05/06/2024 - 11:57

الجيش الإسرائيلي: ملاءمة أهداف حرب ضد حزب الله مع الوضع ومحاولة حصرها

نتنياهو في كريات شمونا: "جاهزون لعملية عسكرية شديدة جدا في الشمال"* الجيش الإسرائيلي بانتظار قرار المستوى السياسي: "حرب واسعة من شأنها أن تؤدي باحتمال مرتفع إلى فتح جبهات أخرى، مقابل إيران والحوثيين وميليشيات في سورية"

الجيش الإسرائيلي: ملاءمة أهداف حرب ضد حزب الله مع الوضع ومحاولة حصرها

قوات الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية تعمل على إخماد حرائق واسعة قرب كريات شمونا، أمس، (أ.ب.)

هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال جولة في كريات شمونا اليوم، الأربعاء، بأنه "جاهزون لعملية عسكرية شديدة جدا في الشمال. ومن يعتقد أنه سيستهدفنا ونحن سنجلس مكتوفي الأيدي يرتكب خطأ كبيرا. وبطريقة كهذه أو أخرى سنعيد الأمن إلى الشمال"، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

وتصاعدت التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، في الأيام الماضية، وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، أمس، إنه "نقترب من النقطة التي سيتوجب فيها اتخاذ القرار، والجيش جاهز ومستعدّ جدا لهذا القرار. نحن نهاجم حزب الله على مدار ثمانية أشهر، حيث يدفع حزب الله ثمنًا باهظًا جدًّا".

وفي موازاة هذه التهديدات، صادقت الحكومة الإسرائيلية، اليوم، على قرار يسمح للجيش الإسرائيلي بزيادة قوات الاحتياط التي سيتم استدعاؤها ليصل عددها إلى 350 ألف جندي احتياط، وذلك حتى نهاية شهر آب/أغسطس المقبل. لكن مسؤولين في وزارة الأمن قالوا إن "هذه زيادة طبيعية وروتينية للمنظومة القتالية".

ووصفت مصادر عسكرية إسرائيلية أقوال هليفي أنها "محاولة لإعداد الجمهور في إسرائيل لحرب واسعة في لبنان"، وادعت أن "التخوف في الجيش هو أن الجمهور لا يدرك التبعات على الجبهة الداخلية إذا بدأ قتالا مكثفا في الشمال، والذي بحسب التقديرات، سيلحق ضررا بالغا في وسط البلاد أيضا"، حسبما نقلت عنها صحيفة "هآرتس" اليوم، الأربعاء.

قصف على المطلة من الأراضي اللبنانية قبل أسبوعين (Getty Images)

إلا أن هذه التقديرات، خلافا لأقوال المصادر العسكرية، معروفة جيدا للجمهور في إسرائيل في أعقاب تكرارها منذ بداية الحرب، وقبل ذلك أيضا، من خلال التقديرات الإسرائيلية المتواصلة لقدرات حزب الله.

رغم ذلك، أضافت الصحيفة أن الاعتقاد في الجيش الإسرائيلي هو أنه يجب إعداد الجمهور لإمكانية أن حربا واسعة مع حزب الله ستتطلب قوات أكثر من الجيش، "ستحارب ضد عدو أقوى بكثير من ذلك التي تواجهه في غزة".

ويستعد الجيش الإسرائيلي في هذه الأثناء لاحتمال أن يأمره المستوى السياسي بشن هجوم. وقدم الجيش خططا تحاكي "حربا محدودة زمنيا في جنوب لبنان فقط، وكذلك حربا واسعة، التي من شأنها أن تؤدي باحتمال مرتفع إلى فتح جبهات أخرى، مقابل إيران والحوثيين في اليمن وميليشيات في سورية"، وفقا للصحيفة.

ويرجح الجيش الإسرائيلي أن هدف حرب كهذه لن يكون تفكيك حزب الله، خلافا لهدف إسرائيل المعلن للحرب على غزة بتفكيك حماس، لأن حزب الله "ينظر إلى نفسه على أنه جيش، وهو مترسخ جيدا داخل لبنان ومدعوم بشكل كامل من إيران".

وقالت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي "معني بملاءمة أهداف الحرب (ضد لبنان) مع وضعه الحالي، بعد ثمانية أشهر الحرب في غزة، وحصرها بمحاولة الامتناع عن حرب إقليمية".

وأضافت أن موقف الجيش الإسرائيلي الحالي نابع من تصعيد حزب الله في إطلاق القذائف والطائرات المسيرة على إسرائيل وإطالة مداها، إلى جانب الحرائق التي اشتعلت جراء ذلك في الجليل وهضبة الجولان المحتلة، التي "استهدفت بشدة الشعور بالأمن الشخصي لدى سكان المنطقة، الذين لا يتمكن الجيش حاليا من توفير رد له".

وشددت الصحيفة على أن إعادة سكان البلدات في شمال إسرائيل إلى بيوتهم، بعد إخلائهم منها في بداية الحرب على غزة، "أصبحت المهمة الأكثر صعوبة بالنسبة للجيش، الذي أدخله المستوى السياسي إلى فراغ بغياب قرار في هذا الموضوع. ويسود إحباط بالغ لدى السكان وتخوف من تهديد حقيقي على استمرار الاستيطان في الشمال، إذا أن الدولة لم تحدد حتى الآن موعدا لعودتهم".

التعليقات