اقتحام الكونغرس: حظر للتجول في واشنطن والأمن يسيطر على محيط الكابيتول

أعادت قوات الأمن وضع الحواجز في محيط مبنى الكونغرس، فيما أكد مسؤولون أمنيون أن المقر أصبح آمنا؛ وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لإخلاء أنصار ترامب

اقتحام الكونغرس: حظر للتجول في واشنطن والأمن يسيطر على محيط الكابيتول

مسؤولون: مبنى الكونغرس أصبح آمنا (أ ب)

توقفت أعمال الجلسة المشتركة الخاصة لمجلسي النواب والشيوخ للمصادقة على فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأميركية، مساء الأربعاء، فيما فرضت عمدة بلدية واشنطن حظرا للتجول، اعتبارا من الساعة السادسة مساءً (الواحدة فجرا بتوقيت القدس)، في ظل اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، مبنى الكونغرس وإطلاق النار في قاعتي مجلس الشيوخ والنواب لحماية المشرعين.

ومع دخول حظر التجوّل حيّز التنفيذ، أعادت قوات الأمن وضع الحواجز في محيط مبنى الكونغرس، فيما أكد مسؤولون أمنيون أن المقر أصبح آمنا؛ وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لإخلاء المتظاهرين من محيط الكونغرس قبل دقائق من بدء حظر التجول في واشنطن.

وفي وقت سابق، الأربعاء، تجاوز متظاهرون داعمون لترامب حواجز الأمن في مبنى الكابيتول بعد أن دعاهم للتوجه للمبنى لمنع ما وصفه بـ"سرقة الانتخابات"؛ وتقدم آلاف المتظاهرين نحو مقر الكونغرس ما أجبر المشرعين على رفع جلسة المصادقة على فوز بايدن، فيما أشهر عناصر الشرطة مسدساتهم داخل مجلس النواب وأطلقوا النيران لحماية المشرعين.

مشرعون يستلقون على الأرض في الكونغرس وسط إطلاق النار (أ ب)

وقتلت امرأة متأثرة بإصابتها بالرصاص الحي في الكتف داخل مبنى الكابيتول، على ما ذكر عنصر أمن لصحيفة "واشنطن بوست". ونقلت المصابة على حمالة، وذكرت محطة "سي إن إن" أن حالتها حرجة، قبل أن تؤكد "إن بي سي" وفاتها. وأعلنت الشرطة مصادرة أكثر من 5 قطع سلاح وإيقاف أكثر من 13 شخصا جميعهم من خارج العاصمة.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، رفضت طلبًا من مسؤولي العاصمة واشنطن، لنشر قوات الحرس الوطني التابعة للجيش في مبنى الكونغرس؛ فيما أفادت شبكة "سي إن إن" بأن شرطة واشنطن طلبت دعما أمنيا إضافيا.

وأعلن البيت الأبيض إرسال عناصر من الحرس الوطني إلى واشنطن للمساعدة على حفظ الأمن. كما أفيد بأن أفراد الحرس الوطني ووحدات الحماية الفيدرالية الأخرى دخلوا مبنى الكونغرس لإخلاء المبنى وإجراج المقتحمين.

كما وصلت شرطة ولاية فيرجينيا إلى محيط الكونغرس، وأعلنت ولاية ميريلاند إرسال قوات من حرس الحدود لدعم شرطة واشنطن، وحاصرت قوات أمنية أنصار ترامب قرب شرفات مبنى الكونغرس.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول في سلطات إنفاذ القانون الفيدرالية أنه تم إحباط عبوتين ناسفتين، على الأقل، إحداهما في مكاتب لجنة الحزب الجمهوري، والأخرى في مبنى الكونغرس، ونقلت عن مصادر أمنية أن السلطات تتعامل مع عدّة تقارير حول وجود عبوات متفجرة في أنحاء العاصمة، وأنه تمّ رصد "عدة أجهزة مشبوهة" في فناء الكونغرس.

وأمرت الشرطة بإخلاء أبنية في مقر الكونغرس الأميركي في مواجهة متظاهرين مؤيدين لترامب تجاوزوا الحواجز الأمنية عند درج الكابيتول، وأفادت تقارير بأن عناصر شرطة أصيبوا خلال المواجهات العنيفة والصدامات مع الآلاف من أنصار ترامب.

ووجهت شرطة الكونغرس الأوامر إلى الموظفين بمغادرة مبنى كانون وجناح آخر كبير يضم مكاتب، بعدما دعا ترامب مؤيديه إلى الاعتراض على المصادقة على فوز بايدن خلال جلسة خاصة مشتركة لمجلسي الكونغرس في واشنطن.

وقال النائب دان كيلدي من داخل المجلس إن "أمن المجلس وشرطة الكابيتول أشهروا مسدساتهم بينما راح متظاهرون يطرقون على الباب الخارجي للقاعة". وأضاف "صدرت لنا تعليمات بأن نستلقي على الأرض ونضع الأقنعة الواقية من الغاز".

وقالت النائبة نانسي مايس في "تغريدة": "لقد أخليت مكتبي للتو في مبنى كانون بسبب تهديد قريب. ونرى الآن محتجين يهاجمون شرطة الكابيتول"، وسط تأكيد أن "عدد من المحتجين من أنصار ترامب يدخلون داخل مبنى الكونغرس بعد اقتحام الحواز".

وقال عضو في الكونغرس، جيم هايمز، إن "غازا مسيلا للدموع" استخدم في القاعة المستديرة في الكابيتول بعدما اقتحم متظاهرون مؤيدون لترامب المبنى احتجاجا على هزيمته.

وأفادت المصادر بوجود دخان في الجو في القاعة المستديرة الواقعة تحت قبة الكابيتول التي احتشد فيها أكثر من مئة محتج.

وكتب النائب الديموقراطي هايمز "طلبت منا الشرطة إخراج الأقنعة الواقية من الغاز بعد استخدام الغاز المسيل للدموع في القاعة المستديرة".

اقتحام مكتب رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي

وندّد عدة أعضاء في الكونغرس بمحاولة "انقلاب" يقودها أنصار ترامب، محذّرين من أن هذا التحرك مكتوب له الفشل.

وغرّد النائب الديمقراطي وليام باسكريل: "نشهد محاولة انقلاب بتشجيع من مجرم البيت الأبيض. لكنّ المحاولة محكوم عليها بالفشل".

وقالت النائبة ديانا ديغيتي: "هذه ليست تظاهرة، إنها محاولة انقلاب" مندّدة "بالفوضى التي خطّط لها رئيسنا".

من جانبه، أدان نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، الهجوم على مبنى الكابيتول، مشددا على أنه "لن يتم التسامح" مع أعمال العنف، وطالب بوقف "العنف والدمار الذي يحدث في مبنى الكابيتول الأميركي فورا"، وأكد بنس أنه "سيتم محاكمة المتورطين بأقصى حد يسمح به القانون".

ترامب لأنصاره: كان لدينا انتخابات وسرقت منا.. عودوا إلى منازلكم؛ أحبكم

وبعد تعرضه لضغوطات، دعا ترامب أنصاره "للعودة إلى ديارهم"، مشيرا الى أنه يجب تحقيق أهدافهم سلميا، فيما جدد ادعاءاته النارية بأن الانتخابات "سرقت" منه.

وقال ترامب في شريط فيديو بثه عبر "تويتر": "أدرك ألمكم. لقد سرقت منا الانتخابات. لكن عليكم العودة إلى دياركم. يجب أن نلتزم بالسلام وبالقانون والنظام". وأضاف "أحبكم".

ووضع تويتر إشارة على تغريدة فيديو ترامب وقيّد الرد عليها أو إعادة نشرها أو الإعجاب بها بسبب تضمنها "خطر عنف".

يذكر أن اقتحام أنصار ترامب للكونغرس، جاء بعد فرز 12 فقط من أصوات المجمع الانتخابي البالغة 538.

بايدن: ديمقراطيتنا تتعرض لهجوم غير مسبوق

وعلق الرئيس الأميركي المنتخب، بايدن، على أعمال العنف في واشنطن، وقال إنه "في هذه الساعة تتعرض ديمقراطيتنا لهجوم غير مسبوق واعتداء على الحرية".

واعتبر بايدن في مؤتمر صحافي أن "المشاهد في مبنى الكونغرس تصل إلى حد التحريض وينبغي أن تتوقف فورا".

وشدد على أنه يجب على ترامب أن "يكون على قدر المسؤولية وأن يظهر مباشرة على الهواء ويطلب من مناصريه إنهاء حصار الكونغرس"، وذلك قبل نشر ترامب للشريط المصور.

وأضاف بايدن أنه "يجب أن يكون عمل السنوات الأربع القادمة هو استعادة الديمقراطية".

نائب الرئيس الأميركي لن يعارض المصادقة على فوز بايدن

وفي وقت سابق، قال بنس، إنه لن يعارض المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية مبررا ذلك بـ"قيود" يفرضها الدستور. وجاءت خطوة بنس على الرغوم الضغوطات التي مارسها ترامب حتى اللحظات الأخيرة.

بنس في الجلسة المشتركة (أ ب)

من جانبه، حذر زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي، ميتش ماكونيل، زملاءه، من مغبة رفض المصادقة على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية متحدثا عن خطر "قاتل" للنظام الديمقراطي.

وعرض بنس حججه في رسالة نشرها قبيل بدء جلسة الكونغرس الخاصة بتسجيل النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التي جرت في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر.

وكان ترامب الذي يرفض الاعتراف بهزيمته، قد طلب من بنس، الذي يترأس هذه الجلسة، رفض الاعتراف بفوز الديمقراطي بايدن.

لكن بموجب الدستور، دور بنس بروتكولي بحت فهو يقوم على "فتح" الشهادات المرسلة من كل من الولايات الأميركية الخمسين، لنقل أصوات الناخبين الكبار.

ووحدهم أعضاء الكونغرس يمكنهم الاعتراض على النتائج.

في تغريدة له، هاجم ترامب بنس بعد رفضه الاعتراض على النتائج، وقال "لم يكن لدى مايك بنس الشجاعة للقيام بما كان ينبغي القيام به لحماية بلدنا ودستورنا".

وقد أقدم مشرعون مؤيدون لترامب على ذلك بعيد بدء الجلسة الخاصة للكونغرس، الأربعاء. فقد عبر عضو في مجلس النواب وآخر في مجلس الشيوخ خطيا عن اعتراضهما على نتائج ولاية أريزونا.

ووفقا للقواعد المرعية، انسحب أعضاء الكونغرس إلى قاعة كل من المجلسين لمناقشة الأمر لمدة ساعتين كحد أقصى. وسيصوتون بعد ذلك على المصادقة على النتائج التي تحتاج إلى غالبية أصوات بسيطة.

وينبغي إقرار الاعتراضات في المجلسين، لاعتمادها، لكنها لا تملك أي فرصة في ذلك لأن الديموقراطيين يسيطرون على مجلس النواب.

وقد يتكرر هذا الإجراء مع نتائج ولايات أخرى، حيث النتائج متقاربة أكثر، مثل بنسيلفانيا وجورجيا، الأمر الذي سيؤخر المصادقة على فوز المرشح الديمقراطي.

وأكد ماكونيل خلال جلسة الكونغرس أنه "في حال أُبطلت نتيجة الانتخابات استنادا إلى مجرد ادعاءات من الخاسرين سيدخل نظامنا الديمقراطي في دوامة قاتلة".

كما اعتبر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، أن الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس الذين يعترضون على فوز بادين في الانتخابات يدعمون "محاولة انقلاب".

وقال: "للأسف يظن بعض عناصر الحزب الجمهوري أن استمراريتهم السياسية رهن بمشاركتهم في محاولة انقلاب".

التعليقات