"مصالحة وسلام بين إسرائيل وإيران"

مقال لافت في الصحافة الإسرائيلية يدعو إسرائيل لتوجيه كافة جهودها ومواردها للمصالحة وصنع سلام مع إيران، رغم العداء الشديد بينهما، لأنه ثمة "احتمال لحرب يأجوج ومأجوج بين إسرائيل وإيران، وأن تكون يد الجمهورية الإسلامية في حرب كهذه هي العليا"

نتنياعو والرئيس الإيراني روحاني (وكالات)

يتصاعد العداء بين إسرائيل وإيران كلما مرّ الوقت، ولا يحاول أي جانب التقرب أو التنازل أو تليين الخطاب تجاب الآخر، في الوقت الذي لا يستبعد فيه حدوث مواجهة مسلحة بين الجانبين، في الأراضي السورية، نتيجة غارة تشنها الطائرات الحربية الإسرائيلية تؤدي إلى مقتل إيرانيين. وإلى جانب التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم في إيران، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، في بداية العقد الحالي، عن مبادرة لنتنياهو ووزير الأمن في حينه، ايهود باراك، لمهاجمة المنشآت النووي الإيرانية، لكن هذا لم يتحقق بسبب معارضة شديدة للغاية من جانب قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية، وفي مقدمتهم رئيس الأركان، غابي أشكنازي، ورئيس الموساد، مئير داغان.

وعموما، فإن الخطاب السياسي الإسرائيلي هو خطاب معاد لإيران، وكذلك هو الخطاب الإعلامي الإسرائيلي. لكن الكاتب الصحافي إيتان هابر، وهو مدير مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إسحق رابين، وأحد أبرز كتاب المقالات في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نشر مقالات لافتا في السياق الإسرائيلي – الإيراني، اليوم الاثنين. ورغم العداء بين نتنياهو و"يديعوت أحرونوت" إلا أن هذا الأمر، على ما يبدو، ليس مبررا لنشر مقال هابر، لأن الصحيفة هي جزء، هام جدا، من الخطاب الإعلامي الإسرائيلي.

ورأى هابر أن "إيران تعزز مكانتها، في السنوات الأخيرة، كعدو أقسى بكثير من الدول المعادية المحيطة بنا، وبعد أن أعلنت عن نيتها القضاء على الدولة الصهيونية، انتقلت إلى خطوات عملية أكثر والتي من شأنها أن تطبق هذا التعهد"، معتبرا أن إيران تحاسب إسرائيل، الآن، لأن الأخيرة قدمت مساعدات إلى نظام الشاه في حينه من أجل تنفيذ ممارساته الوحشية، "وقد كان هذا مريحا لنا حينذاك، وكذلك ذلك النظام، لكن الإيرانيين لا ينسون ذلك حتى اليوم".

وأضاف هابر أنه "تمت تربية الشارع الإيراني وطوال سنوات على كره إسرائيل، وهم مستعدون لتمزيقها إربا إربا. ولا أساس للادعاء السائد بأن المواطن العادي لا يهتم أبدا بالخصومة بين النظام الإيراني والحكومة الإسرائيلي، إذ أن عشرات ملايين الإيرانيين يكرهون إسرائيل ومستعدون لمشاهدة خرابها".

وبحسب هابر، فإن إيران هي "عدوّ محنك ويبحث عن أي طريق للانتقام منا. وفي هذا احتمال لحرب يأجوج ومأجوج بين إسرائيل وإيران، ويمكن أن تكون يد الجمهورية الإسلامية في حرب كهذه هي العليا".

لذلك، يرى هابر في هذا المقال اللافت أن "من واجب المستوى السياسي في إسرائيل اليوم بذل أي جهد من أجل إيجاد سبل لمحادثات مصالحة وسلام مع الإيرانيين"، معتبرا أنه "فعلنا ذلك مع مصر والأردن، ونحاول القيام بذلك مع الفلسطينيين، ولذلك فإن كافة الجهود ينبغي أن تنصب باتجاه المصالحة والسلام مع إيران الكبرى، الصعبة، القاسية... نحن سنتنازل. هم سيتنازلون. وفي ختام محادثات طويلة وصعبة سنصل إلى هدف واحد: سلام مع إيران".

ومضى هابر أن "إيران ليست بلادا صحراوية، وسكانها ليسوا راكبي الجمال. إنها دولة متطورة، وثمة الكثير ما يمكنها أن تخسره أيضا، مثل القوة النووية الإيرانية والحياة التجارية والاقتصادية. ودولة يبلغ عدد سكانها 80 مليون مواطن لا يمكن أن تسمح لنفسها بأن تلهو أكثر مما ينبغي بالحروب. وحتى لو كنا، بنظرهم، كافرون ونجمع حولنا أعداء إسلاميين دون نهاية، فإنه من الجائز جدا أن تشجه الظروف محادثات سلام من خلال القطاع المدني، مثلما حدث مع الفلسطينيين في حينه".

وخلص هابر إلى أن "أمامنا عدو صعب وقاس، ويجب أن تكون جميع نوايانا ورغبتنا ومواردنا موجها الآن نحو محادثات مع إيران فوق رأس الولايات المتحدة، التي لا تشكل خطرا على حياة سكانها مثلما نشكل نحن خطرا الآن على حياة مواطني إسرائيل".

التعليقات