02/02/2010 - 09:40

هآرتس: تحقيقات حماس لا تستبعد إمكانية أن يكون جهاز استخبارات عربي وراء اغتيال المبحوح

التحقيق الأولي الذي أجرته حركة حماس حول عملية اغتيال القيادي في الحركة محمود المبحوح قبل حوالي أسبوعين في دبي، كشف معلومات تلقي الضوء على التحركات الأخيرة للمسؤول

هآرتس: تحقيقات حماس لا تستبعد إمكانية أن يكون جهاز استخبارات عربي وراء اغتيال المبحوح
أوردت صحيفة هآرتس تفاصيل متعلقة بعملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي في العشرين من الشهر الماضي، وقالت إن المعلومات تعتمد على تحقيقات حماس، وأنها حصلت على جزء من تلك التحقيقات.

وقال المحلل السياسي للصحيفة آفي يسخروف، إن "التحقيق الأولي الذي أجرته حركة حماس حول عملية اغتيال القيادي في الحركة محمود المبحوح قبل حوالي أسبوعين في دبي، كشف معلومات تلقي الضوء على التحركات الأخيرة للمسؤول عن تهريب السلاح لقطاع غزة في يومه الأخير. غير أن نتائج التحقيق التي وصل جزء منها لصحيفة "هآرتس" بعيدة عن حل اللغز. والضباب الثقيل المحيط بظروف الاغتيال ما زال بعيدا عن التبدد. وحتى الشبهات الأولية لحركة حماس وعائلة المبحوح بأن الموساد هو المسؤول عن مقتله، تبدلت بتقديرات مختلفة ومفاجئة، بأنه من الممكن أن يكون جهاز استخبارات عربي ضالعا في اغتياله".

وأضاف: "قائد شرطة دبي، ضاحي خلفان، قال يوم أول أمس للصحفيين العرب أنه لا يستبعد إمكانية أن تكون إسرائيل هي التي اغتالت المبحوح، ولكن بالمقابل لم يستبعد إمكانية أن تكون جهة أخرى تقف وراء موته الغامض، لأن هناك دافع لدى جهات كثيرة للمس بالمسؤول الذي تحول إلى محور مركزي في العلاقات بين إيران وقطاع غزة".

استخدم اسما مستعارا

وتابع: "حسب تحقيقات حماس، في 19 يناير، كانون الثاني، الساعة التاسعة صباحا وصل المبحوح إلى مطار الإمارات العربية المتحدة. وحوالي الساعة 14:30 هبط في دبي. ولم تعرف السلطات بقدومه لأنه استقل الطائرة باسم مستعار واستخدم كما يبدو جواز سفر مزيف".

واضاف: " وحسب المعلومات، وصل المبحوح إلى فندق "البستان روتانا"، الذي يبعد عدة دقائق سفر فقط بسيارة أجرى استقلها من المطار. يدور الحديث عن فندق فخم، خمسة نجوم، فيه 275 غرفة. وكانت غرفة رقم 130 في انتظاره. تسجل المبحوح في ردهة الاستقبال باسم مستعار. ولدواعي أمنية كعادته، طلب مسبقا غرفة دون شرفة ودون نوافذ تفتح. وأودع في خزينة الفندق حقيبة مستندات. وبعد ذلك صعد لغرفته في الطابق الأول، وبقي فيها حوالي ساعة، استحم خلالها وغير ملابسه.


وأردف: بين الساعات 16:30-17:00 خرج المبحوح من الفندق. وفي حماس يعرفون بشكل شبه مؤكد مع من التقى حينها، غير أنهم لا يرغبون في كشف التفاصيل في هذه المرحلة. مع ذلك، كشف التحقيق بأنه تناول الطعام خارج الفندق، لأنه لم يعثر على توثيق على زار أحد مطاعم الفندق أو طلب الطعام لغرفته. والافتراض هو أنه عاد لغرفته حوالي الساعة 21:00 ، والفترة التي قضاها خارج الفندق هي مصيرية، لأنه خضع حينها على ما يبدو لتعقب سري.

وتابع: وقال قائد الشرطة إنه يعتقد بأن المبحوح فتح باب غرفته للمهاجمين، لأنه، من جملة أسباب أخرى، لم يعثر على آثار مداهمة. غير أن التقديرات في حماس تفيد بأن خلية الاغتيال انتظرته في غرفته. وأن طاقم المراقبة أبلغ خلية الاغتيال بوصوله، وحينما فتح الباب انهالوا عليه.

وأضاف: في الساعة 21:30 اتصلت زوجة المبحوح بهاتفه النقال. ولم يرد، وفي حماس يقدرون بأنه لم يكن في تلك اللحظة على قيد الحياة.

تشريح الجثمان

وأردف: عُثر على جثمان المبحوح في اليوم التالي، يوم الأربعاء 20 يناير، ونقل للفحص، وتبين وجود خمسة أثار كي مستترة، سببها كما يبدو جهاز كهربائي يفقد الضحية وعيها. ومن بين أمور أخرى، عثر على أثار الصاعق الكهربائي تحت أذنية وعلى خاصرته وصدره. نزف دم من أنفه قبل أن يفارق الحياة، وظهرت على أسنانه أثار احتكاك. وكشف الأطباء الشرعيون أن الوفاة ناتجة عن عملية خنق، ويعتقد أنه تم خنقه بضغط وسادة، أو وسيلة أخرى. وعثر أيضا على آثار دماء على الوسادة.

وتابع: قائد الشرطة المحلية التقى يوم أمس الأول بالقنصل الفلسطيني في دبي حسين عبد الخالق، وأطلعه على تفاصيل أولية حول التحقيقات. وقال إن بتقديره، شارك في عملية الاغتيال سبعة أشخاص، هوية أربعة منهم معروفة للمحققين باسمهم وصورتهم. واشار إلى أن شرطة دبي توجهت للشرطة الدولية بطلب المساعدة كون منفذي الاغتيال كانوا يحملون جواز سفر أوروبي.

واضاف قائلا: وكشف مصدر في حماس يوم أمس لصحيفة "هآرتس" أن عام 2003 كان المبحوح معتقلا في مصر لمدة حوالي عام. وحسب المصدر، كان مطلوبا ليس فقط للإسرائيليين بل أيضا في مصر والأردن. أي أنه لم يكن ينقصه أعداء كما يبدو.

التعليقات