اعتبر قرار الحكومة الإسرائيلية، المصادقة على صفقة التبادل مع حزب الله، إغلاقا لدائرة مفتوحة. وبعد سنتين من خوضه حربا فاشلة، أجمع المحللون الإسرائيليون أنها ضربت قدرة الردع الإسرائيلية في الصميم، اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، إلى العودة إلى خيار المفاوضات وإبرام صفقة تبادل مع حزب الله.
وتفيد تقديرات مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى أن صفقة التبادل بين حزب الله وإسرائيل ستنفذ حتى موعد أقصاه 12 تموز يوليو، أي قبل الذكرى الثانية للحرب العدوانية على لبنان، حيث سينظم احتفالات الانتصار. ومن المتوقع أن يوقع مسؤول ملف الأسرى والمفقودين، عوفر ديكيل، ومسؤول في حزب الله، والوسيط الألماني، غرهارد كونراد على صفقة تبادل الأسرى في غضون الأيام القريبة. في حين قال محامي الأسير سمير القنطار الذي التقاه يوم أمس إن القنطار متفائل ينتظر بشغف لحظة تحريره.
ويقول مراقبون أن تردد رئيس الوزراء، إيهود أولمرت حيال الصفقة في الأسبوعين الأخيرين، كان مصطنعا، لأنه رافق مراحل الصفقة أولا بأول وكان يمكنه في مرحلة ما أن يعترض أو يتردد. ويهدف أولمرت من إبداء تردده المصطنع للظهور أنه مدفوع نحو الصفقة من قبل عائلات الأسرى ولم يخترها، خاصة وأنه كان يمكنه قبل سنتين تفادي الحرب الفاشلة ونتائجها بعيدة المدى والذهاب إلى التبادل بموقف أقوى.
ويضيف المراقبون أن رئيس الوزراء السابق أرئيل شارون يتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية عن عملية أسر الجنديين والحرب التي أعقبتها إذ أنه هو من قرر التنصل من اتفاق سابق مع حزب الله وإطلاق سراح الأسير اللبناني سمير القنطار في المرحلة الثانية من الصفقة التي أبرمت عام 2004 والتي عرفت باسم صفقة تننباوم. مما استدعى حزب الله للقيام بعملية أسر جديدة ليلقن الإسرائيليين درسا في احترام الاتفاقات، وجاء ذلك في الوقت الذي يتولى الشؤون الإسرائيلية مجموعة من الهواة والمبتدئين، من جيل ما بعد المؤسسين.
ومن المتوقع أن تتسلم إسرائيل تقرير حزب الله حول الطيار الإسرائيلي المفقود ران أراد خلال أسبوع، والذي أشارت المعلومات التي رشحت منه، أنه يخلص إلى أن أراد في عداد الموتى وأنه لا تتوفر معلومات عن مكان دفنه. وبالمقابل يتسلم حزب الله تقريرا عن مصير أربعة دبلوماسيين إيرانيين فقدوا خلال اجتياح لبنان عام 1982، وتفيد المعلومات أن إسرائيل تنكر أي علاقة بمصير الديبلوماسيين. وبعد ذلك يتم تحديد موعد التبادل.
وقالت مصادر إسرائيلية أن بعد هذه المرحلة بشهر واحد ستطلق إسرائيل سراح أسرى فلسطينيين «حسب اختيارها»، وذكرت صحيفة هآرتس نقلا عن مصدر أمني أن المرحلة الثانية ستشمل إطلاق سراح نحو 50 أسير فلسطيني، يتم اختيارهم من قائمة يقدمها جهاز الأمن العام «الشاباك» للحكومة.
وقد أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خلال جلسة الحكومة يوم أمس عن تأييده لصفقة التبادل، لأول مرة منذ الإعلان عنها، في حين اعترض رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، مئير داغان، ورئيس جهاز الأمن العام، يوفال ديسكين بشدة على الصفقة خلال جلسة الحكومة.
وقال محامي الأسير اللبناني سمير القنطار، إلياس صباغ، إن القنطار متفائل جدا وعلى قناعة أنه سيعود إلى وطنه خلال أيام. وأضاف صباغ في حديث لصحيفة هآرتس أن القنطار منفعل وينتظر لحظة التحرير بشغف.
هذا وتلقى صفقة التبادل اهتماما في أوساط الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وأعربت مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى عن خيبة أملها من أن صفقة حزب الله تشمل عددا قليلا من الأسرى الفلسطينيين، ومن أن إسرائيل هي التي ستختار أسماءهم.
31/10/2010 - 11:02
تقديرات إسرائيلية: التبادل قبل 12 تموز؛ والأسرى اللبنانيون ينتظرون بشغف
أفادت تقديرات مسؤول أمني إسرائيلي رفيع أن صفقة التبادل بين حزب الله وإسرائيل ستنفذ حتى موعد أقصاه 12 تموز يوليو، الذكرى الثانية للحرب العدوانية على لبنان.

التعليقات