10/06/2024 - 19:52

مُسيّرات حزب الله تشكل تحديا للدفاعات الجوية الإسرائيلية... "لا حلول سحرية"

الجيش الإسرائيلي يقر بأن مجموعة من العوامل تزيد من صعوبة تعامل دفاعاته الجوية مع الطائرات المسيرة الهجومية التي يستخدمها حزب الله لاستهداف مواقع للاحتلال في جولة التصعيد الحالية، ويشير إلى أنه لن يتمكن من إحكام دفاعاته أمام هذا التحدي.

مُسيّرات حزب الله تشكل تحديا للدفاعات الجوية الإسرائيلية...

(Getty Images)

تمثل الطائرات المُسيّرة الانتحارية التي يطلقها حزب الله اللبناني، تهديدا يصعب على منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية مواجهته الأمر الذي يتأكد كلما طالت المواجهة الحدودية المندلعة بين حزب الله وبين جيش الاحتلال على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

واعترف الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، أن الطائرات المسيرة التي يستخدمها حزب الله تشكل "تهديدًا ليس له حلول سحرية، والاستجابة لهذا التهديد بعيدة كل البعد عن كونها محكمة"، بمعنى أن معدلات نجاح عمليات اعتراض مسيرات حزب الله لن تصل إلى معدلات مرتفعة، بحسب ما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي.

وحاول الجيش الإسرائيلي توضيح صعوبة اعتراض مسيرات حزب الله ويؤكد أنه نسب نجاحها لن تكون مماثلة لاعتراض الصواريخ والقذائف، وذلك بعد سلسلة من محاولات الاعتراض الفاشلة، علما بأن أربع عمليات اعتراض نفذها الجيش الإسرائيلي اليوم، لمسيرات أطلقها حزب الله، باءت بالفشل، بحيث انفجرت المسيرات وتسببت باندلاع حرائق.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن صعوبة اعتراض مسيرات حزب الله تتأثر بعدة عوامل، أبرزها: حجم المسيرة، وزمن الرحلة التي تقطعها قبل الوصول إلى الهدف، وتضاريس المواقع المستهدفة؛ وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإنه رغم النجاحات المحدودة التي حققها في هذا المجال إلا أنه عمل على استخلاص العبر والاستفادة من هجمات نفذت بواسطة طائرات مسيرة في أوكرانيا والسعودية، وعمل على تطوير وسائل تكنولوجية إضافية.

وبحسب التقرير، فإنه في ظل الاستجابة التكنولوجية غير الفعالة لاعتراض طائرات حزب الله المُسيّرة، يعتزم الجيش الإسرائيلي محاولة الاستفادة من "أحد الحلول القديمة الجديدة" للتعامل مع هذا التهديد، والمتمثل بمدافع "فولكان" الرشاشة الهيدروليكية التي استخدمها الجيش الإسرائيلي كوسيلة للدفاع الجوي حتى بداية هذا القرن.

ومدافع "فولكان" عبارة عن مدافع يتم تثبيتها على الأرض وإطلاق قذائفها على الطائرات المعادية بهدف اعتراضها. وذكر التقرير أن الجيش "يعمل على نشر بطاريات فولكان في عدة مواقع على الحدود الشمالية كوسيلة إضافية للتعامل مع التهديد".

ووفقا للتقرير، فإن الجيش الإسرائيلي يعترف أنه "لا توجد حلول محكمة للطائرات المسيرة. وعلى الرغم من الجهود، الاستجابة على تهديد أسراب كبيرة من الطائرات المسيرة لن تكون كافية". وشدد الجيش على أنه "لا توجد حلول سحرية"، وأضاف أنه "حتى هذه الأيام، تستمر الجهود لتطوير حلول واستجابة إضافية للطائرات المسيرة".

وبحسب التقرير، فإنه "كلما كانت الطائرة المسيرة أصغر، كلما كان من الصعب على أنظمة الرادار اكتشافها"، وأضاف أن حزب الله "يمتلك طائرات مسيرة صغيرة للغاية، يبلغ رأسها الحربي بضعة كيلوغرامات"، وأشار إلى أنه "خلافا لهجوم المسيرات الإيرانية، الذي جاء من مسافة بعيدة وكان لدى القوات الجوية ساعات طويلة للاستعداد والاعتراض، المسافة من لبنان إلى إسرائيل قريبة للغاية،"ويمر وقت قصير جدًا من لحظة إطلاق الطائرة من أراضي جنوب لبنان حتى تنفجر في إحدى المستوطنات الحدودية. وكلما كان طيران المسيرة لمسافة أقصر، قلت الفترة الزمنية التي يمكن خلالها اعتراضها".

كما لفتت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى تأثير تضاريس الجليل على القدرة على اعتراض المسيرات، وقالت إن "تضاريس المنطقة الحدودية الشمالية، التي تمتد لأكثر من 120 كيلومترًا، هي منطقة طوبوغرافية معقدة وصعبة للغاية بالنسبة لمنظومة الدفاع الجوي". وذكرت أن "حزب الله يحسن استخدام التضاريس والوديان والتلال لتشغيل المسيرات عبر طرق سيكون اكتشافها أكثر صعوبة".

ووفقا للتقرير، فإن مساعي الجيش الإسرائيلي لتجنب "إلحاق أضرار بآلياته العسكرية والمدنية" تقلل كذلك من قدرته على اعتراض مسيرات لحزب الله، وقالت إذاعة الجيش إنه "عندما يتم اكتشاف طائرة مسيرة، فمن الضروري تنفيذ سلسلة من الإجراءات للتأكد من أنها طائرة معادية بالفعل، وليست طائرة رش مدنية أو طائرة تابعة لقواتنا؛ ومن الضروري إجراء عملية لضمان عدم اعتراض قطع جوية أخرى، أي خطأ من هذا القبيل يعد بالغ الأهمية وقد يكلف ثمنًا في حياة الناس".

وفي وقت ساق اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي تجنيد كتيبة إضافية بالدفاعات الجويّة لـ"تعزيز الجهوزية"؛ وأعلن الجيش الإسرائيلي، اعتراض أكثر من 150 طائرة مسيّرة أُطلقت باتجاه أهداف في إسرائيل منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ كما تم إطلاق أكثر من 19 ألف صاروخ على إسرائيل منذ بداية الحرب.

التعليقات