المحكمة الخاصة بلبنان: إدانة عياش باغتيال الحريري وتبرئة 3 متهمين

"ترى المحكمة أن سورية وحزب الله ربما كانت لهما دوافع للقضاء على الحريري وحلفائه السياسيين، لكن ليس هناك دليل على أن قيادة حزب الله كان لها دور في اغتياله وليس هناك دليل مباشر على ضلوع سوريا في الأمر"

المحكمة الخاصة بلبنان: إدانة عياش باغتيال الحريري وتبرئة 3 متهمين

جلسة المحكمة الخاصة بلبنان في هولندا، اليوم (أ ب)

دانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اليوم، الثلاثاء، متهما واحدا وبرأت ثلاثة، في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

وقالت المحكمة إنها قررت إدانة المتهم سليم عياش بكل التهم الموجهة إليه في قضية اغتيال الحريري، وبرأت المتهمين الثلاثة، حسن مرعي وحسين عنيسي وأسد صبرا.

وقالت المحكمة إنها قررت إدانة المتهم عياش، بكل التهم الموجهة إليه في قضية اغتيال الحريري.

وذكرت المحكمة أنه لا أدلة كافية على أن مرعي، مذنب في الاعتداء، بحسب ما أفادت وكالة "الأناضول" للأنباء.

وقالت المحكمة، إنه لا يتوفر العنصران المادي والمعنوي اللذان يؤكدان مسؤولية عنيسي وصبرا عن جريمة الاغتيال.

وكان المتهمون الأبرز في القضية، الذين لهم صلات بـ"حزب الله"، هم سليم جميل عياش، وحسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا، إضافة إلى خامس يدعى مصطفى بدر الدين، قُتل في سورية.

وأسندت المحكمة إليهم تهم "المشاركة في مؤامرة لارتكاب عمل إرهابي، والقتل عمدا، ومحاولة القتل عمدا، وعدد من التهم الأخرى المرتبطة بذلك"، وفق المحكمة.

وذكرت في قرارها الختامي أن "المتهم عياش مذنب بكل التهم الموجهة إليه، وأقدم على قتل الحريري عمدا"، وبرأت في الوقت ذاته، المتهمين الثلاثة الآخرين، لعدم وجود أدلة كافية.

ولم تنطق المحكمة بالعقوبات بحق عياش، لكن ذلك سيكون في جلسة لاحقة منفصلة، لم يُحدَّد موعدها.

بدوره، أعرب رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، والذي حضر جلسة النطق بالحكم التي عقدت في لايدشندام قرب لاهاي في هولندا، عن قبوله بالحكم الصادر عن المحكمة.

وأضاف الحريري: "نقبل حكم المحكمة الدولية ونريد تنفيذ العدالة ولا تنازل عن حق الدم".

وقال الحريري، عبر "تويتر": "التضحية يجب أن تكون اليوم من حزب الله".

وأضاف: "أصبح واضحا أنّ شبكة القتلة خرجوا من صفوفه (حزب الله)، ويعتقدون أنّه لهذا السبب لن يتسلموا إلى العدالة وينفذ فيهم القصاص، لذلك أكرّر: لن أستكين حتى يتم تسليمهم للعدالة وينفذ فيهم القصاص".

عون: تحقيق العدالة في اغتيال الحريري يتجاوب مع رغبة الجميع

من جانبه، اعتبر الرئيس اللبناني، ميشال عون، أن تحقيق العدالة في جريمة اغتيال الحريري ورفاقه، "تجاوب مع رغبة الجميع في كشف ملابسات هذه الجريمة البشعة".

وأضاف عون أن جريمة اغتيال الحريري "هددت الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، وطالت شخصية وطنية لها محبوها وجمهورها ومشروعها الوطني".

ودعا اللبنانيين إلى "استذكار مواقف الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودعواته الدائمة إلى الوحدة والتضامن وتضافر الجهود لحماية البلاد من أي محاولة تهدف إلى إثارة الفتنة".

وتابع: "نأمل أن تتحقق العدالة في كثير من الجرائم المماثلة، التي استهدفت قيادات لها في قلوب اللبنانيين مكانة كبيرة، وترك غيابها عن الساحة السياسية اللبنانية فراغا كبيرا".

وفي وقت سابق اليوم، أعلن قاض في المحكمة الخاصة بلبنان أنه لا يوجد دليل على أن قيادة حزب الله اللبناني، أو دليل مباشر على أن النظام السوري، لهما أي دور في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، بواسطة تفجير في بيروت، عام 2005.

وجاءت أقوال القاضي في جلسة عقدتها المحكمة الخاصة بلبنان للنطق بالحكم في قضية اتهام أربعة من أعضاء حزب الله بالتخطيط للهجوم الذي أودى بحياة الحريري و21 آخرين.

وقال القاضي ديفيد ري، قارئا ملخص قرار المحكمة الذي جاء في 2600 صفحة، إنه "ترى المحكمة أن سورية وحزب الله ربما كانت لهما دوافع للقضاء على السيد الحريري وحلفائه السياسيين، لكن ليس هناك دليل على أن قيادة حزب الله كان لها دور في اغتيال السيد الحريري وليس هناك دليل مباشر على ضلوع سورية في الأمر".

ولم يكن من المتوقع أن تحكم المحكمة على حزب الله أو سورية، وإنما على عناصر حزب الله الأربعة الذين وردت أسماؤهم في القضية، إذ يمكن للمحكمة أن تتهم الأفراد فقط وليس الجماعات أو الدول.

لكن قاضية في المحكمة قالت إن المتهم الرئيسي في قضية اتهام أربعة أعضاء في حزب الله بالتخطيط لاغتيال الحريري كان عضوا في حزب الله واستخدم هاتفا محمولا يقول ممثلو الادعاء إنه كان محوريا في الهجوم.

وأضافت القاضية ميشلين بريدي، وهي تقرأ ملخصا للحكم الصادر في 2600 صفحة، أن المحكمة الخاصة بلبنان ”مطمئنة بدرجة لا تدع مجالا لشك منطقي“ إلى أن الأدلة تظهر أن سليم عياش استخدم الهاتف.

وقالت إنه "أكدت الأدلة أيضا أن السيد عياش كان ينتسب لحزب الله“. ويواجه عياش اتهامات بشن هجوم إرهابي وبالقتل واتهامات أخرى.

وتقرأ المحكمة نص الحكم، ولم يصدر القضاة بعد حكما بشأن إدانة عياش أو تبرئة ساحته.

‏‎وقالت المحكمة إن انتحاريا مجهول الهوية وليس أبو عدس هو من نفذ عملية اغتيال ‎الحريري. وأضافت أن مصطفى بدر الدين ليس العقل المدبر لعملية اغتيال الحريري وفق ما زُعم سابقا.

وأضافت المحكمة أنه استخدم في تنفيذ الاغتيال 2015 كيلوغراما من المتفجرات، وأنه"اعتمدنا على اتصالات الهواتف الخلوية للوصول إلى المتهمين".

وينسب للمتهمين الأربعة، وهم سليم عياش وحسن مرعي وحسين عنيسي وأسد صبرا، اتهامات عدة أبرزها "المشاركة في مؤامرة لارتكاب عمل إرهابي، والقتل عمدا، ومحاولة القتل عمدا".

وسيواجهون، إذا تمت إدانتهم، احتمال السجن المؤبد. ويُتلى حكم العقوبة في جلسة علنية منفصلة عن جلسة النطق بالحكم.

وتتهم المحكمة عياش (56 عاما)، الذي قالت إنه مسؤول عسكري في حزب الله، بقيادة الفريق المُنفّذ للعملية، في حين يحاكم كل من عنيسي (46 عاما) وصبرا (43 عاما) بتهمة تسجيل شريط فيديو مزيف يدّعي المسؤولية نيابة عن جماعة وهمية. ووُجهت لمرعي (54 عاما) اتهامات بالتورط في العملية.

وتنطق المحكمة بحكمها غيابيا بحق المتهمين الأربعة، بعد 13 عاما على تأسيسها بموجب مرسوم صادر عن الأمم المتحدة.

التعليقات