31/10/2010 - 11:02

ضابط احتياط أقل منفذ عملية إيلات بسيارته قبل ساعات من وقوعها

تقديرات الأجهزة الأمنية تشير إلى أن منفذ العملية دخل من الحدود المصرية * منفذ العملية هو محمد السكسك (21 عاماً) من قطاع غزة * سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى تعلنان مسؤوليتهما عن العملية

ضابط احتياط أقل منفذ عملية إيلات بسيارته قبل ساعات من وقوعها
قتل ثلاثة أشخاص على الأقل صباح اليوم، الإثنين، في انفجار وقع في مخبز في مركز تجاري في حي "إيزيدور" مدينة إيلات. وجاء أن الإنفجار قد وقع قبل الساعة العاشرة بقليل من صباح اليوم.

ونقل عن قائد شرطة إيلات إن "الإنفجار قد نجم عن عملية انتحارية". كما نقل عنه قوله إنه لم تكن هناك أية معلومات تشير إلى النية في تنفيذ عملية في المدينة، الأمر الذي اعتبره على غاية من الخطورة.

وبحسب قائد الشرطة فإنه يجري العمل على اعتبار أن هناك آخرين ينوون تنفيذ عمليات مشابهة، رغم عدم وجود أي دليل على ذلك.

وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن منفذ العملية دخل إلى المخبز وهو يحمل حقيبة متفجرات بيده قام بتفجيرها في الداخل، كما تبين أن القتلى هم ممن تواجدوا في داخل المخبز.

وفي أعقاب العملية، أصدرت قيادة الشرطة تعليمات بتعزيز العمليات الأمنية الجارية في كافة أنحاء البلاد، وخاصة في الأماكن المزدحمة في الأسواق والمحلات التجارية. كما رفعت "نجمة داوود الحمراء" حالة التأهب إلى أقصى درجة.

ونقل عن أحد العاملين في طواقم الإسعاف أن هناك 4 جثث في موقع العملية، واحدة منها تعود لمنفذ العملية. كما نقل عن عامل آخر في طواقم الإسعاف إنه لا يمكن التصريح بعدد القتلى بشكل دقيق نظراً للدمار الكبير الذي حصل في المكان.

ونقلت تقارير إسرائيلية عن مصادر فلسطينية قولها إن العملية من تنفيذ سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بالتعاون مع كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكري لحركة فتح.

كما جاء أنه تم نقل عدد من الجرحى إلى مستشفى "يوسيفطال" في المدينة.

أعلنت سرايا القدس، الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم الاثنين أن محمد فيصل السكسك، من سكان بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، هو أحد عناصرها وهو "منفذ العملية الاستشهادية فى ايلات والتي أدت إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين"، وأوضحت أن السكسك تسلل إلى ايلات عبر الحدود الاردنية .

وقال ابو احمد المتحدث باسم السرايا في مؤتمر صحفي عقده بغزة ان "هذه العملية الاستشهادية التي نفذتها كل من سرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى " جيش المؤمنين" هي الأولى في سلسلة عمليات " ذوبان الجليد " الاستشهادية".

وأضاف أبو احمد" أنه "في الوقت الذي يستمر فيه العدو الصهيوني بارتكاب أبشع جرائمه بحق مجاهدينا وكوادرنا في مدينة غزة وقطاع غزة الصامد كان لزاما علينا أن نكون السباقين بالرد على هذه الاعتداءات والخروقات اليومية".

وأكد الناطق باسم السرايا انه من حق المقاومة الفلسطينية الرد على كافة الخروقات الاسرائلية بحق شعبنا، وأضاف أن هذه العملية تأتي في إطار "الرد الطبيعي على عمليات الاغتيال الجبانة التي طالت العشرات من كوادر سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية وعمليات الاجتياح المتواصلة فى غزة".

وطالب الناطق باسم السرايا "كافة فصائل المقاومة بوقف الاقتتال الداخلى فورا وتوجيه البنادق إلى العدو لأنه ليس لنا عدو فى هذا الوطن إلا العدو الإسرائيلي".

وقال أبو أحمد أن هذه العملية ستتبعها عمليات أخرى نوعية.

وأضاف أنه "لا يوجد أي هدنة مع العدو لان العدو ألغاها من خلال اغتيالاته فى جنين ونابلس واجتياحاته لبلدتي بيت حانون ورفح".

ورفض أبو احمد الخوض فى تفاصيل العملية، مؤكداً أنه سيصدر بيان يتضمن تفاصيل هذه العملية التى استمر التخطيط لها مدة سبعة شهور تم خلالها نقل الاستشهادى الى الاردن من خلال خطة معقدة للغاية.
أكد الدكتور محمد الهندي القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي أن عملية "ايلات" تأتي لتؤكد أن "المقاومة هي الأساس لدى الشعب الفلسطينية وقادرة على ضرب العدو وأن حالة الاقتتال طارئة على شعبنا".

وبين دكتور الهندي ان "إسرائيل" تواصل عدوانها في الضفة الغربية عبر الاغتيالات والاعتقالات والاجتياحات اليومية وليس هناك أي سياسة ضبط نفس موضحا أنها تضبط نفسها جزئيا في قطاع غزة لأنها تريد أن يقتتل الفلسطينيون.

وقال أن "للعملية الاستشهادية دلالات كبيرة مبينا أنها رسالة للأمة العربية والإسلامية أن الشعب الفلسطيني صورته المقاومة والجهاد وليس غمام الصيف من الاقتتال الفلسطيني".

وأضاف دكتور الهندي أن العملية "رسالة للعدو الإسرائيلي الذي يفرك يديه شماته وفرحا وهو يتوقف عن استهداف الفلسطينيين في قطاع غزة لكي تستمر حالة الاقتتال الفلسطينية". موضحا أن "العملية أثبتت أن شعبنا حي ومرابط وقادر على ضرب العدو".

وأكد أن العملية أيضا "توجه رسالة للذين يقتتلون في الشارع الفلسطيني وتدعوهم للتوحد على خيار الجهاد والمقاومة".

وأكد القيادي الفلسطيني أن العملية "أعادت الشعب الفلسطيني أولوياته حول خياره الاستراتيجي في مواجهة العدو المتغطرس الذي يريد أن يحيك المؤامرات والحرب الأهلية والداخلية الفلسطينية اليوم لشعبنا".

وأوضح أن الشعب الفلسطيني "يثبت أنه شعب حي ويثبت بهذه الدماء الذكية ويناشد بدماء محمد السكسك دماء كل الشهداء الذين سيقوه دماء الشهيد الشقاقي والشهيد احمد ياسين ودماء الرئيس عرفات ودماء الشهيد عبد العزيز الرنتيسي يقول لهم أن وطننا واحد وعدونا واحد ودماءنا واحده ويجب أن تتوقف هذه المهازل". وأضاف قائلا :" حرام ما يحدث في الشارع الفلسطيني اليوم هذه رسالة الشهداء التي يقدمونها ممهورة بالدم وان شاء الله تصل هذه الرسالة لكل الأطراف.

وأكد دكتور الهندي أن "هذا الاختلال في أولوياتنا لصالح حسابات صغيرة وحسابات هامشية يجب أن يعدل ويعود الاعتبار ليقف على رأس سلم أولوياتنا خيار الجهاد والمقاومة في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية التي تحاول حرف القضية الفلسطينية عن الأولويات".

تشير التقديرات الأمنية الإسرائيلية أن منفذ العملية في إيلات صباح اليوم، دخل عن طريق الحدود المصرية. وكشف ضابط في الاحتياط أنه كان قد أقل منفذ العملية صباح اليوم بسيارته وأنه اشتبه به توجس منه واتصل بالشرطة فور نزوله من السيارة.

التقديرات الإسرائيلية حول دخول منفذ العملية من مصر تتناقض مع ما جاء في بيان سرايا القدس الذي أعلنت فيه أن منفذ العملية دخل عن طريق الأردن. وفي الوقت ذاته نفت السلطات الأردنية إمكانية دخول منفذ العملية عن طريق الحدود الأردنية، قائلة أنه بعد الفحص تبين أن منفذ العملية لم يدخل إلى الأردن بتاتا .

وزير الأمن الإسرائيلي، عمير بيرتس عقد جلسة أمنية في أعقاب العملية شارك فيها رئيس هيئة الأركان ومسؤولين كبار في أجهزة الأمن. وأشار بيرتس إلى الجيش بالاستعداد لتنفيذ عمليات هجومية ضد التنظيمات الفلسطينية. وقال بيرتس أن إسرائيل ستبذل جهدها للحفاظ على "وقف إطلاق النار" ولكن ذلك لن يمنع إسرائيل من إحباط عمليات تستهدفها. يذكر أن عمليات الاغتيال والتصفية والاعتقالات تدخل في السياسة الإسرائيلية ضمن ما تسميه "إحباط عمليات تستهدفها".

وقد كشف أحد ضباط الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، يوسي فولتينسكي، بعد ظهر اليوم أنه كان قد أقل الشاب، منفذ العملية، في سيارته صباح اليوم، وأنزله في وسط الطريق بسبب اشتباهه به وتوجسه منه.

ويقول ضابط الاحتياط أنه في التاسعة من صباح اليوم حينما كان في طريقه إلى مكان عمله في فندق "سبورت" توقف ليقل شابا اعتقد في البداية أنه يعرفه ولكن حينما صعد الشاب إلى السيارة، وتبين أنه أخطأ، "أدرك أنه في ورطة". ويقول الضابط أن الشاب كان يحمل حقيبة كتف ويلبس معطفا أحمرا ويعتمر قبعة حمراء.

ويقول الضابط أنه اشتبه بالشاب وتوجس منه فسافر في طريق التفافي لتجنب الدخول إلى المناطق السكنية. ويضيف " فأشار الشاب إلي بنبرة تهديد أن أسافر باتجاه المدينة، وفي تلك اللحظة توقفت في منتصف الطريق. وكنت على استعداد للقفز خارج السيارة وطلبت منه أن ينزل. ويقول فولتينسكي أنه حاول تضليل الشاب حين شرح له كيف يصل على المدينة. وبعد أن فارقه، سارع الضابط إلى الاتصال بالشرطة الإسرائيلية وابلغهم بتفاصيل ما حدث معه ونقل لهم أوصاف الشاب فيما استمر في مراقبة تحركات الشاب ورآه يجنح عن الطريق الرئيسي جريا.


أكد القيادي زياد النخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن "عملية "إيلات" النوعية جاءت في هذا التوقيت بالذات لتلقي كرة اللهب في الساحة الصهيونية وتبعد عن الشارع الفلسطيني شبح الاقتتال الداخلي ولتؤكد من جديد أن المقاومة هي خيار شعبنا الأصيل الذي لا يمكن أن يتنازل عنه".

وأوضح النخالة خلال تصريح صحفي له اليوم الاثنين أن "العملية تأتي تأكيدا على الثوابت الفلسطينية وحق المقاومة في الرد على الخروقات الصهيونية"، موضحا أن "العدو يستبيح المدن الفلسطينية بشكل يومي ويغتال القادة ويعتقل المجاهدين ويهدد الأقصى المبارك ولا يمكن الصمت عما يجري".

واعتبر النخالة أن العملية "تقطع الطريق على فريق التسوية الذي لا زال يتوهم بالخداع ويوهم شعبنا بأماني السلام" . وطالب كل من يستنكر أعمال المقاومة أن "يوقف العدوان وعمليات الاغتيال ويرفع حواجز الإذلال التي يتعرض لها أبناء شعبنا الفلسطيني في مدن الضفة الغربية ويحمي الأقصى المبارك، موضحا أن هذا الفريق لا يؤمن بالمقاومة ولا يؤمن بحق الشعب في الدفاع عن نفسه".

وهدد "بمواصلة العمليات الاستشهادية في قلب الكيان الاسرائيلي وبذات الطريقة نفسها" موضحا أن "الاستشهادي وصل بطريقه معقدة إلى مكان العملية، وأن بالإمكان تكرارها ومفاجأة العدو الاسرائيلي من جديد".

وقال أن "وصول الاستشهادي إلى عمق الكيان الاسرائيلي يدحض المزاعم الاحتلالية بالسيطرة على العمليات الاستشهادية ووقفها عبر جدار الفصل العنصري".

التعليقات