كثفت إسرائيل والولايات المتحدة التعاون الدفاعي في الأسابيع الأخيرة، في ظل تصاعد هجمات الصواريخ الباليستية المنطلقة من اليمن باتجاه إسرائيل، بحسب ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الإثنين، عن مصادر وُصفت بـ"المطّلعة"، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة اعتراض تلك الصواريخ، وساهم في تقليص دوي صافرات الإنذار التي تُفعّل في إسرائيل.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وبحسب هذه المصادر، فإن الحوثيين أطلقوا أكثر من 16 صاروخًا باليستيًا من اليمن باتجاه إسرائيل منذ استئناف الحرب على قطاع غزة،، لكن نحو نصف هذه المحاولات باءت بالفشل نتيجة "مشكلات تقنية"، في حين تم اعتراض القسم الآخر بواسطة أنظمة دفاع متطورة، أبرزها "حيتس 3" الإسرائيلية و"ثاد" الأميركية.
وأكدت المصادر أن "الانخفاض النسبي في عدد المرات التي تدوي فيها صفارات الإنذار لا يعني تراجعًا في وتيرة الإطلاق، بل يعود إلى نجاح أنظمة الاعتراض التي يتم تفعيلها في مناطق بعيدة عن الحدود الإسرائيلية"، مشيرةً إلى أن التعاون الوثيق بين تل أبيب وواشنطن، إلى جانب التنسيق مع دول أخرى، يلعب دورًا محوريًا في التصدي لتلك التهديدات.
وفي السياق، شهدت مناطق واسعة في إسرائيل، من القدس مرورًا وصولًا إلى تل أبيب ومناطق واسعة وسط البلاد، أمس الأحد، تفعيل صافرات الإنذار نتيجة رصد صاروخ باليستي أطلق من اليمن. وأعلن الجيش الإسرائيلي لاحقًا أن "الصاروخ جرى اعتراضه خارج المجال الجوي"، مشيرا إلى أن "نظام التحذير تم تفعيله وفقًا للسياسات المعتمدة".
وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع للحوثيين في اليمن، بينما تُفيد تقارير إسرائيلية بوجود "محاولات متكررة من جانب الحوثيين لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، لكن نحو 50% من عمليات الإطلاق فشلت"، بحسب ما ذكرت المصادر الإسرائيلية.
وتعتمد إسرائيل والولايات المتحدة على عدة منظومات دفاعية لاعتراض الصواريخ الباليستية، منها منظومة "حيتس 3" المخصصة للاعتراض في الفضاء الخارجي، و"حيتس 2" التي تعمل على اعتراض الصواريخ بالقرب من الغلاف الجوي، بالإضافة إلى منظومة "ثاد" الأميركية قصيرة ومتوسطة المدى، ومنظومة "إيجيس" (AEGIS) الموجودة على المدمرات الأميركية المنتشرة في المنقطة والمزودة بصواريخ "SM-3A2" التي تعترض الصواريخ على مسافة مئات الكيلومترات.
وتشير القناة إلى أن منظومة "ثاد"، التي تم نشرها في إسرائيل في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يتم تشغيلها بواسطة جنود أميركيين، وهي مصممة لاعتراض الصواريخ في مراحلها الأخيرة داخل الغلاف الجوي وخارجه، من خلال تقنية "الإصابة المباشرة" (Hit-to-Kill)، إذ لا تحمل صواريخ الاعتراض رؤوسًا متفجرة بل تعتمد على طاقتها الحركية في تدمير الهدف.
ويستطيع الرادار الخاص بمنظومة "ثاد" وهو من نوع AN/TPY-2، رصد الصواريخ والطائرات على مسافة تزيد عن 2000 كيلومتر، ويشارك المعلومات مع أنظمة الدفاع الجوي الأخرى، وفقا للقناة 12 الإسرائيلية.
وتفيد القناة بأن المنظومة نجحت في اعتراض ما لا يقل عن سبعة صواريخ أُطلقت من اليمن، في ظل استمرار العدوان الأميركي على اليمن، والتصريحات الأخيرة للرئيس دونالد ترامب بشأن إمكانية مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المفاوضات الجارية.
وأضافت القناة، نقلاً عن تقارير، أن واشنطن نقلت إلى إسرائيل بطارية إضافية من منظومة "ثاد"، إلى جانب بطاريتين من نظام "باتريوت"، ضمن ما وصفته بـ"تعزيز مظلة الدفاع الجوي عن إسرائيل" في إطار استئناف حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة.
وتتولى القيادة المركزية للجيش الأميركي (CENTCOM) مسؤولية تنسيق وإدارة منظومة الدفاع الجوي الإقليمية، بعد أن أصبحت إسرائيل خاضعة لنطاق مسؤوليتها منذ مطلع عام 2021. وتشمل مسؤوليات القيادة 21 دولة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، حيث تقوم بـ"دمج" المعطيات الإلكترونية المستقاة من مختلف وسائل الرصد والإنذار المبكر، ما يتيح بناء صورة متكاملة للتهديدات، واتخاذ قرارات فورية بشأن أنظمة الاعتراض المناسبة للتعامل معها.
التعليقات