نتائج أولية: الاشتراكيون الديمقراطيون أقرب لتشكيل الحكومة الألمانية المقبلة

أظهرت نتائج استطلاعات العينات الانتخابية لدى الخروج من مراكز الاقتراع في ألمانيا، نتائج متقاربة بين الاشتراكيين الديمقراطيين والمحافظين المتمثلين في حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الحاكم، في الانتخابات التشريعية الألمانية.

نتائج أولية: الاشتراكيون الديمقراطيون أقرب لتشكيل الحكومة الألمانية المقبلة

(أ ب)

أظهرت نتائج استطلاعات العينات الانتخابية لدى الخروج من مراكز الاقتراع في ألمانيا، نتائج متقاربة بين الاشتراكيين الديمقراطيين والمحافظين المتمثلين في حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الحاكم، في الانتخابات التشريعية الألمانية.

وأشار الاستطلاع التي أوردته قناة "زد دي إف"، حصول الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة، أولاف شولتز، على 26% من الأصوات مقابل 24% للاتحاد المسيحي الديمقراطي، بزعامة أرمين لاشيت، فيما توقعت قناة "إيه آر دي" نسبة متساوية من الأصوات بين الحزبين بلغت 25%.

وبحسب التقديرات التي استندت إلى نتائج أولية، حصد الاشتراكيون الديمقراطيون بزعامة شولتز، ما بين 24,9 و25,8% من الأصوات، مقابل ما بين 24,2 و24,7% للاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل. وحل حزب الخضر في المرتبة الثالثة بحصوله على ما بين 14,7 و14,8% متقدما على الحزب الليبرالي الذي نال ما بين 11,2 و11,8% من الأصوات.

ويتنافس لنيل منصب المستشار في البلاد، مرشح ائتلاف حزبي "الاتحاد الديمقراطي المسيحي/ والاتحاد الاجتماعي المسيحي" (CDU / CSU)، لاشيت، خلفا للمستشارة لميركل المنتهية ولايتها بعد توليها المنصب لـ16 عاما. والمرشح عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، هو وزير المال ونائب المستشارة المنتهية ولايته، شولتز، وعن حزب الخضر المرشحة أنالينا بيربوك.

وأعلن الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، لارس كلينغبيل، أن الحزب قادر على تشكيل الحكومة المقبلة، في حين أقر المحافظون بـ"خسائر مريرة" في نتائج الانتخابات التشريعية، وفق الأمين العام للحزب، بول زيمياك.

وقال كلينغبيل "لدينا التفويض لتشكيل حكومة. (إن رئيس القائمة) أولاف شولتز سيصبح مستشارا"، وذلك بعدما توقعت الاستطلاعات فوز الاشتراكيين الديموقراطيين بـ26% من الأصوات مقابل 24% للمسيحيين الديمقراطيين، الذين تعرضوا لخسارة كبيرة مقارنة بالعام 2017، وفق ما أفاد زيمياك.

واعتبر أولاف شولتز عقب صدور الاستطلاعات أن الناخبين الألمان يريدونه "مستشارا مقبلا"، متحدثا عن "نجاح كبير". وقال شولتز "إنه نجاح كبير والليلة ستكون طويلة، هذا مؤكد"، مضيفا "ثمة أمر آخر مؤكد: إن عددا كبيرا من المواطنين اختاروا الحزب الاشتراكي الديمقراطي لأنهم يريدون تغيير الحكومة، وأيضا لأنهم يريدون أن يكون اسم المستشار المقبل أولاف شولتز".

بدوره، أكد مرشح المحافظين الألمان لمنصب المستشارية، لاشيت، أن الاتحاد المسيحي الديمقراطي يريد تشكيل الحكومة المقبلة رغم تراجع نتائجه في الانتخابات التشريعية، علما بأن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أعلن بدوره حصوله على تفويض لقيادة مفاوضات التشكيل.

وقال لاشيت: "سنبذل ما في وسعنا لتشكيل حكومة بقيادة الاتحاد" المسيحي الديمقراطي وحليفه البافاري الاتحاد المسيحي الاجتماعي، لكنه أكد أن المعسكر المحافظ "لا يمكن أن يكون راضيا" عن التراجع الذي تجلى في حصوله على ما بين 24,2 و24,7% من الأصوات، مقابل ما بين 24,9 و25,8 في المئة للاشتراكيين الديموقراطيين.

وفي انتخابات عام 2017، حصل ائتلاف المحافظين (CDU / CSU) على 32.9%، والحزب الاشتراكي الديمقراطي على 20.5%، وحزب البديل من أجل ألمانيا على 12.6%، والحزب الديمقراطي الحر على 10.7%، وحزب اليسار على 9.2%، وحزب الخضر على 8.9% من أصوات الناخبين.

ولم يسبق ان تراجعت نسبة الأصوات لصالح حزب المحافظين إلى ما دون عتبة 30%.

ومهما حدث، فإن النتائج التي تلوح في الأفق في ألمانيا تشير إلى ولادة جديدة غير متوقعة للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي كان يحتضر قبل بضعة أشهر؛ وقوبلت النتائج بفرح في مقر الحزب في برلين.

ومن المؤكد أن المسيحيين الديمقراطيين سيعانون نكسة غير مسبوقة ستؤدي إلى اضطرابات داخلية وتعد بخلافة معقدة لأنجيلا ميركل؛ وستكون النتيجة التي تقل عن 30% بمثابة "كارثة" وفقا لصحيفة "بيلد" الألمانية اليومية.

وتلقي هذه الانتكاسة بظلالها على نهاية عهد ميركل التي بقيت شعبيتها في أوجها بعد أربع ولايات لكنها أثبتت عدم قدرتها على الإعداد لخلافتها.

وإذا تم تأكيد هذا الاتجاه، فإن لدى شولتز الفرص الأكبر لخلافة ميركل، والشروع في "التغيير" الذي وعد به نهاية الحملة الانتخابية.

ومع ذلك، سيتعين على هذا الديمقراطي الاشتراكي الوسطي أن يؤلف ائتلافا من ثلاثة أحزاب، وهو سابقة في تاريخ ألمانيا المعاصر.

لذلك من المرجح أن تستمر المفاوضات أشهرا، ما يثير استياء شركاء أكبر اقتصاد أوروبي الذين يخشون شلل الاتحاد الأوروبي حتى أوائل العام 2022.

وقد يكون حزب الخضر الذي لم يخف خلال الحملة الانتخابية استعداده لدخول حكومة اشتراكية ديمقراطية، جزءا من المفاوضات.

والشريك الآخر المحتمل، هو حزب دي لينكه (يسار متطرف) الذي حصد وفقا لهذه الاستطلاعات حوالى 5% من الأصوات، لكن ليس من المضمون أن يتجاوز هذه العتبة وبالتالي إنقاذ مجموعته في البوندستاغ.

وكان شولتز منفتحا على المناقشات مع هذين الحزبين حول كل المواضيع تقريبا.

وقد تستمر المفاوضات أشهرا عدة، وبالتالي تؤخر المغادرة الفعلية لميركل البالغة 67 عاما وأمضت أكثر من 30 منها في المعترك السياسي.

التعليقات