08/10/2024 - 22:26

نتنياهو يعطل زيارة غالانت لواشنطن ويشترط التحدث مع بايدن

نتنياهو يشترط موافقة واشنطن على مكالمة مع بايدن ومصادقة الكابينيت على عمليات مستقبلية للسماح بزيارة غالانت. هدفه منع غالانت من كسب نقاط على خلفية الهجوم المحتمل على إيران. إسرائيل تسعى لتنسيق كامل مع الأميركيين لضمان الدعم الاستخباراتي والعسكري.

نتنياهو يعطل زيارة غالانت لواشنطن ويشترط التحدث مع بايدن

(Getty images)

استدعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عددا من الوزراء، اليوم الثلاثاء، إلى مشاورات مغلقة يعقدها في مقر وزارة الأمن الإسرائيلية (الكرياه) في تل أبيب، وذلك وسط ترقب لرد إسرائيلي على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل، يوم الثلاثاء الماضي، فيما امتنع نتنياهو عن الموافقة على زيارة وزير الأمن، يوآف غالانت، المقررة إلى واشنطن.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وبحسب التقارير الإخبارية، فإن المشاورات عقدت بمشاركة عدد محدود من الوزراء بمن فيهم وزير الأمن، غالانت، الذي كان من المقرر أن يزور الولايات المتحدة الأميركية، في وقت لاحق مساء الثلاثاء، وكذلك قادة الأجهزة الأمنية، في إطار المداولات التي تعقد لبحث كيفية الرد على الهجوم الإيراني؛ فيما تسعى تل أبيب للحصول على دعم كامل من واشنطن.

ولم تصادق الحكومة على زيارة غالانت القصيرة التي كانت مقررة الليلة إلى الولايات المتحدة، والتي تهدف إلى تعزيز التنسيق بين إسرائيل والإدارة الأميركية استعدادًا للرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني. ووفقًا لـ"يديعوت أحرونوت"، فإن تعطيل نتنياهو للموافقة على الزيارة "صدم الأميركيين"، وأدى إلى إلغائها.

ونقلت هيئة البث العام الإسرائيلية ("11") عن مصدر مطلع (لم تسمه) أنه تقرر "تأجيل زيارة غالانت إلى واشنطن إلى أجل غير مسمى"، وذلك إثر تعنت نتنياهو؛ فيما قالت الناطقة باسم البنتاغون إن إسرائيل أبلغت واشنطن أن غالانت أرجأ زيارته إلى الولايات المتحدة؛ وأضافت أن الوزارة تتطلع لاستقباله في وقت لاحق.

وقالت الناطقة باسم وزارة الدفاع الأميركية، صابرينا سينغ، مساء الثلاثاء، إن غالانت ألغى خططه لزيارة البنتاغون يوم الأربعاء، وتابعت في إفادة صحافية "علمنا للتو أن الوزير غالانت سيؤجل زيارته إلى واشنطن"، محيلة أسئلة عن سبب إلغاء جالانت الزيارة للحكومة الإسرائيلية.

نتنياهو يضع شرطين للسماح بزيارة غالانت

وكشفت الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني (واينت) أن نتنياهو وضع شرطين للسماح بزيارة غالانت: الأول، موافقة البيت الأبيض على إجراء مكالمة بينه وبين الرئيس الأميركي جو بايدن بعد أسابيع من القطيعة، والثاني، مصادقة الكابينيت السياسي والأمني على "العمليات العسكرية المستقبلية"، في إشارة إلى الرد على الهجوم الذي شنّته إيران في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

هدف نتنياهو من هذه الشروط هو منع غالانت من تحقيق أي مكاسب سياسية محتملة نتيجة هجوم إسرائيلي محتمل على المصالح الإيرانية، قد تظهر زيارة غالانت لواشنطن أن وزير الأمن بادر إليه ودفع من أجل تنفيذه وضمن لإسرائيل الحصول على دعم واسع من الإدارة الأميركية.

وذكرت الصحيفة أن التقديرات تشير إلى أن "نتنياهو يخشى أن يمنح غالانت مكاسب سياسية لدى بايدن، ويريد أن يظهر لقاعدته في حزب الليكود أنه يمنع غالانت من التنسيق مع الأميركيين"، ولفتت الصحيفة إلى "صدمة لدى واشنطن من سلوك نتنياهو ليس فقط على خلفية خلافه مع غالانت، بل تعكس أزمة أكبر بين نتنياهو وإدارة بايدن".

وأشار التقرير إلى أن "الأميركيين هم من دعوا غالانت"، الذي يعتبرونه "رجل الاتصال والتنسيق بشأن الحرب"، وأفادت الصحيفة بأن غالانت كان قد نسق رحلته مع مكتب نتنياهو، موضحة أن "الهدف الرئيسي للزيارة كان الحصول على الدعم الأميركي الذي تحتاجه إسرائيل للرد على إيران، وذلك من خلال إبراز (استعداد واشنطن لاستخدام) القوة في الشرق الأوسط لمنع إيران من الرد على الهجوم الإسرائيلي المرتقب".

وبحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإنه تم "تأجيل زيارة غالانت إلى الولايات المتحدة في هذه المرحلة، دون إلغائها"، وذلك نقلا مصادر في مكتب رئيس الحكومة. وأشار مسؤول سياسي إلى أنه من "المتوقع أن تُجرى مكالمة هاتفية بين نتنياهو والرئيس بايدن قريبًا"، وذلك عقد جلسة للكابينيت في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وأضافت أنه "بعد حدوث هذين الأمرين، سيتوجه غالانت إلى الاجتماع المخطط له مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن"، وأفادت الصحيفة بأنه "لم يتم تحديد موعد محدد لإجراء المكالمة بعد بين نتنياهو وبايدن، كما أنه لم يتم تحديد موعد لجلسة الكابينيت"، وأشارت إلى أنه "من المتوقع أن يستغرق ذلك بضعة أيام".

من جانب آخر، أكدت مصادر من مكتب وزير الأمن، الذي كان قد أشار في وقت سابق إلى أن الزيارة ستتم الليلة، أن الرحلة لن تُنفذ حتى يعطي نتنياهو موافقته النهائية، وذلك بناء على طلبه، وتذرعت مصادر في مكتب رئيس الحكومة بأن غالانت لن يمثل نفسه في زيارته إلى واشنطن، وإنما سيمثل الحكومة، ما يتطلب تأجيل الزيارة إلى ما بعد جلسة الكابينيت.

ووفقًا لتقرير أوردته شبكة NBC الأميركية، فإن إسرائيل لم تقدم معلومات مفصلة للولايات المتحدة حول ردها المتوقع على الهجوم الإيراني، حتى بعد أن ناقش كبار المسؤولين الأميركيين علنًا إمكانية دعم الرد الإسرائيلي بالمعلومات الاستخباراتية.

غالانت يسعى للحصول على دعم أميركي كامل للرد على إيراني

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن "غالانت والأجهزة الأمنية يدفعون باتجاه تنفيذ هجوم على إيران، وقد قدموا خططهم للحكومة. ومن المتوقع أن يلتقي غالانت بنظيره الأميركي لويد أوستن، الذي تربطه به علاقة شخصية مميزة نشأت من أكثر من 100 مكالمة منذ بداية الحرب قبل 368 يومًا. كما سيلتقي بمستشاري الرئيس الأميركي في ظل الأزمة المتصاعدة بين نتنياهو وبايدن".

والرسالة التي سينقلها غالانت إلى واشنطن، بحسب الصحيفة، تشدد على "ضرورة توجيه ضربة لإيران، ولكن ينبغي أن يتم ذلك بأفضل طريقة ممكنة من خلال تنسيق كامل مع الجانب الأميركي الذي تتوقع إسرائيل أن يظهر القوة في المنطقة، من خلال إرسال المزيد من القوات وحاملات الطائرات وتعزيز التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة".

وأشارت الصحيفة إلى أن "إسرائيل لا تتوقع أن تشارك الولايات المتحدة في الهجوم، خاصة في فترة الانتخابات، لكنها تتوقع أن تكون إلى جانبها في حال ردت إيران على الهجوم بصواريخ إضافية، خاصة في إطار التحالف الدولي الذي تم تشكيله خلال الحرب وساهم بشكل كبير في التصدي لهجومين سابقين من إيران".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم "لدينا القدرة على إلحاق أضرار كبيرة بإيران، ولكن نفترض أن إيران سترد. لذلك فإن التنسيق مع واشنطن أمر ضروري. إيران فقدت فعالية حماس وحزب الله، ولكن هذا لا يعني أن إسرائيل ليست بحاجة إلى الاستعداد لهجوم إيراني مباشر". وأضافوا: "من المهم أن تدرك طهران أن الولايات المتحدة تقف إلى جانبنا".

الأسلحة والاستخبارات

كما سيطلب غالانت من المسؤولين الأميركيين مساعدة إسرائيل بالحصول على المزيد من الأسلحة، وخاصة بطاريات دفاع جوي إضافية ضد الصواريخ الإيرانية، وأنظمة دفاعية يمكن أن تدعم منظومة الدفاع "حيتس" البرية والبحرية. كما سيطلب تزويد إسرائيل بالأسلحة الثقيلة التي تأخرت بسبب الحرب على غزة. كذلك، سيطلب من واشنطن مساعدة استخباراتية.

وشددت الصحيفة على أن "الولايات المتحدة تملك قدرات استخباراتية تفوق تلك الموجودة لدى إسرائيل بكثير، خاصة في مجالات الأقمار الاصطناعية وغيرها"، كما تطالب إسرائيل بتعزيز التنسيق في المجال الجوي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة.

وبحسب التقرير، "لا تعاني إسرائيل في الوقت الحالي من نقص في الأسلحة، لكن وزارة الأمن تسعى للاستعداد للعمليات المستقبلية للتصعيد المحتمل بما في ذلك سد أي فجوات قد تنشأ في حال اندلاع حرب أوسع". بما في ذلك "استغلال الهجوم الوشيك على إيران لتعزيز المخزون العسكري والحصول على المزيد من أنظمة الدفاع الجوي وإبراز الدعم الأميركي الحاسم لإسرائيل.

التعليقات