29/03/2023 - 12:24

عزمي بشارة: عن الصراع الدائر في إسرائيل

" في حالة التوصّل إلى تسويات، وكيفما استدار، سوف يضطرّ نتنياهو إلى تلبية مطالب إضافيّة للصهيونيّة الدينيّة. وهذه تكون عادة على حساب الفلسطينيّين"

عزمي بشارة: عن الصراع الدائر في إسرائيل

الدكتور عزمي بشارة

نشر مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدكتور عزمي بشارة، عبر حسابه على موقع "فيسبوك"، منشورًا حول الصراع الدائر في المجتمع والمؤسّسات الإسرائيليّة.

وكتب الدكتور عزمي بشارة في منشوره إنه "مع أنّ الصراع على استقلاليّة الجهاز القضائيّ النسبيّة عن الأغلبيّة المتغيّرة في المؤسّسة التشريعيّة له علاقة غير مباشرة بقضيّة فلسطين، إلّا أنّه حيويّ بالنسبة لقطاعات واسعة من الإسرائيليّين، وثمّة شرخ حقيقيّ متعلّق في نمط الحياة وطابع الدولة، لأنّه قد يغيّر التوازن السائد مع الأحزاب الدينيّة، من ناحية امتيازاتها المتولّدة عن الائتلافات، ولأنّ ’الإصلاح’ المقترح يخفّف من رقابة القضاء على السياسيّين من ناحية عواقب تهم جنائيّة مثل الفساد على إشغال وظائف قياديّة. وقد تكون هناك عواقب فيما يخصّ علاقة يهود أميركا بإسرائيل".

وأضاف: "يهدف تحالف القوى اليمينيّة الشعبويّة والصهيونيّة الدينيّة والقوى الدينيّة المتزمّتة إلى تغيير التوازن القائم، ليتمكّن من التشريع دون تدخّل القضاء في حالة تناقضه مع قوانين الأساس ’الليبراليّة’ التي سنّت في تسعينيّات القرن الماضي. مختصر الخطاب الشعبويّ: السلطة التشريعيّة منتخبة، أمّا القضاء فلا".

وتابع بشارة أن "القضاء أصبح أصلًا أكثر يمينيّة وأقلّ ليبراليّة، ولا معنى لليبراليّته في المناطق المحتلّة. ولكن إذا أزيل حاجز حقّ القضاء في التدخّل في التشريعات لمنع مخالفتها مبادئ عليا معيّنة، فلن تكون هناك حدود لما يمكن أن يحصل من ناحية سنّ قوانين تفرض إملاءات دينيّة على نمط الحياة، وتقلّص نفوذ القضاء".

وفي ما يخصّ الملفّات القضائيّة ضدّ رئيس الحكومة الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، قال بشارة إن "لنتنياهو أهداف أخرى متعلّقة بالملفّات القضائيّة ضدّه. وقسم كبير من اليمين الإسرائيليّ يرفض ذلك، كما أنّ قسمًا كبيرًا من اليمين ما زال علمانيًا، على الأقلّ فيما يخصّ نمط الحياة الذي يريده، لذلك، فإنّ المظاهرات ليست مظاهرات يسار ضدّ يمين. بل مظاهرات تحالف علمانيّ من اليمين والليبراليّين واليسار".

وأضاف: "المتديّنون المتزمّتون (الذين تصهينوا) يدركون هشاشة وضعهم، فهم عمومًا لا يخدمون في الجيش، وقسم كبير منهم لا يعمل ولا يدفع ضرائب. وهم لا يرغبون بصدّام شامل، بل بتسويات عبر الائتلافات البرلمانيّة. هكذا حصلوا معظم امتيازاتهم. الراغب في الحسم طالما سنحت الفرصة هو اليمين الصهيونيّ الدينيّ".

وأردف الدكتور بشارة في منشوره أن "نتنياهو أيضًا راغب بالحسم؛ لأنّ فرصة حصوله على أغلبيّة برلمانيّة قد لا تتكرّر، ولكنّه أكثر براغماتيّة وأكثر تعرّضًا للضغوط من حلفائه. وقد يقبل بتسويات. ولكن لن يتراجع عن المشروع كلّه. وإذا لم تحصل تسوية، فسوف يخوض المواجهة، وما سيحدّد تصرّفه هو فقط السؤال هل سوف يصطفّ جميع نوّاب الليكود خلفه؟".

وفي ما يخصّ ميليشيا "الحرس الوطنيّ" التي منحت إلى بن غفير، كتب بشارة أنه "بقي أن نقول: في حالة التوصّل إلى تسويات، وكيفما استدار، سوف يضطرّ نتنياهو إلى تلبية مطالب إضافيّة للصهيونيّة الدينيّة. وهذه تكون عادة على حساب الفلسطينيّين. في هذه الأثناء منح بن غفير حرس وطنيّ، ميليشيا تتبع له مباشرة، وتجنّبه بيروقراطيّة الشرطة".

واختتم بالقول إنه "‏سبق أن تناولت هذه المواضيع بالتحليل، وكذلك علاقتها بالقضيّة الفلسطينيّة، وصيرورة تدين الصهيونيّة وصهينة التديّن في محاضرات وكتب ومقالات ومقابلات، ومنها كتاب من يهوديّة الدولة حتّى شارون الصادر عام 2005".

التعليقات