الماريغوانا... سلاح نتنياهو الأخير قبل الانتخابات؟

في إطار جهود رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لكسب أصوات جديدة من مختلف فئات الناخبين، وظهوره كمن يبدي استعدادا لـ"الركوع على ركبتيه" ربما في سبيل الحصول على أغلبية برلمانية تتيح له تشكيل الحكومة المقبلة، قرر نتنياهو اليوم التودد لمعشر مستخدمي القنب.

الماريغوانا... سلاح نتنياهو الأخير قبل الانتخابات؟

تجمع أمام الكنيست لمؤيدين لتشريع الماريغوانا (أرشيفية - أ ف ب)

في إطار جهود رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لكسب أصوات جديدة من مختلف فئات الناخبين، وظهوره كمن يبدي استعدادا لـ"الركوع على ركبتيه" ربما في سبيل الحصول على أغلبية برلمانية تتيح له تشكيل الحكومة المقبلة، قرر نتنياهو اليوم التودد لمعشر مستخدمي القنب.

وفي بيان نشره على صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلن نتنياهو أنه سيعمل على شطب وإبطال الملفات الجنائية على المواطنين بشأن استخدام القنب الهندي (الماريغوانا)، وحيازته.

وقال نتنياهو في تغريدة على "تويتر" إن الآلية الحالية لإصدار ملفات جنائية ضد مستخدمي نبات القنب الهندي "تؤثر على عشرات الآلاف من الإسرائيليين، وتتسبب بمعاناة غير ضرورية للكثيرين وتشكل أعباء على الجهاز القضائي والمحاكم".

ولفت نتنياهو إلى أنه أصدر تعليمات إلى وزير القضاء الإسرائيلي، أمير أوحانا (الليكود) بهذا الشأن، وأن الأخير "بدأ العمل لتسوية هذه المسألة وسيرأس لجنة من المهنيين ومجموعات الضغط المعنية، وفحص تطبيق النموذج الكندي لتنظيم سوق قانونية للماريغوانا في إسرائيل".

وكان نتنياهو قد أعلن أنه يسعى لتسيير قوافل الحج والعمرة للمواطنين العرب في البلاد، من مطار "بن غوريون" في اللد مباشرة إلى مطارات السعودية، وذلك ضمن حملته الانتخابية للكنيست وسعيًا منه لاستمالة بعض المواطنين العرب للتصويت لحزبه "الليكود".

في المقابل، رد رئيس قائمة "كاحول لافان"، بيني غانتس، على تصريحات نتنياهو بالقول: "نتنياهو أنت تنجر من جديد. ما لم تفعله منذ 10 سنوات لن تفعله خلال السنوات الـ10 المقبلة". وأضاف "منذ سنوات وأنت تبيع أوهاًا للمرضى الذين يحتاجون إلى الماريغوانا الطبية وشبابنا في محاولة يائسة للسطو على بعض الأصوات الإضافية".

وشهدت إسرائيل منذ حل الكنيست في كانون الأول/ ديسمبر 2018، اقتراعين ولكنّهما لم يتيحا الفصل بين الليكود بزعامة نتنياهو وبين تحالف غانتس. وعلى خلفية ذلك، تتحضر إسرائيل لانتخابات جديدة في الثاني آذار/ مارس.

وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تقارب بنيامين نتنياهو وبيني غانتس في الانتخابات الثالثة في غضون عام. وإذا حصدا مقاعد برلمانية متقاربة عدديًا أو متساوية، للمرة الثالثة على التوالي، فإنّ مفاوضات تشكيل الحكومة ستكون معقّدة.

ولكن في ظل عدم حيازة الحكومة الانتقالية برئاسة نتنياهو على غالبية في الكنيست، فإنها عاجزة عن اعتماد موازنة، وتكمن المفارقة في أن أزمة الموازنة قد تدفع أحزابا حريدية حليفة لنتنياهو وتحوز على نحو 10% من المقاعد، على التحرك خارج السياق الذي يتوقعه الأخير.

وتعتمد المؤسسات الحريدية بشكل كبير على المال العام من أجل تنفيذ برامجها، ولكنّها رأت مخصصاتها تذوب في الأشهر الأخيرة بسبب أزمة الموازنة، التي قد تتواصل خلال الفترة المقبلة.

وفي هذا السياق، كتب الصحافي المختص بالمستوطنات والأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، حاييم ليفنسون، في صحيفة "هآرتس"، أن هذه الظروف تجعل من مسألة الموازنة "مسألة حياة أو موت" بالنسبة للسياسيين الحريديين.

ويرى الصحافي أنه إذا شعر هؤلاء بأن المأزق سيستمر، فإنهم "سيلعبون دورًا نشطًا من أجل إجبار نتنياهو على تقديم تنازلات، لأنهم بحاجة ماسة للمال"، فيما لفتت تقديرات صحافية أخرى إلى أن الأمر قد يصل بالحريديين إلى "الالتحاق بتحالف يقوده غانتس" للتأكد من مشاركتهم في الحكومة المقبلة.

التعليقات