مدينة درعا جنوبي البلاد للمطالبة بإسقاط النظام، وقال الناشط السياسي أيمن أسود من درعا، إن المظاهرات انطلقت من المسجد العمري وغيره من مساجد المدينة، وتجمعت في درعا المحطة، مشيرا إلى أن شوارع المدينة مكتظة بالمتظاهرين.

وأضاف أن المتظاهرين رددوا هتافات تطالب بإسقاط النظام ونصرة حمص، التي شهدت مقتل نحو 15 متظاهرا برصاص الأمن.

كما شهدت مدينة السلمية في محافظة حماة، مظاهرة شارك فيها نحو عشرة آلاف شخص، وفق الناشط السياسي أكثم نعيسة.

القامشلي: "عرب وسريان وأكراد ضد الفساد"

كما أفاد شهود عيان الجمعة، أن تظاهرة شارك فيها ستة آلاف شخص، خرجت في مدينة القامشلي (شمال غرب)، تلبية لدعوات أطلقت للاستمرار في التظاهر في يوم "الجمعة العظيمة".

وذكر شهود عيان من القامشلي أن "تظاهرة ضمت ستة آلاف تسير في القامشلي، بعد أن انطلقت من أمام جامع قاسمو"، وأشار الشهود إلى أن "التظاهرة تضم عربا وأكرادا، وآشوريين، ووجهاء من عشائر شمر وطي"، وهم "يحملون أعلاما سورية، ولافتات كبيرة كتب عليها: عرب وسريان وأكراد ضد الفساد."

كما هتف بعض المتظاهرين شعارات باللغة الكردية "إزاتي بيراتي"، وتعني "حرية أخوة" باللغة العربية.

ووفق عضو اللجنة السورية لحقوق الإنسان، هيثم المالح، فإن المظاهرات استمرت لأن السلطة لم تقم بخطوات فعلية إزاء مطالب الجماهير.

وأضاف أن قانون الطوارئ ألغي، ولكن استعيض عنه بطوارئ بأسلوب آخر، يطلق يد الأجهزة الأمنية في الاعتقال فترات قد تصل إلى ستين يوما، كما أن التعذيب ما زال يمارس في السجون.

أول بيان مشترك للناشطين السوريين يطالب بوقف احتكار البعث للسطلة، وإرساء نظام ديموقراطي



في هذه الأثناء، طالب نشطاء سوريون ينسقون الاحتجاجات الرئيس بشار الأسد، بوقف احتكار حزب البعث للسلطة، وإرساء نظام سياسي ديمقراطي.

وفي أول بيان مشترك منذ تفجر الاحتجاجات قبل خمسة أسابيع،  قالت لجان التنسيق المحلية التي تمثل مختلف المحافظات، إن تحقيق شعارات الحرية والكرامة لن يتسنى إلا من خلال التغيير الديمقراطي السلمي.

وطالب البيان المشترك الذي نشرته وكالة رويترز "بالإفراج عن كل سجناء الضمير، وبتفكيك الجهاز الأمني الحالي، واستبداله بآخر ذي اختصاصات قانونية محددة، ويعمل وفقا للقانون".

وكان ناشطون نشروا على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات إلى الخروج اليوم في مظاهرات احتجاج حاشدة في مختلف أنحاء سوريا بما أسموه "الجمعة العظيمة".

وصادق الرئيس بشار الأسد أمس على ثلاثة مراسيم بإنهاء حالة الطوارئ، وإلغاء محكمة أمن الدولة العليا، وتنظيم حق التظاهر السلمي.

وكان مجلس الوزراء قد أقر الثلاثاء الماضي مشاريع المراسيم الثلاثة، وهي مطالب كانت واضحة بالمظاهرات التي تشهدها البلاد منذ 15 مارس/ آذار الماضي للمطالبة بالحرية.

ورأى معارضون أن إصدار هذه المراسيم إجراءات "غير كافية"، ولا تلبي إلا جزءا يسيرا من مطالب الشارع السوري، الذي "لن يقف عند هذا الحد".

وتشهد سوريا موجة من الاحتجاجات للمطالبة بإطلاق الحريات، ذهب ضحيتها بحسب منظمة العفو الدولية 220 شخصا منذ اندلاعها منتصف آذار/مارس.

التعليقات