ملف الاحتلال عن أبو العطا: نجا من الاغتيال في 2012

انتسب للجهاد الإسلامي في نهاية التسعينيات، وخضع لتدريب عسكري في سورية، عام 2007، وكان قائد سرايا القدس لمنطقة مدينة غزة، ثم شمال القطاع، ودُمّر بيته، عام 2014. الكابينيت قرر اغتياله قبل شهرين، وكان ضمن وفد الجهاد للقاهرة، الشهر الماضي

ملف الاحتلال عن أبو العطا: نجا من الاغتيال في 2012

الشهيد أبو العطا في غزة، تشرين الأول/أكتوبر 2018 (أ.ب.أ)

القيادي في سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا، الذي استشهد في قصف إسرائيلي لمنزله في غزة، قبيل فجر اليوم الثلاثاء، هو أول قيادي فلسطيني في قطاع غزة يتم اغتياله منذ العدوان على غزة في العام 2014.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، هيدي زيلبرمان، لمراسلين عسكريين إسرائيليين، حول اغتيال أبو العطا، إنه "كانت لدينا فرصة وانتظرناها، طوال أسبوع. وتمكنا الليلة الماضية من استهدافه مع الحد الأدنى من استهداف مدنيين، من خلال استهداف موضعي للغرفة التي تواجد فيها بشكل محدد ومن دون تدمير المبنى كله، وبذلك لم يُصَب مدنيون". لكن خلافا لأقواله، استشهدت زوجة أبو العطا أيضا في عملية الاغتيال.

ونشر جيش الاحتلال والشاباك، من خلال وسائل إعلام إسرائيلية، معلومات عن أبو العطا، جاء فيها إنه بدأ ينشط في صفوف الجهاد الإسلامي منذ نهاية التسعينيات، وتبوأ منذئذ عدة مناصب عسكرية وسياسية. وخضع لتدريبات عسكرية في سورية، في العام 2007.  وبعد سنة تم تعيينه قائدا عسكريا لمنطقة مدينة غزة، ولاحقا تعين قائدا لمنطقة شمال قطاع غزة، "وعمليا، هذا أحد أرفع منصبين في الذراع العسكري للجهاد في القطاع".  

الاحتلال يزعم أنه دمر غرفة واحدة فقط. منزل أبو العطا، فجر اليوم (أ.ب.)

وحسب الإسرائيليين، فإن أبو العطا كان مسؤولا عن صنع الأسلحة في القطاع، وخاصة صنع محلي لقذائف صاروخية مشابهة لقذائف إيرانية. "ومؤخرا، قاد شخصيا عمليات ضد مواطني وجنود إسرائيل، بواسطة إطلاق قذائف صاروخية، إطلاق نيران قناصة، وإطلاق طائرات مسيرة صغيرة مفخخة"، وأصاب صاروخا بيتا في مدينة سديروت وألحق أضرارا فقط، قبل أسبوع.  

ومن أجل تبرير الاغتيال، يهول الاحتلال من شخصية الشهيد أبو العطا، بادعاء أنه كان شريكا مركزيا في القصف الصاروخي باتجاه جنوب البلاد، في شهر أيار/مايو الماضي، حيث تم إطلاق نحو 700 قذيفة صاروخية من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل، وقُتل حينها أربعة إسرائيليين. واستشهد فلسطينيون في جولة القتال تلك، وعمليات اغتيال لكنها لم تطل قياديين بمستوى أبو العطا.

وأضافت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه "في نيسان/أبريل الماضي، وبخطوة نادرة، قرر الجيش نشر صورته، كتحذير قبل الاغتيال، لكن على ما يبدو أن أبو العطا لم يدرك التلميح".

وكان جيش الاحتلال حاول اغتيال أبو العطا بقصف جوي، خلال العدوان على غزة عام 2012، أثناء اجتماع لقادة سرايا القدس في أحد الأبراج في مدينة غزة. ويذكر أن الاحتلال بدأ هذا العدوان باغتيال قائد كتائب القسام، أحمد الجعبري.

وخلال العدوان على غزة عام 2014، استهدف جيش الاحتلال ودمر منزل أبو العطا في شمال القطاع. وفي حينه دمر جيش الاحتلال بيوت قياديين في حركتي الجهاد الإسلامي وحماس "بصورة منهجية"، علما أنه في تلك الفترة تزجه جميع قادة الأذرع العسكرية للفصائل إلى العمل السري وتغيبوا عن بيوتهم للوقاية من الاغتيال.

ووصف زيلبرمان أبو العطا بأنه "قنبلة موقوتة". وحسب الاحتلال فإن الاغتيال جاء بسبب "مبادرات ومخططات أعدها للتنفيذ في الفترة القريبة المقبلة".

وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) صادق على الاغتيال خلال أيلول/سبتمبر الماضي، اي قبل شهرين، علما أن أبو العطا كان أحد أعضاء وفد الجهاد الذي وصل إلى القاهرة، منتصف تشرين الأول/أكتوبر الفائت، بدعوة من المخابرات المصرية ومن أجل إجراء محادثات.

يعتبر الاحتلال أن أبو العطا مسؤول عن إطلاق قذائف صاروخية باتجاه مدينتي أشدود (أسدود) وأشكلون (عسقلان)، في أيلول/سبتمبر الماضي، عندما كان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يلقي خطابا في مهرجان انتخابي هناك، وتم إثر ذلك جرّ نتنياهو إلى خارج قاعة المهرجان.

وأضاف وسائل الإعلام أن "الشاباك والجيش الإسرائيلي انتظروا تنفيذ (الاغتيال) حتى استكمال العملية الاستخبارية التي سمحت برصده واستهدافه، من دون التسبب بإصابة مدنيين كثيرين".

ونقل الاحتلال رسالة إلى حماس، اليوم، قال فيها إنه لن يستهدف مواقع الحركة التي تحكم في غزة، "إذا بقيت خارج الجولة الحالية"، أي إذا لم تشارك حماس في القتال.

التعليقات