الأردن مرشح لثورة

وتحولت العاصمة الأردن إلى ثكنة عسكرية اثر احتجاجات واسعة أغلقت الطرق الرئيسية، وطالبت بإسقاط رئيس الحكومة الدكتور عبدالله النسور، ورفعت شعارات تجاوزت ما يسمى في الأردن الخطوط الحمراء . كما امتدت الاحتجاجات إلى السلط حيث يقيم رئيس الحكومة عبد الله نسور وتم الاعتداء على منزله كما ظهر في عدد من مقاطع الفيديو التي بُثت على مواقع الانترنيت، مما اضطر قوى الأمن إلى تفريق الاحتجاجات بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.

الأردن مرشح لثورة

حجم المشاركة في تزايد مستمر بالمظاهرات الإحتجاجية

ارتفع سقف مطالب الشعب الأردني بشكل مطرد  منذ اندلاع انتفاضات الربيع العربي، وتجرأ البعض قبل شهور إلى الحديث عن مطلب إحلال الملكية الدستورية في الأردن، لكن المظاهرات الغاضبة التي انطلقت يوم الاثنين الماضي ضد رفع  أسعار المشتقات النفطية،  شهدت ارتفاعا في سقف المطالب حيث رفع بعض المتظاهرين شعار إسقاط النظام.

نحن أمام سؤال هل سيرتقي الحراك في الأردن إلى مستوى ثورة ضد  النظام أم أنه سيبقى في إطار الاحتجاجات على رفع أسعار الوقود. الإجابة على هذا السؤال ستكشفه الفترة القريبة، لكن يشير دخول النقابات العمّالية إلى دائرة الحدث، وتلويح المعارضة الإسلامية بالعصيان المدني،  والحراك الشبابي غير المهادن إلى أن الأردن سيشهد تصعيدا، لكن هناك أطراف في المعارضة حذّرت في حديث لـ «فصل المقال» من وجود أطراف مشبوهة متورطة في اعتداءات على الممتلكات العامّة، لم يفهم حتى اللحظة لمصلحة من يعملون،

منذ اندلاع الانتفاضات العربية تقمع السلطات الأردنية المتظاهرين وتعتقل عددًا منهم، الجديد هذه المرة أنه فور اعلان حكومة نسور رفع اسعار المشتقات النفطية في بلد يعتمد اقتصاده على المساعدات الخارجية ويستورد كامل احتياجاته النفطية من الخارج خرج آلاف المواطنين إلى دوار الداخلية في عمان وهتفوا " اللي بيرفع بالأسعار بدو البلد توّلع نار" و "يا نسور إرحل إرحل" وحتّى أن البعض تجرأ على حرق صورة الملك عبد الله الثاني.

وتحولت العاصمة الأردن إلى ثكنة عسكرية اثر احتجاجات واسعة أغلقت الطرق الرئيسية، وطالبت بإسقاط رئيس الحكومة الدكتور عبدالله النسور، ورفعت شعارات تجاوزت ما يسمى في الأردن الخطوط الحمراء .  كما امتدت الاحتجاجات إلى السلط حيث يقيم رئيس الحكومة عبد الله نسور وتم الاعتداء على منزله كما ظهر في عدد من مقاطع الفيديو التي بُثت على مواقع الانترنيت، مما اضطر قوى الأمن إلى تفريق الاحتجاجات بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.

وفي اربد (89 كم شمال العاصمة) هاجم مسلحون مقرًا للشرطة أصيب على أثرها 14 شخصًا بينهم 12 من رجال الأمن.

محمد الصالحي وهو فلسطيني مقيم في الاردن، ناشط سياسي وكاتب وطالب في كلية الطب الهاشمية قال لصحيفة «فصل المقال»:  إن رفع اسعار المشتقات النفطية في الأردن جاء بعد سلسله منظّمه من التجويع والإفقار الممنهج المرتبط عضوياً بالتكوين الوظيفي للدولة الاردنية والتبعية لصندوق النقد الدولي، إذًا تريد حكومة نسور حل الأزمة المالية على حساب تجويع المواطنين".

وأضاف ال صالحي  قائلا: " منذ سنتين تقريباً ابتدأ الحراك في الأردن إلآ انه انتقل في الآونة الأخيرة نقله على صعيدين، الصعيد الأول من صيغته النخبويه الى قواعده الشعبيه، والثاني انتقاله من التوجّه اللإصلاحي إلى الصراع الطبقي".

وتابع الصالحي: ". تخوّفاتنا المستقبليه كطليعة وقوى وطنيه حقيقيه، هو غياب القوى الوطنيه المنظمه على حساب حضور الاخوان كقوة وحيده منظمه في الشارع الاردني وتكرار السيناريو المصري لاحقاً وجني دعاة الدين الأمريكي ثمار نضالات الشباب الحقيقيين والانزلاق بها نحو تكرار لا يحمل في جوهره أي "بديل" سوى أنّه ارتدى الجلباب القصير وحمل المسبحة، هنا تجدر الاشارة الى انّ هذه الهبه المجيده (ذات الجذر الطبقي بوضوح) تنطلق في أكثر من 90 وقفه واعتصام واشتباك مباشر مع الدوله في مناطق مختلفة، سقف الحراك أصبح واضحًا وهو رأس النظام القائم."

ومضى قائلا: " كما أشير إلى أن حالة الفوضى اللي قد نراها هنا او هناك وتخريب الممتلكات العامه لها شقين: إما ان يكونوا مدسوسين من أجهزة الدوله، أو أن يكونوا حانقين لدرجة التخريب وبالحالتين فهو ذنب الدوله (أقصد النظام) وليس ذنب الناس".

واختتم الصالحي حديثه بالقول: "الخلاصة التي نراها بوضوح الان هي انهيار الخطاب الهوياتي الداعي بقوننة ودسترة فك الارتباط من جهة والخطاب المنادي بالحقوق المنقوصه من جهة أخرى على حد سواء، من شاهد أبناء مخيم الحسين وهم يستقبلون أبناء حي الطفيله يستطيع أن يلحظ جيداً تهافت هذا الخطاب الهوياتي الذي لا يصب إلا بمصلحة النظام، وتهافت الناس الذين وصفوا هذا الكلام سابقاً بالطوباوي الهوياتي لا يمكن نقضه بالهوياتي فكلاهما يتابدل الدور من موقع واحد".

التعليقات