تقرير: حرب لبنان أقسى ضربة تلقاها اليهود، وستترك آثارها في المدى البعيد على كافة يهود العالم..
توقعات متشائمة جداً بالنسبة لإسرائيل بعد 19 عاماً..

-

تقرير: حرب لبنان أقسى ضربة تلقاها اليهود، وستترك آثارها في المدى البعيد على كافة يهود العالم..<br> توقعات متشائمة جداً بالنسبة لإسرائيل بعد 19 عاماً..
يبدو أن حرب لبنان الأخيرة سوف تترك آثارها على إسرائيل واليهود في العالم لفترة طويلة، ولا تستبعد تقارير إسرائيلية أن تكون أحد أهم العوامل التي ستؤدي إلى التوقعات المتشائمة خلال العقود القادمة. كما يبدو أن التقارير التي تعدها المعاهد اليهودية التي تعنى باليهود في كافة أنحاء العالم وبوضع استراتيجيات تتصل بكافة اليهود في العالم، تولي أهمية كبيرة لفلسطينيي الداخل. بيد أن هذه التقارير لا تختلف عن تقارير السلطات الإسرائيلية التي تعتبر فلسطينيي الداخل خطراً على دولة إسرائيل، حيث تتناول هذه التقارير جانبين يتصلان بأهل البلاد الأصليين، أولهما اعتبارهم معادين لإسرائيل، وثانيهما الجانب الديمغرافي الذي يهدد ما يسمى "يهودية الدولة" والطابع اليهودي، خاصة في ظل أرقام تشير إلى أن الزيادة السكانية لليهود في العالم تقترب من الصفر.

ويؤكد التقرير في الوقت نفسه على التوجه العنصري في مسألة وضع استراتيجية تخص كافة اليهود في العالم، وخاصة فيما يتصل بيهودية الدولة، والزواج المختلط مع أبناء الشعوب الأخرى، ومستقبل أبناء الزواج المختلط من جهة معتقداتهم الدينية، والتحذير من الإندماج والإنصهار في داخل شعوب أخرى..

فقد بين تقرير أعده "المعهد لتخطيط سياسة الشعب اليهودي" أن العام الحالي، 2006، كان سيئاً لليهود في كافة أنحاء العالم.

وبحسب التقرير، الذي سيعرض يوم غد الأحد على الحكومة الإسرائيلية، فإن اليهود في العالم قد فوجئوا بضعف إسرائيل في الحرب على لبنان، واعتبر التقرير أن أقسى الضربات التي تلقاها اليهود هي حرب لبنان، وأنها ستترك آثارها على المدى البعيد على كافة يهود العالم. وأن الزيادة السكانية لليهود في العالم هي صفر. كما يتناول التقرير إحتمالين متوقعين في العام 2025، الأول متفائل يشير إلى أنه سيكون عدد اليهود في إسرائيل 12 مليون يعيشون في ظل ازدهار اقتصادي واستقرار أمني، والثاني متشائم يتوقع تراجع عدد اليهود في العالم وزيادة الإندماج مع شعوب أخرى، بالإضافة إلى تفكك اجتماعي في إسرائيل وارتفاع المخاطر الأمنية المتوقعة من "أقلية معادية في داخل إسرائيل، وسلطة فلسطينية غير مستقرة، وأسلحة دمار شامل بيد دول معادية وتنظيمات إرهابية"، بحسب التقرير..

يقول التقرير فإن أقسى الضربات التي تلقاها اليهود هي حرب لبنان، الأمر الذي أدى إلى إضعاف المجموعات اليهودية في العالم، والتي فوجئت بمدى ضعف إسرائيل، وحجم المخاطر الأمنية والتي تتمثل، بحسب التقرير، بـ"الإسلام المتطرف وإيران وارتفاع مظاهر اللاسامية والزيادة السكانية لليهود التي تقترب من الصفر".

وأضاف أن "التقدم في البرنامج النووي الإيراني، وزيادة قوة الإسلام المتطرف"، من بين التطورات الإستراتيجية الجوهرية في وضع الشعب اليهودي كله، وتؤكد على ضرورة الإهتمام بها بشكل خاص.

تجدر الإشارة إلى أن التقرير السنوي لتقييم الوضع والذي أعد من قبل "المعهد لتخطيط سياسة الشعب اليهود" هو الثالث من نوعه، ويحمل عنوان "البدائل الراديكالية- تهديدات وفرص".

وفي أعقاب الحرب الأخيرة على لبنان، تبين أن يهود العالم تأثروا كثيراً بأبعاد الحرب. وفي هذا السياق يميز التقرير بين يهود أوروبا ويهود الولايات المتحدة. وبحسب معدي التقرير فإن عدم تحقيق انتصار في الحرب يقلق يهود أوروبا كثيراً. وفي المقابل فإن الولايات المتحدة، الذين يحسون بالأمن في بلادهم، يشيرون إلى قلقهم على إسرائيل، علاوة على مفاجأتهم من سهولة ضرب الجبهة الداخلية في إسرائيل أثناء الحرب.

كما يشير إلى قلق يهود الولايات المتحدة من ارتفاع الأصوات في الإدارة الأمريكية والتي تطالب بسياسة متوازنة في الشرق الأوسط على حساب إسرائيل. وعليه يقدم التقرير عدة توصيات، من بينها بلورة استراتيجية يهودية شاملة مقابل الإسلام، ومقابل دول عظمى صاعدة مثل الصين والهند.

وأضاف التقرير أن مستوى التهديدات الأمنية على اليهود في العالم قد ارتفعت. ويربط التقرير ذلك مع زيادة قوة "الإسلام المتطرف" في الشرق الأوسط وفي الساحة الدولية. وينصح معدو التقرير بوضح سياسة استراتيجية يهودية عالمية، وهو المشروع الذي يقوده البروفيسور عمنوئيل سيون، في إطار عمله في المعهد.

كما أشار بوجه خاص إلى ما أسماه "التهديد الإيراني"، معتبراً أن ذلك يشكل تهديداً على الشعب اليهودي والحضارة الغربية.
ويتابع التقرير أنه للمرة الأولى يصبح عدد اليهود في البلاد الأكبر ضمن تجمعات اليهود في العالم. حيث يقول التقرير إن عدد اليهود يصل إلى 5,309,000 يهودي، أي ما يشكل 40.6% من يهود العالم، الذين يقدر عددهم بـ 13.1 مليون يهودي.

إلى ذلك، يشير أيضاً إلى أن مكانة إسرائيل كـ"ملاذ" لليهود قد تآكلت، خاصة وأن 92% من يهود العالم (بدون الإسرائيليين) يعيشون في دول تم تدريجها في المراتب الأولى بحسب مقاييس الأمم المتحدة لمستوى الحياة، وخاصة في الدول الغربية الغنية.

كما أضاف أن الزيادة السكانية لليهود تقترب من الصفر. وعلى أرض الواقع فإن عدد اليهود في باقي دول العالم يتناقص باستمرار في ظل انخفاض عدد الولادات، والزواج في جيل متأخر، وارتفاع في نسبة الإندماج بباقي الشعوب والزواج المختلط مع شعوب أخرى.

وبين أن عدد اليهود في الولايات المتحدة قد وصل في العام 2006 إلى 5,275,000 يهودي. وبحسب البروفيسور الديمغرافي سيرجيو دلا-برغولا، أحد معدي التقرير، ففي حال استمرت الإتجاهات الديمغرافية (السكانية) الحالية، ففي العام 2030، سوف يعيش في إسرائيل أكثر من نصف يهود العالم.

ويشتمل التقرير على احتمالين متوقعين، يتصلان بعدد اليهود في العالم بعد 19 عاماً، أي في العام 2025.

وبحسب التوقعات المتفائلة فإن عدد اليهود في العالم سيرتفع إلى 18 مليون، يعيش منهم الثلثان في إسرائيل، بالإضافة إلى انخفاض ملموس في نسبة الزواج المختلط مع شعوب أخرى، علاوة على اختيار أبناء الزواج المختلط الدين اليهودي، وتعزيز الطابع اليهودي للدولة، واستقرار أمني وتطبيع علاقات مع الدول العربية، وبضمنها السلطة الفلسطينية، ونجاح العالم في وقف البرنامج النووي الإيراني، وانتعاش في المجتمع وازدهار في الإقتصاد والسياحة والهايتك.

أما التوقعات المتشائمة فتشير إلى فشل الجهود في المحافظة على المجموعات اليهودية في العالم، وتقلص احتمالات اختيار الدين اليهودي في حالات الزواج المختلط مع أبناء شعوب أخرى، كما يتقلص عدد اليهود في العالم إلى 10 ملايين فقط، يعيش منهم 6 ملايين فقط في إسرائيل.

كما تشير التوقعات المتشائمة إلى انخفاض نسبة المهاجرين إلى إسرائيل إلى أرقام قريبة من الصفر، وفي المقابل ترتفع نسبة الهجرة من إسرائيل، بشكل مواز لقدوم آخرين من غير اليهود إلى إسرائيل، وزيادة في التحول عن الدين اليهودي وارتفاع كبير في نسبة الزواج المختلط مع شعوب أخرى.

كما تشير التوقعات ذاتها إلى "تآكل الطابع اليهودي للدولة، وتدهور في الوضع الأمني الذي تعيش فيه إسرائيل مع أقلية سكانية معادية إلى جانب سلطة فلسطينية غير مستقرة، بالإضافة إلى أسلحة دمار شامل ستكون بأيدي دول معادية ومنظمات إرهابية. ومن الناحية الإجتماعية فمن المتوقع أن تصل إسرائيل إلى حالة من عدم التكتل والتكافل الإجتماعي، وتتحول إلى دولة متطورة بمواصفات دولة نامية، بالإضافة إلى توسع الفجوات الإجتماعية الإقتصادية، وانخفاض في نسبة اليهود الذين يزورون إسرائيل".

التعليقات