تحليلات: انشقاق ساعر عن الليكود قد يُبعد الانتخابات

المحللون يتوقعون أن انشقاق ساعر سيقود إلى تقارب بين نتنياهو وغانتس، وتنفيذ التناوب والاتفاق على تمرير الميزانية. ورغم تفاؤل قسم من المحللين بخطوة ساعر، إلا أن آخرين يرون أن ساعر لا يحمل في جعبته إنجازات تمنحه ثقة الجمهور

تحليلات: انشقاق ساعر عن الليكود قد يُبعد الانتخابات

نتنياهو وساعر (أرشيفية - أ ف ب)

عبر المحللون في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الأربعاء، عن ما يمكن وصفه بتفاؤل حذر في أعقاب إعلان عضو الكنيست غدعون ساعر، أمس، عن انشقاقه عن حزب الليكود وتأسيس حزب جديد، يخوض من خلاله الانتخابات العام المقبلة، ويكون مرشحه لرئاسة الحكومة. وفي موازاة سيناريوهات تشكيل ساعر لحكومة مقبلة، فإنه على الأرجح أن يسعى زعيم الليكود ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى تأجيل الانتخابات.

وكتبت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، سيما كدمون، أن "ساعر هو رجل بارد المزاج ويحسب خطواته. ولا شك أنه جاء مستعدا، ويعلم تماما من يقف وراءه وما هو وضعه الانتخابي في الرأي العام".

وأشارت كدمون إلى أنه يرجح أن ينضم إلى ساعر عضوا الكنيست من حزب "ديرخ إيرتس"، تسفي هاوزر ويوعاز هندل، اللذان انشقا عن كتلة "كاحول لافان" وانضما إلى ائتلاف نتنياهو، إضافة إلى انضمام عدد من عضوات الكنيست من جناحه في الليكود إلى حزب ساعر الجديد.

إلا أن المفاجأة الأكبر، حسب كدمون، ستكون بانضمام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، إلى الحزب الجديد، وعندها "يتعين على كثيرين أن يقلقوا".

من جهة ثانية، لفتت كدمون، ومحللون آخرون أيضا، إلى أنه "في الأيام القريبة المقبلة قد نشهد تقاربا مفاجئا بين نتنياهو ورئيس حزب كاحول لافان ووزير الأمن، بيني غانتس. فخطوة ساعر من شأنها أن تقرب القلوب إلى درجة التوصل إلى تسوية حول الميزانية، بحيث تبعد الانتخابات. وعلى سبيل المثال، المصادقة على الميزانية مقابل تأجيل التناوب على رئاسة الحكومة إلى أيار/مايو 2022 بدلا من تشرين الثاني/نوفمبر 2021".

ولم يستبعد محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، احتمال تأجيل الانتخابات بسبب خطوة ساعر. وفي هذا السياق يتم تنفيذ التناوب على رئاسة الحكومة في تشرين الثاني/نوفمبر العام المقبل، "لمدة سنة ونصف السنة، وفي نهايتها يعود نتنياهو إلى رئاسة الحكومة لنصف سنة (كما ينص الاتفاق الائتلافي). ونتنياهو سيفضل ذلك على انتخابات رابعة، ستبقيه مع 61 عضو كنيست مرة أخرى".

واعتبر فيرتر أنه في هذه الحالة "سيكون وضع نتنياهو أسوأ: سيقف أمامه ساعر، المقبول على جميع كتل الكنيست، من كاحول لافان وييش عتيد (برئاسة يائير لبيد) وحتى (تحالف أحزاب اليمين المتطرف برئاسة نفتالي بينيت) يمينا والحريديين وكمن لديه قدرة نادرة على عقد تحالفات. وسيضمن تشكيل حكومة وحدة حقيقية، نزيه، بدون خداع وألاعيب. وبالأساس، سيكون بإمكانه أن يتعهد، وينفذ أيضا، بنهاية كابوس سياسي، اقتصادي، دستوري وأخلاقي يأكل أسس الدولة".

كذلك اعتبر المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بن كسبيت، أن إلغاء الانتخابات سيكون "أكثر شيء منطقي". وقدّر أن نتنياهو سيقترح تمديد ولايته في رئاسة الحكومة من سنة ونصف السنة إلى سنتين، وأن يتم تنفيذ التناوب مع غانتس في نيسان/أبريل 2022. "وأن تصادق الحكومة والكنيست على ميزانية لثلاث سنوات، الأمر الذي سيطمئن غانتس بشكل نهائي حيال تنفيذ التناوب. كذلك ثمة احتمال لنقل وزارة هامة من الليكود إلى كاحول لافان. وبكلمات أخرى، من أجل تجفيف خطر ساعر، سيوافق نتنياهو على التناوب".

ووصف المحلل السياسي في صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية، ماتي طوخفيلد، خطوة ساعر بأنها "شجاعة. ولا يجرؤ أي أحد على القيام بمغامرة سياسية إلى المجهول". وأضاف أنه "في حال سيتضح من خلال الاستطلاعات القريبة المقبلة أن ساعر سيقضم أصواتا من ناخبي الليكود، فإن هذا الأمر قد يدفع نتنياهو إلى الدوس على الفرامل، وأن يبدأ مفاوضات مع غانتس من أجل تأجيل الانتخابات، وتنفيذ التناوب".

وحسب طوخفيلد، فإنه ليس مؤكدا أن يحصل ساعر على عدد أصوات كبير من ناخبي نتنياهو. "وربما سيتضرر من ذلك أولئك الذين أعلنوا أنهم سينافسون نتنياهو على رئيسة الحكومة، يائير لبيد ونفتالي بينيت. فلكلاهما عدد لا يستهان به من أصوات معسكر ’فقط ليس بيبي’، والآن ينضم لاعب جديد إلى الخانة نفسها. ويبدو أن هذا المعسكر بات مزدحما ومكتظا للغاية".

وتابع أن "انتخابات في وضع كهذا لا تضعف نتنياهو وإنما العكس. ولذلك على الأرجح أن نرى، في حال إجراء انتخابات،، تحالفات كبيرة، رغم أنه ليس بالإمكان الإعلان الآن عن نتنياهو كرئيس للحكومة القادمة".

وخلص طوخفيلد إلى أن ساعر "قد يختفي خلال وقت قصير ويصبح في طي النسيان. فساعر سياسي قديم ومحتك، لكن حتى لو اجتهدنا جدا كي نتذكر إنجازا بإمكانه التباهي به وأن يطلب الآن ثقة الجمهور بترشحه، فإنه من هذه الناحية، وصل موشيه كاحلون (الذي انشق عن الليكود في الماضي وتنحى عن الحياة السياسية) مع رصيد أكبر".

التعليقات