تستعد إسرائيل لمواجهة هجوم صاروخي إيراني وشيك، وذلك بناء على معلومات استخباراتية تلقتها من الولايات المتحدة أميركية، اليوم الثلاثاء؛ وفيما عززت إسرائيل قيود الجبهة الداخلية، قال الجيش الإسرائيلي إنه "لا يرصد حاليا أي تهديد جوي من قبل إيران"، فيما أصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بيانا مصورا توجه من خلاله إلى المواطنين الإسرائيليين، وحثهم على "الالتزام الصارم بتعليمات الجبهة الداخلية"، مشيرا إلى "تحديات كبيرة في مواجهة المحور الإيراني".
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، في مؤتمر صحافي خاص عقده عصر اليوم، إنه "قبل قليل أبلغنا شركاؤنا في الولايات المتحدة أنهم يرصدون استعدادات من إيران لشن هجوم صاروخي على دولة إسرائيل في الوقت الزمني القريب؛ في هذه المرحلة لم نرصد أي تهديد جوي تم إطلاقه نحو إسرائيل من إيران. لقد تعاملنا مع مثل هذه التهديدات في الماضي وسوف نتعامل معها الآن أيضًا".
إسرائيل تهدد بعواقب وخيمة وتطالب سكان منطقة تل أبيب بالبقاء قرب الملاجئ
وأضاف أن "أنظمة الدفاع الجوي مستعدة بشكل كامل وطائرات سلاح الجو تكثف طلعاتها الجوية. نحن في ذروة استعدادنا هجوميًا ودفاعيًا. ستكون لعملية إطلاق صواريخ من إيران نحو إسرائيل تداعيات. ولكل حدث حديث"، وفيما دعا المواطنين إلى "مواصلة الانصياع إلى تعليمات الجبهة الداخلية"، قال في رد على سؤال حول إمكانية شن إسرائيل "هجوم استباقي لمنع هجوم إيراني": "لهجوم إيراني مباشر على إسرائيل ستكون عواقب وخيمة؛ لن أفصل أكثر".
وفي مؤتمر صحافي لاحق، قال هغاري إنه من المتوقع أن يكون الهجوم الإيراني واسعا، مشددا على ضرورة الالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية؛ بدوره، أجرى وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي، لويد أوستين، ناقشا خلالها "نوايا إيران مهاجمة إسرائيل، والتعاون العسكري للدفاع المشترك، وحق دولة إسرائيل في الدفاع عن نفسها واتخاذ إجراءات ضد أعدائها"، وشكر غالانت نظيره الأميركي على "التعاون الوثيق والتزامه الشخصي بأمن إسرائيل وتعزيز الاستقرار الإقليمي في مواجهة العدوان الإيراني".
وفي حين أعلن غالانت، أنه يعقد في هذه الأثناء جلسة مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، لتقييم الوضع الأمني، قال نتنياهو في بيانه المصور: "نحن في خضم معركة ضد محور الشر الإيراني. إن هذه أيام مليئة بالإنجازات الكبيرة والتحديات الكبرى. أفشلنا خطة حزب الله لاحتلال الجليل ونحن مصممون على إعادة سكان شمال البلاد إلى منازلهم بأمان. لكن بالمقابل، هناك تحديات كبيرة"، ودعا المواطنين إلى "الالتزام بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية بدقة، فهذا ينقذ الأرواح".
وأصدرت قيادة الجبهة الداخلية تعليمات طالبت من خلالها سكان منطقة "دان" (مدينة تل أبيب ومحيطها في وسط البلاد) بـ"البقاء قريبين من المناطق الآمنة التي يمكن الوصول إليها بسرعة عند الحاجة للحصول على الحماية اللازمة، مثل غرفة محصنة، ملجأ، أو غرفة داخلية"، وأوصت بـ"تجنب "التواجد بالخارج إلا للضرورة القصوى"، وأوضحت أنه "عند تلقي إنذار، يجب الدخول إلى المنطقة الآمنة والبقاء فيها لمدة 10 دقائق".
خلال 12 - 24 ساعة بواسطة صواريخ باليستية فرط صوتية
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إسرائيليين أن "الهجوم الإيراني المتوقع سيستهدف 3 قواعد جوية عسكرية إسرائيلية ومقرا للاستخبارات شمال تل أبيب ومن المتوقع أن يبدأ خلال الـ12 ساعة المقبلة"، فيما شدد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، على أن واشنطن "تتابع الأحداث في الشرق الأوسط عن كثب وملتزمة بالدفاع عن إسرائيل"؛ ونقلت "فوكس نيوز" عن مسؤول أميركي أن "إيران بدأت في تحريك منصات إطلاق الصواريخ لاستهداف إسرائيل؛ نتوقع أن يتم الهجوم خلال 12 إلى 24 ساعة".
ونقل موقع "واللا" عن مصدر غربي مطلع، قوله إنه "من المتوقع أن تهاجم إيران إسرائيل بصواريخ سريعة (باليستية فرط صوتية) وليس بطائرات مسيرة أو صواريخ كروز التي تتيح وقت إعداد طويل للدفاع والاعتراض"، وأشار المراسل السياسي للموقع إلى أن منظومة الإنذارات الإسرائيلية للتحذير من الهجوم ستتيح نحو 12 دقيقة للاستعداد لسقوط هذه الصواريخ. وذكر الموقع أنه "في إطار الاستعدادات للهجوم، قامت القوات الجوية بإخلاء قواعد عسكرية والمناطق السكنية المحيطة وتحويل مسار الطائرات. بالإضافة إلى ذلك، تم تقليل عدد المتواجدين في منطقة ‘غليلوت‘ (حيث مقر الموساد)".
وفي وقت سابق اليوم، قال مسؤول أميركي رفيع في إحاطة لوسائل إعلام إسرائيلية وأجنبية، إن "الولايات المتحدة لديها مؤشرات تفيد بأنّ إيران تستعد لشنّ هجوم وشيك بصاروخ باليستي" على إسرائيل. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، "نحن ندعم بنشاط الاستعدادات الدفاعية" الإسرائيلية، مؤكدا أنّ "هجوما عسكريا مباشرا من قبل إيران على إسرائيل ستكون له عواقب وخيمة" بالنسبة إلى طهران.
وشددت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية اليوم، القيود على المواطنين ووسعت المناطق التي تخضع لهذه القيود لتشمل مناطق القدس وتل أبيب والمستوطنات في الضفة الغربية والسهل الداخلي، وذلك بعد تقييم للوضع في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي في جنوب لبنان، الذي بدأ الليلة الماضية. وفرضت قيادة الجبهة الداخلية قيودا على الأنشطة العامة والتجمهرات في مناطق الكرمل، وادي عارة، شمال الضفة الغربية، منطقة تل أبيب، السهل الداخلي بما يشمل المثلث الجنوبي أيضا، القدس، والمناطق الواقعة بين جبل الخليل والسهل الساحلي.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، شنّت إيران هجوما صاروخيا غير مسبوق على إسرائيل ردا على استهداف قنصليتها في دمشق، وفي إطار الهجوم، تم إطلاق حوالي 100 صاروخ باليستي و170 طائرة بدون طيار، وتمّ اعتراض غالبية هذه الصواريخ بواسطة إسرائيل والولايات المتحدة وبالتعاون مع "دول المنطقة".
ويدرس صناع القرار في إسرائيل إمكانية شن "هجوم استباقي" على المنشآت النووية في إيران، في ظل تقديرات إسرائيلية أن هجوما كهذا لن يؤدي إلى تدمير جميع أجهزة الطرد المركزي، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في وقت سابق اليوم. ويدعي صناع القرار الإسرائيليون في إطار النقاش حول "هجوم استباقي" كهذا، أن قدرة إيران على الرد على هجوم إسرائيلي يستهدف منشآتها النووية "محدودة" حاليا، بزعم أن حزب الله وحماس تعرضا لضربات شديدة.
التعليقات