بسبب الحريديين: توقع إغلاق ثالث مع بدء تسهيلات الثاني

نقابة المعلمين تعلن نزاع عمل تمهيدا لإضراب بالروضات والتعليم الخاص* محللون: "مثلما حصل في المرة السابقة، توجد هنا أيضا مؤشرات لخروج غير محسوب وغير مراقب، قد يضع الدولة أمام إغلاق ثالث خلال شهر أو اثنين"

بسبب الحريديين: توقع إغلاق ثالث مع بدء تسهيلات الثاني

حريديون يصلون في نتانيان نهاية الشهر الماضي (أ.ب.)

توقع مسؤولون إسرائيليون إغلاقا ثالثا مع بدء التسهيلات في الإغلاق الثاني اليوم، الأحد، في أعقاب خرق أنظمة كورونا في المجتمع الحريدي. وتقضي التسهيلات التي صودق عليها، الخميس الماضي، بعودة مؤسسات التعليم لسن 0 – 6 سنوات فقط إلى العمل، اليوم، بينما تبقى باقي المراحل الدراسية مغلقة والتعلم عن بعد.

وأعلنت نقابة المعلمين، ظهر اليوم، عن نزاع عمل في روضات الأطفال والتعليم الخاص، الأمر الذي يسمح لها بإعلان الإضراب خلال الأسبوعين المقبلين.

وهاجمت سكرتيرة نقابة المعلمين، يافّة بن دافيد، وزير التربية والتعليم، يوآف غالانت، وقالت للإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، اليوم، إن الذي اتخذ القرار بإعادة مؤسسات التعليم لسن الطفولة المبكرة إلى العمل "معزول عن الواقع"، وأن "الحكومة تكرر الخطأ نفسه وتتوقع نتائج مختلفة. لم تكن هناك حاجة إلى فتح روضات الأطفال بهذه السرعة"، مشيرة إلى أن العديد من الحاضنات سيأتين من مناطق حريدية حمراء، ما ينذر باحتمال الوصول إلى إغلاق ثالث.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

لكن المجتمع الحريدي لا يلتزم بهذه التعليمات، وأصدر الزعيم الروحي للحريديين الأشكناز، الحاخام حاييم كانييفسكي، أمس، توجيهات بفتح "تلمودي توراة"، وهي بمثابة المدارس الابتدائية والإعدادية الحريدية. ودعا وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شطاينيتس، اليوم، إلى سحب التمويل الحكومي من اليشيفوت (المعاهد الدينية) الحريدية على خلفية خرق التعليمات.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد عقب على تعليمات كانييفسكي، بأنه "أطلب من الجمهور الحريدي الحفاظ على هذه التعليمات، وينبغي الحفاظ على الحياة وعلى الصحة، وهي أهم من الاقتصاد. وسنبقي الطوق حول المدن الحمراء، ولا أريد رؤية انتشار الفيروس في المدن الحمراء يتسرب إلى باقي السكان". ودعا نتنياهو الحريديين إلى عدم الانصياع لتعليمات كانييفسكي، وأن "توراتنا تقدس الحياة ونحن نشكل خطرا على الحياة".

قرارات "حمقاء"

وانتقد محللون في الصحف الإسرائيلية، اليوم، قرارات الحكومة بشأن التسهيلات، ووصف المحلل الاقتصادي في "يديعوت أحرونوت"، سيفر بلوتسكر، القرارات بأنها "حمقاء"، وأن "الحكومات لا تستفيد غالبا من دروس الماضي وتسير مجددا نحو الحماقة".

حانوت مغلق في تل أبيب (أ.ب.)

وأضاف أنه "يوجد في أداء الحكومة الإسرائيلية مقابل وباء كورونا الكثير من ميزات موكب حماقة كلاسيكي، بدءا من فتح المرافق الاقتصادية المتسرع، في أشهر الربيع الماضي، ومرورا بالامتناع عن فرض قيود مسددة عندما خرج انتشار الفيروس عن السيطرة، وحتى التكرار الحالي للقرارات التي تتناقض مرة أخرى مع مكافحة الوباء وتوصيات خبراء الصحة".

كذلك أشار المحلل العسكري في "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أنه "مثلما حصل في المرة السابقة، توجد هنا أيضا مؤشرات لخروج غير محسوب وغير مراقب، قد يضع الدولة أمام إغلاق ثالث خلال شهر أو اثنين".

ورأى هرئيل أن الحكومة اتخذت في نهاية الأسبوع الماضي قرارين، الأول أقل إشكالية والآخر خطير. والقرار الأول هو فتح روضات الأطفال من أجل تمكين ذويهم من الخروج إلى العمل، كما أن انتشار الفيروس بين الأطفال ضئيل جدا. ورغم ذلك، انتقد هرئيل اتخاذ القرارات وإخراجها إلى حيز التنفيذ بشكل متسرع. فقد اتخذ القرار يوم الخميس، وطولبت المعلمات بإجراء فحوصات كورونا خلال يوم الحمعة، والعودة إلى العمل اليوم. إضافة إلى ذلك، لا توجد رقابة على انتقال مفتشات الروضات من مكان إلى آخر، "بشكل يمكن أن يزيد خطر انتشار الفيروس".

والقرار الآخر الذي اتخذته الحكومة، وهو الأخطر وفقا لهرئيل، هو أنه "إثر الضغوط التي مارستها أحزاب الحريديين، جرت المصادقة على فتح روضات وحضانات الأطفال في البلدات الحمراء، وهي حريدية. ويوجد في ذلك رهان خطير لأن نسبة حاملي الفيروس بين هذه البلدات وباقي السكان هي ما بين خمسة إلى عشرة أضعاف. ويتضح أيضا أنه في قسم كبير في المجتمعات الحريدية يعتزمون فتح جميع مؤسسات التعليم للبنين، من دون أي قيود على الأعمار وخلافا لتعليمات الدولة".

وأضاف هرئيل أن "سبب هذا الأداء يكمن في اللقاء القاتل بين الأيديولوجية الحريدية واعتبارات نتنياهو. فبالنسبة للجمهور الحريدي، أي تأخير في عودة الفتية إلى الدراسة يضع تهديدا مباشرا على مشروعهم كله. بينما بالنسبة لنتنياهو، تقويض التحالف مع الحريديين قد يمس فورا باحتمالات بقائه السياسي وبجهوده لإحباط محاكمته. والخطوة الفضائحية التي يجري نسجها هنا، وفيما سيبقي باقي السكان معظم أولادهم في البيت لعد أسابيع أخرى، تمرّ في هذه الأثناء من خلال عدم اكتراث عام مفاجئ. وليس مؤكدا أن هذا الوضع سيستمر.

التعليقات