18/09/2024 - 15:15

الفرقة 98 تتحرك شمالا: إسرائيل تنقل ثقلها العسكري إلى جبهة لبنان

قرر الجيش الإسرائيلي نقل الفرقة 98، والتي تشمل وحدات المظليين والقوات الخاصة، من الجبهة الجنوبية إلى الشمال في إطار استعدادات متزايدة لمواجهة حزب الله. يأتي هذا التحرك بعد انفجارات استهدفت أجهزة اتصال تابعة لحزب الله، ورفع حالة الاستنفار.

الفرقة 98 تتحرك شمالا: إسرائيل تنقل ثقلها العسكري إلى جبهة لبنان

تدريبات للاحتلال تحاكي اجتياح جنوب لبنان (تصوير: الجيش الإسرائيلي)

قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي نقل الفرقة 98 وهي فرقة نظامية تضم وحدات مظليين وقوات كوماندوز، إلى الجبهة الشمالية، بحسب ما كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الأربعاء.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وبذلك، أوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الاحتلال ينقل معظم قواته النظامية إلى الجبهة الشمالية، إذ أن "الفرقة النظامية الوحيدة التي ستبقى في قطاع غزة هي الفرقة 162، إلى جانب قوات الاحتياط".

بدوره، شدد قائد المنطقة الشمالية التابعة للجيش الإسرائيلي، في بيان صدر عصر اليوم، الأربعاء، أن "القوات على أتم الاستعداد لأي مهمة قد تُطلب منها"، وأضاف "نحن مصممون على تغيير الوضع الأمني في أقرب وقت ممكن".

وتأتي هذا التطورات في ظل حالة الاستنفار القصوى في صفوف الجيش الإسرائيلي، والاستعداد لتصعيد المواجهات مع حزب الله، في أعقاب عملية تفجير أجهزة اتصال تابعة لعناصر حزب الله.

وأكد الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن قواته "تواصل عمليات الهجوم والدفاع" في مواجهة حزب الله؛ وفي هذا السياق، أعلن "استكمال تدريبات لوائي 179 و769، خلال الأسبوع الجاري، تحضيرًا لأي سيناريو في الجبهة الشمالية".

وقال إن هذه التدريبات "شملت محاكاة لمناورات في أراضي العدو، وإجلاء الجرحى من ساحة المعركة تحت النيران، وتنسيق عمليات القيادة لحماية المنطقة الشمالية".

وبحسب التقارير، فإن الفرقة 98 التي تشمل كتيبة الدبابات السابعة، وكتيبة مظليين، وكتيبة كوماندوز، توقفت عن القتال في خان يونس قبل ثلاثة أسابيع وشرعت بالانتقال إلى الشمال في ظل التوترات مع حزب الله.

قوات الفرقة 98 في خانيونس (تصوير: الجيش الإسرائيلي)

وفي إطار هذه الخطوة، ستنتقل الفرقة 98 من مسؤولية قيادة المنطقة الجنوبية التابعة للجيش الإسرائيلي إلى قيادة المنطقة الشمالية، التي تشهد، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، أقصى درجات التأهب والاستنفار.

وذكرت الإذاعة أنه "كان من المقرر أن تواصل الفرقة القتال في قطاع غزة، لكن في الساعات الأخيرة تقرر تحويلها شمالاً"، فيما أشارت القناة 13 إلى الدور الرئيسي للفرقة في قطاع منذ بداية الاجتياح البري للقطاع.

وبحسب التقربر، فإن "الفرقة 98 ستنضم إلى فرقة 36 التي تقاتل على الجبهة الشمالية منذ عدة أشهر، مما يعني أن معظم القوة النظامية للجيش الإسرائيلي ستشارك في القتال على الجبهة الشمالية".

وفجرت إسرائيل أجهزة اتصال "بيجر" في وقت متزامن، في تمام الساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر أمس، الثلاثاء، بشكل متزامن، في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع، إلى جانب مناطق في سورية.

وأسفر ذلك عن سقوط عددٍ من الشهداء وأكثر من ثلاثة آلاف جريح، غالبيتهم عناصر من حزب الله، وبينهم أبناء كبار النواب والمسؤولين في الحزب، إضافة إلى إصابة السفير الإيراني، مجتبى أماني.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، إن "الجيش الإسرائيلي يستعد للرد بعد انفجارات أجهزة بيجر لدى حزب الله"، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية "تعمل حاليا على تقييم الوضع على طول الحدود الشمالية لإسرائيل".

ولفتت الصحيفة إلى أن "القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي قدمت خططا عملياتية لرئيس الأركان هرتسي هليفي، بما في ذلك توغل بري محتمل في لبنان إذا تصاعدت الحرب".

وأشارت في هذا السياق إلى أنه "عقب قرار الكابينيت، الإثنين، إضافة "العودة الآمنة للسكان الشمال إلى منازلهم إلى أهداف الحرب"، بات الجيش الإسرائيلي يحول تركيزه إلى "تأمين الحدود الشمالية" مع لبنان.

وقالت الصحيفة إن "الخطط تشمل إنشاء منطقة عازلة أمنية عبر الحدود لتحييد تهديد حزب الله للمجتمعات السكانية الإسرائيلية القريبة".

ويأتي تعزيز القوات في الشمال كذلك في ظل الدراما السياسية في إسرائيل، على خلفية التقارير بأن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يخطط لإقالة وزير الأمن، يوآف غالانت، وتعيين عضو الكنيست غدعون ساعر في مكانه.

وكان غالانت قد أكد أن إسرائيل تنقل مركز ثقلها العسكري إلى الشمال؛ وفي لقاء جمعه بالمبعوث الأميركي، عاموس هوكشتاين، الإثنين، قال إن الطريق الوحيد المتاح لإعادة سكان الشمال هو من خلال "عملية عسكرية".

وشدد على على أن "فرص التوصل إلى تسوية باتت ضئيلة"، فيما شدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على أنه "لا يمكن إعادة سكان الشمال دون تغيير جذري في الوضع الأمني".

وأكد حزب الله، في بيان، "نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي... هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل".

وأعاد حزب الله التأكيد أن وحداته "ستواصل اليوم كما في كل الأيام الماضية عملياتها" لإسناد غزة، مشدّدا على أنّ "هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدو المجرم على مجزرته يوم الثلاثاء".

ويلقي الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الذي لم يصب في الانفجارات وفق مصدر مقرب من الحزب، كلمة عند الساعة الخامسة عصر يوم غد، الخميس، حول هذه الأحداث.

التعليقات