حذّر وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الخميس، من أن أي محاولة إسرائيلية لتهجير فلسطينيي الضفة الغربية باتجاه بلاده، سيتم اعتبارها بمثابة "إعلان حرب"، والتعامل معها وفق ذلك.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده الصفدي، مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، التي تزور الأردن حاليا ضمن جولة إقليمية بالمنطقة.
وخلال المؤتمر، كشف الصفدي أن بلاده تعد ملفا قانونيا عن الاقتحامات الإسرائيلية للمقدسات بالقدس المحتلة، دون أي يوضح إلى أي جهة سيتم رفع هذا الملف.
ودعا وزير الخارجية الأردني المجتمع الدولي إلى التحرك قبل اشتعال الضفة الغربية والمنطقة.
ومنذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تصاعدت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، والتي يشارك فيها وزراء إسرائيليون، بينهم وزير الأمن القومي، المتطرّف إيتمار بن غفير.
فيما تخشى عمّان والقاهرة استغلال إسرائيل الحرب الحالية على غزة لمعالجة ما تعتبره "معضلة سكانية فلسطينية" عبر تمرير خطط لتهجير سكان الضفة إلى الأردن وسكان غزة إلى مصر.
حرب أخرى بالضفة
وعن التصعيد الإسرائيلي الحالي بالضفة، أكّد الصفدي خلال المؤتمر الصحفاي ذاته، أن "إسرائيل تشن حربا أخرى" هناك.
وحذّر من أن "نتنياهو وحكومته، يدفعون باتجاه تفجر الأوضاع في المنطقة بأكملها".
وقال إن "الإجراءات الإسرائيلية على الأرض قتلت كل فرص تحقيق السلام العادل".
وعدّ أن "وقف العدوان على غزة والتصعيد بالضفة الغربية"، هو "الخطوة الأولى للحؤول دون تفاقم الأوضاع بالمنطقة، لما هو أسوا".
وفي المؤتمر الصحافي تطرق الصفدي كذلك إلى المفاوضات المستمرة من أشهر بوساطة مصر وقطر إلى جانب الولايات المتحدة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و حركة حماس لوقف الحرب على غزة، بما يتضمن صفقة لتبادل الأسرى.
وأكد دعم الأردن "صفقة تبادل" الأسرى، متهما رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بعرقلة إتمامها حيث "غير مواقفه وانسحب من التزاماته".
لن نرسل قواتنا لأي مكان
وعن إمكانية أن تكون للأردن أدوار في غزة بشأن ما يُعرف بـ"اليوم التالي" بعد انتهاء الحرب على القطاع، أوضح الصفدي أن جميع المقاربات بخصوص ذلك "أمنية بحتة".
وأعرب عن اعتقاده بأن تلك المقاربات "لا تمتلك فرصة للنجاح".
وشدد على أن الأردن لن يرسل جنوده إلى أي مكان "ليكونوا فيه أهدافا لصراع لم يحسم"، على حد وصفه.
ومنذ بدء الحرب على غزة، برزت أحاديث عن شكل إدارة القطاع في اليوم التالي للحرب، حيث طُرحت خلال لقاءات دولية، وفق وسائل إعلام غربية، خطط لإدارة دولية بمشاركة قوات عربية، في وقت أعلن فيه مسؤولون إسرائيليون مرارا رفضهم لتولي السلطة الفلسطينية، أو حركة حماس إدارته.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.
وبموازاة حربه على غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة ما أسفر عن استشهاد 691 فلسطينيا، وإصابة نحو 5 آلاف و700، واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و400، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.
وفي إطار هذا التصعيد، بدأ جيش الاحتلال، في 28 آب/ أغسطس الماضي، عملية عسكرية شمال الضفة تعدّ الأوسع منذ عام 2002، أسفرت حتى الخميس عن استشهاد 39 شخصا، وإصابة 145 آخرين، واعتقال العشرات، وفق أرقام رسمية فلسطينية.
التعليقات