31/10/2010 - 11:02

أولمرت: الأسد ليس شريكا للحوار في الوقت الحالي، وأقدر الدور السعودي..

"أعتقد أن هناك أمور تتغير حقا في لبنان" * "الأسد ليس شريكا في الوقت الحالي" * "كنت أود أن يتصل بي السنيورة بشكل مباشر" * الولايات المتحدة تعارض تجديد الحوار مع سوريا

أولمرت: الأسد ليس شريكا للحوار في الوقت الحالي، وأقدر الدور السعودي..
في لقاء أجراه موقع يديعوت أحرونوت، مع رئيس الوزراء،الإسرائيلي، إيهود اولمرت، في أعقاب نشر الصحيفة صباح اليوم خبرا مفاده أن أولمرت التقى سرا مع مسؤول سعودي كبير.نفى أولمرت مثل هذا اللقاء نفيا قاطعا وتحدث عن سوريا وإيران وحزب الله ولبنان.

" لم ألتق مع الملك السعودي ولا مع أي طرف من شأنه أن يثير هذه الضجة في الصحف. لقد سألني أحد الصحفيين عن الخطة السعودية. واغتنمت الفرصة كي أقول أن موقف السعوديين أبان الحرب على لبنان كان جيدا. وأردت أن أعبر عن تقدير حكومة إسرائيل للسعودية في هذا الشأن. وما عدا ذلك فلم أقابل عبد الله، ولم أسافر، ولم يأتوا إلي، ولم أجر أي لقاء، وكل ما هو غير ذلك هو خيال وتوقعات. هذا اللقاء لم يحدث بتاتا. في إحدى المقابلات الصحفية عبرت عن رأيي، أن الموقف السعودي أثناء الحرب يدل على المسؤولية والتعقل، الأمر الذي منحني شعورا جميلا. وبما أننا تعودنا على أن ننتقد دولا كالسعودية في تصريحاتنا، رأيت أن تعاطي السعودية مع الحرب يستحق رد فعل آخر. ولكن من هنا وحتى استخلاص العبر فالمسافة طويلة". هذا ما قاله أولمرت في شأن اللقاء، ولكن بما أن المتحدث هو سياسي فربما النفي القاطع هو في الحقيقة أقل من ذلك.

وحينما سُئل عن مهرجان حزب الله، مهرجان النصر في الضاحية الجنوبية لبيروت، قال ما يبدو أنه معد سلفا، ولا يعكس حقيقة ما يشعر به، ولكنه يفضل أن يبدو بهذه الصورة، أو أن مستشاروه أرادوا ذلك:" لم أشاهده، ولو شاهدته لما كان سيثير لدي شيئا" . ويحلل:" إن حاجة نصر الله لاستعراض القوة هي نتيجة للغضب والمعارضة المتعاظمين اتجاهه في لبنان". ويفسر" والتفسير الطبيعي بالنسبة إلي هو أن تصريحات وتظاهرات من هذا النوع، التي يقوم بها قادة عرب، يعيشون في مجتمع غير ديمقراطي، مرتبطة دائما بالحاجة إلى مواجهة غضب أو اختلاف أو انتقادات آخذة في التصاعد ضده".

وعاد ليكرر ما قاله عشرات المرات حول انجازات حربه ولكنه لم يقنع أحدا من شعبه ولا من غيره بها، والدليل شعبية متدنية وصلت إلى 7% في آخر استطلاع أجرته صحيفة يديعوت أحرورنوت:" أعتقد أن هناك أمورا تتغير حقا في لبنان. فلا نرى في جنوب لبنان أي عنصر من حزب الله يحمل السلاح". وعاد ليقول:"لا يمكن تدمير كل السلاح الذي لديهم". ويضيف:" لكن لا يمكن استخدام هذا السلاح أو نقله" والسبب:" تواجد 3 آلاف جندي من قوات الطوارئ الدولية، و1500 جندي لبناني". ورغم مئات آلاف المشاركين في مهرجان حزب الله الذي يعتبر أكبر حدث جماهيري في تاريخ لبنان، فأولمرت يرى غير ذلك "حزب الله ونصر الله معزولان ومنبوذان اليوم في لبنان!"

ورفض أولمرت الإجابة عن أسئلة تتعلق بالأسرى وصفقات تبادل ممكنة. ولكن حول سؤال عن رئيس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة قال أولمرت: " لا يمكنني أن أعلن عن اتصالات تجرى الآن مع فؤاد السنيورة. أنا بالأساس لم أكن أستبعد ذلك، على العكس. كنت سأرى ذلك بشكل إيجابي لو أن السنيورة قام بالاتصال بي بشكل مباشر حول النقاط المتعلقة بقرار مجلس الأمن، وحول العلاقات المستقبلية بين إسرائيل ولبنان. وهناك عدة أطراف دولية كانت معنية بلقاء من هذا النوع، إنني استجيب لهم ولكن حتى الآن لا أرى أي تقدم".

وعن سوريا قال أولمرت: " برأيي، سوريا الآن في ضائقة تنبع من عدة أسباب بينها التقرير حول مقتل الحريري الذي سينشر قريبا، والذي سينقل بعد ذلك على ما يبدو لمحكمة جرائم الحرب في هاغ. من هنا يمكنني أن أفهم رغبة السوريين ... ولكن بشكل فعلي هم يستمرون في منح الإرهاب غطاء ودعما، وبضمن ذلك منظمات إرهاب فلسطينية تعمل ضدنا في الضفة وقطاع غزة. لا أرى لديهم أي إشارة يمكنها أن تشجع إسرائيل على الخوض في الحوار".

وقال أولمرت معتبرا المفاوضات مع سوريا هي بمثابة منح مكافأة:" إن الولايات المتحدة تعترض على إجراء حوار مع سوريا، لأنها لا تعتقد أن سوريا متوجهة نحو السلام، بل تهدف إلى تخفيف الضغط عنها، الناتج عن دعمها للإرهاب ضد الولايات المتحدة في العراق وضد إسرائيل في الضفة والقطاع. وهذا هو سبب الخوف الأمريكي من الحوار مع سوريا، ولا يوجد أي سبب لأن نمنح سوريا مكافأة لا تستحقها". وأضاف:" في هذه المرحلة الآنية لا أرى الأسد شريكا لإجراءات يمكنها أن تؤدي إلى مفاوضات".

وفي الشأن الإيراني قال أولمرت" إذا كان السلاح النووي الإيراني هو لأهداف سلمية، ويكون تحت رقابة دولية بصورة يكون فيها واضحا بشكل جلي دون ادنى شك أنه لا يوجد خطر حقيقي، سيختلف الوضع. ولكن يجب أن نذكر أن عملية استخدام النووي لأهداف سلام تختلف كليا عن استخدامها لأهداف عسكرية وللتسلح النووي. والفرق يمكن تمييزه بسهولة . ولكن السؤال هل نثق بنوايا الإيرانيين، أنا غير متأكد. ولا أعتقد أن الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد هذه التفسيرات وتقبلها. الولايات المتحدة لا تريد أن تظهر كأنها تملك قرارا مسبقا لا يتغير تريد أن تفرضه لهذا هي تفاوض".
.
وهاجم أولمرت بعض النواب العرب ويقصد نواب التجمع الوطني الديمقراطي الذين زاروا سوريا ولبنان، وتحدث عن شراكة مصير يود أن يراها، إلا أنها تتكسر أمام عينيه كل يوم، وتتكسر كل الخطط التي عملت بها حكومات إسرائيل المتلاحقة من أجل أسرلة فلسطينيي الداخل :" برأيي هذا يحدد مسألة شراكة المصير، الموجودة هنا في نفس الدولة. إن تصرف النواب العرب مقلق بشكل كبير، وقد رأى المستشار القضائي للحكومة أنه يجب إجراء تحقيق جنائي في أعقاب التصرفات المثيرة للمشاكل، هناك نواب عرب ينتهجون خطا متطرفا جدا، ومن الصعب عدم تمييز أقوال ضد إسرائيل في أحاديثهم، نواب يظهرون راديكالية سياسية مقلقة، وأحيانا تتجاوز حدود ما يمكن لدولة ديمقراطية أن تتحمله. أعتقد أن قرار المستشار القضائي للحكومة هو نتيجة لا يمكن منعها لتصرفات مخالفة للأصول من الدرجة الأولى".

وعن الاستطلاعات التي كان يؤمن بها قبل عدة أشهر حينما ضمنت له أغلبية نيابية قال:" الاستطلاعات هي انطباع غير متوازن، لا يمكننا العيش على الاستطلاعات، لهذا لا أحب واقع وجود هذه الاستطلاعات، ولكن ليس هذا ما يملي القيم التي أسير وفقها، ووفق تقديراتي فإن هذه الحكومة ستبقى حتى الانتخابات القادمة، أي عام 2010 وحتى ذلك الوقت الله كبير".

التعليقات