العراق: محتجون يتظاهرون على استمرار تراجع قيمة الدينار

احتج متظاهرون في العاصمة العراقية بغداد ضد استمرار تراجع قيمة الدينار، وطالبوا بوقف الأزمة الاقتصادية وانهيار قيمة العملة الوطنية.

العراق: محتجون يتظاهرون على استمرار تراجع قيمة الدينار

من الاحتجاج في بغداد (أ ب)

احتشد متظاهرون عراقيون، الجمعة، في بغداد لمطالبة الحكومة بالتحرك لوقف الأزمة الاقتصادية وانهيار قيمة العملة الوطنية بعدما شهد الدينار العراقي مزيدا من التراجع.

وكانت الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة للقضاء على غسل الأموال وتحويل الدولارات إلى إيران وسورية من العراق، قد قيدت بشدة وصول العراقيين إلى العملة الصعبة.

وتراجع سعر صرف الدينار العراقي إلى نحو 1750 دينارا للدولار الأميركي الواحد في مبادلات الشوارع ببعض أنحاء البلاد يوم الخميس مقارنة بالسعر الرسمي البالغ 1460 دينارا للدولار الواحد. وأغلقت معظم محلات الصرافة في بغداد أبوابها، الجمعة، فيما تم تداول الدولار في مدينة أربيل شمالي البلاد بنحو 1710 دنانير.

وتجمع حشد صغير قوامه نحو 150 شخصا وسط بغداد، الجمعة، مرددين هتافات مناهضة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، كما رفعوا لافتات كتبت على إحداها عبارة "صعود الدولار يعني الموت للفقراء والأطفال".

وكتبت على لافتة أخرى عبارة "اليوم سنرى أي من النواب مع مطالب الشعب ومن هم ضدها".

ورفع بعض المتظاهرين صورا لمحتجين آخرين قتلوا خلال الاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للحكومة التي بدأت أواخر العام 2019.

ومنذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وضعت احتياطيات العراق من العملات الأجنبية في الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، ما يمنح الأميركيين سيطرة كبيرة على إمدادات العراق من الدولارات.

ويطلب البنك المركزي العراقي دولارات من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ثم يبيعها للمصارف التجارية ومراكز الصرافة بسعر الصرف الرسمي من خلال آلية تعرف باسم "مزاد الدولار".

ظاهريا، توجه الغالبية العظمى من الدولارات المباعة في المزاد إلى مشتريات البضائع المستوردة من قبل الشركات العراقية.

ومع ذلك، قال مسؤولون في القطاعين السياسي والمصرفي إنه في كثير من الحالات، يتم تزوير الفواتير أو تضخيمها لتحويل مبالغ كبيرة من الأموال إلى خارج البلاد، لاسيما إلى إيران وسورية اللتين تخضع كلتاهما لعقوبات أميركية.

وكان البنك المركزي العراقي، وبطلب من الولايات المتحدة، قد أدرج أواخر العام الماضي أربعة بنوك على القائمة السوداء للاشتباه في قيامها بغسل الأموال، وبدأ في استخدام نظام إلكتروني للتحويلات يتطلب إدخال معلومات مفصلة عن المتلقي النهائي للدولارات المطلوبة.

ومنذ ذلك الحين، جرى رفض معظم طلبات تحويل الأموال من حسابات العراق في الولايات المتحدة، ما قلل المعروض من الدولارات في السوق وأدى إلى انخفاض قيمة الدينار وتضخم الأسعار.

وكان السوداني تحدث إلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، عبر الهاتف مساء الخميس، ومن المقرر أن يتوجه وفد عراقي إلى واشنطن يوم الجمعة المقبل لمناقشة المشكلات المالية.

وقال مكتب السوداني في بيان إن رئيس الوزراء "أصدر توجيهات صارمة للتعامل مع تهريب العملات، واعتقال المهربين والمضاربين بسعر صرف الدولار، ومصادرة الأموال المهربة، وإخضاع نقاط التفتيش الخارجية للمراقبة والتدقيق".

وأعلن جهاز المخابرات الوطني العراقي، الجمعة، أنه ضبط أكثر من مليون دولار مع عصابات الجريمة المنظمة ضمن جهود مكافحة تهريب الأموال. ولم يحدد البيان الذي نقلته وكالة الأنباء العراقية الوجهة التي كانت مقررة للأموال.

التعليقات