30/03/2023 - 21:50

الآلاف من أنصار اليمين المتطرف يتظاهرون في تل أبيب ويغلقون شوارع رئيسية

أنصار اليمين المتطرف يغلقون شوارع مركزية في تل أبيب بعد أن وصلوا من أنحاء إسرائيل والمستوطنات في الضفة المحتلة إلى تل أبيب للتعبير عن دعمهم لخطة حكومة نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء.

الآلاف من أنصار اليمين المتطرف يتظاهرون في تل أبيب ويغلقون شوارع رئيسية

من مظاهرة اليمين في تل أبيب (Getty Images)

تظاهر عشرات الآلاف من أنصار اليمين المتطرف في مدينة تل أبيب، مساء الخميس، للتعبير عن دعمهم لمساعي ائتلاف بنيامين نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء، وذلك بدعوة من حزب الليكود وحركة "إم تيرتسو"، وسط مخاوف من اعتداءات تستهدف معارضي خطة الحكومة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") بأن الشرطة بادرت إلى إغلاق مسالك شارع "أيالون" الرئيسي المتجه شمالا، في محاولة لتجنب التصادم مع المتظاهرين الذين وصلوا من جميع المناطق بما في ذلك المستوطنات في الضفة المحتلة، فيما أغلق المتظاهرون مسالك "أيالون" المتجهة جنوبا.

وردد بعض المتظاهرين الذين يحملون العلم الإسرائيلي، هتافات على غرار: "الشعب يريد إصلاح قضائي" و"بيبي ملك إسرائيل"، وهتافات أخرى هاجموا من خلالها وسائل الإعلام والحركة الاحتجاجية الرافضة لخطة الحكومة للتعديلات القضائية، واتهموا المعسكر الآخر بأنهم "يخدمون أجندات خارجية".

وقالت الشرطة إن أفرادها يتعاملون مع مجموعة أغلقت طريق "أيالون" السريع الذي يشهد وقفات أسبوعية تقريبا من جانب متظاهرين يرون في خطة نتنياهو تهديدا لاستقلال جهاز القضاء.

وفي حين قالت القناة 14 اليمينية إن عدد المتظاهرين وصل إلى "عشرات الآلاف" قدرت هيئة البث الإسرائيلية عدد المتظاهرين بـ"بضعة آلاف"، وقالت "هآرتس" إن عدد التظاهرين يقدر بـ"الآلاف" وأفادت بأن 300 منهم حاولوا إغلاق أحد الجسور المركزية في تل أبيب.

كما حاول بعض المتظاهرين إغلاق تقاطعات مركزية في المنطقة، في حين قال مصدر في الشرطة تحدث لصحيفة "هآرتس" إن "المظاهرة تسير دون وقوع حوادث استثنائية. لم يشعل أحد النيران أو يعتدي أحد على المعدات".

وقبل انطلاق المظاهرة تعالت التخوفات من اعتداءات محتملة من جانب متظاهري اليمين، على الصحافيين ومعارضي الخطة القضائية، في أعقاب دعوات في مجموعات يمينية في تلغرام لاستخدام العنف خلال المظاهرة.

واعتقلت الشرطة أحد سكان نتانيا لاستجوابه للاشتباه في أنه هدد بإيذاء الصحافيين والمتظاهرين على وسائل التواصل الاجتماعي. ونشر المشتبه به رسالة صوتية في مجموعة الواتسآب "لسنا خائفين! الخميس في تل أبيب"، جاء فيها "علينا التوجه إلى المجمع الصحافي والاعتداء عليهم".

كما ورد في التسجيل أنه "يجب قطع الرؤوس وكسر العظام. يجب حرق كل شيء هناك، وضربهم إذا لزم الأمر. كل شيء متاح! كل شيء. لا يوجد شيء اسمه ‘دون استخدام العنف‘". وفقًا للشرطة، في في نهاية التحقيق، سيتقرر ما إذا كان سيتم طلب تمديد اعتقال المشتبه به البالغ من العمر 25 عامًا.

وفي ختام المظاهرة، التي وصلت إلى تقاطع "عزرائيلي" في تل أبيب وشارك فيها العديد من الوزراء وأعضاء الكنيست عن كتل الائتلاف الحكومي، من بينهم وزير الاتصالات، شلومو كرعي، ألقت عضو الكنيست، تالي غوتليب (الليكود) خطابا تضمن تحذيرات ضمنية لأعضاء كنيست عن كتل الائتلاف.

وقالت غوتليب، في رسالة موجهة لوزير الأمن، يوآف غالانت، وغيره من أعضاء الكنيست عن الليكود الذين طالبوا بتعليق تشريعات إضعاف القضاء، "ليعلم كل عضو كنيست من الائتلاف، أعضاء الكنيست الـ64، أنه لا يحق لهم الاستسلام ولا يحق لهم التراجع". وأضافت غوتليب أن الائتلاف "اكتسب قوة ويُنتَظَر منا أن نمارس السلطة".

وتعليقا على التظاهرات، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد في تغريدة: "المظاهرات هي شريان الحياة للديمقراطية، لكن ما نراه هنا ليس احتجاجا إنه هجوم عنيف على الديمقراطية يهدف إلى إراقة الدماء وإرهاب الجمهور والاعتداء على وسائل الإعلام".

وأرفق لبيد التغريدة بمقطع مصور يظهر محاولة المتظاهرين الاعتداء على صحافية إسرائيلية كانت تغطي الحدث، قبل أن تجليها الشرطة من المكان تحت حمايتها. وأضاف: "يريدون تكرار ما حدث في مبنى الكابيتول"، في إشارة إلى الهجوم الذي شنه يمينيون في الولايات المتحدة ضد مبنى الكونغرس بواشنطن قبل نحو عامين.

وعلق لبيد قائلا: "تبدأ هذه المشاهد العنيفة بالتحريض الذي قاده نتنياهو ضد الإعلام وحرية التعبير". وتابع: "يفقد نتنياهو السيطرة على المتظاهرين، أدعوهم (المتظاهرين) إلى الامتناع عن أي عنف، والسماح للصحافيين بأداء عملهم، والتعبير عن احتجاجهم بالوسائل الديمقراطية فقط".

التعليقات