منتدى الحوار الديمقراطي يعود إلى دمشق بعد 24 عامًا على قمعه

استأنف منتدى الحوار الديمقراطي نشاطه في دمشق بعد أكثر من عقدين على قمعه في عهد الأسد الابن، وسط تعهدات بمواصلة النضال من أجل دولة مدنية ديمقراطية في سورية الجديدة، وتأكيدات على أولوية السلم الأهلي والعدالة الانتقالية.

منتدى الحوار الديمقراطي يعود إلى دمشق بعد 24 عامًا على قمعه

(Getty Images)

استأنف منتدى الحوار الديمقراطي، اليوم الأربعاء، نشاطاته في دمشق، بعد نحو ربع قرن على قمعه من حكم الرئيس المخلوع، بشار الأسد، متعهدا مواصلة النضال من أجل بناء سورية الجديدة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وقالت جمانة سيف، ابنة المعارض السوري البارز رياض سيف الذي أسّس المنتدى عام 2001، "اليوم عودة افتتاح منتدى الحوار الديمقراطي بعد 24 سنة من إغلاقه".

وأضافت على هامش جلسة عقدت في منزل والدها قرب دمشق، حيث انطلقت أولى جلسات المنتدى خلال فترة ما عرف بـ"ربيع دمشق" أن "لهذا المكان رمزية كبيرة".

وأضافت "هنا اتحدت المعارضة وأصدرت مخرجات مهمة، وهنا تمّ وأد ربيع دمشق وتمت معاقبة قادة إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي".

وعرفت دمشق إثر وصول بشار الأسد عام 2000 إلى السلطة، خلفا لوالده، مرحلة قصيرة الأمد، سمحت خلالها بتنظيم منتديات سياسيّة تطالب بالإصلاحات في بلد حكمه مدى عقود طويلة الخوف والصمت.

لكن "ربيع دمشق" لم يستمر سوى بضعة أشهر، فتم تباعا إغلاق المنتديات وملاحقة واعتقال معارضين مخضرمين، بينهم رياض سيف، عضو مجلس الشعب سابقا، والذي اعتُقل لست سنوات حينها.

وتابعت ابنته التي ترأس المنتدى اليوم "نتمنى أن يكون هذا الاجتماع فسحة حرية ومساحة لنمارس العمل وحقوقنا وواجباتنا في بناء الدولة التي نحلم بها جميعا، الدولة المدنية الديمقراطية".

وتناولت الجلسة الحوارية مسألة "السلم الأهلي والعدالة الانتقالية"، إحدى القضايا البارزة في المرحلة الانتقالية التي تشهدها سورية برئاسة الرئيس الانتقالي، أحمد الشرع، بعد 14 عاما من نزاع دام ومدمر.

وأمام عشرات من المثقفين وشخصيات معروفة بمعارضتها الشديدة للأسد، قال الكاتب والباحث في المركز العربي في واشنطن، رضوان زيادة، إن "إطلاق عملية العدالة الانتقالية في سورية في غاية الأهمية"، معتبرا أن "زمن الإفلات من العقاب والمحاسبة قد انتهى".

ومنذ وصوله الى السلطة إثر إطاحة حكم الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تعهد الشرع الذي حدّد ولايته بخمس سنوات، مرارا، بالحفاظ على السلم الأهلي وتشكيل هيئة للعدالة الانتقالية.

وقال منيف ملحم (75 عاما)، القيادي في حزب العمل الشيوعي سابقا والذي اعتُقل مرتين لمدة 17 عاما خلال حكم آل الأسد، "يمكن لهذا المؤتمر أن يفتح مجالا للحوار ولتوحد السوريين حول مشروع المواطنة والدولة الحديثة وكرامة الإنسان والحريات".

وشدد ملحم الذي كان في عداد من شاركوا في أول جلسة للمنتدى عام 2001، على ضرورة "الاستمرار في النضال من أجل بناء دولة حديثة مدنية ديمقراطية"، مضيفا "سنبقى نسعى إلى تحقيق هذا الهدف".

التعليقات