قُتل وأُصيب 7 عناصر من حزب الله اللبنانيّ، إثر قصف جويّ نفّذه الجيش الإسرائيلي، مساء الإثنين، مستهدفا محيط السيدة زينب، جنوب العاصمة السورية، فيما أقرّ الجيش الإسرائيلي بقصفه في دمشق، مشيرا إلى مهاجمة "أهداف تابعة لمقرّ استخبارات لحزب الله".
وأكّدت وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري، "سانا"، أن "معلومات أولية تفيد بعدوان إسرائيلي استهدف محيط السيدة زينب جنوب دمشق"، لتضيف لاحقا، نقلا عن مصدر عسكريّ، أنه عند نحو "الساعة 05:18 مساء اليوم، شنّ العدوّ الإسرائيلي، عدوانا جويا، من اتجاه الجولان السوري المحتل".
وذكر المصدر ذاته، أن الهجوم "استهدف عددا من المواقع المدنية جنوب دمشق، ما أدى إلى وقوع بعض الخسائر المادية".
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: "قتل عنصران، وأصيب 5 من حزب الله اللبناني بجراح خطيرة، نتيجة ضربات إسرائيلية على مزرعة في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق"، مشيرا إلى أنه "جرى إسعافهم من الموقع المستهدَف، ولا يعلم مصير الجرحى حتى الآن".
وأضاف أن إسرائيل "شنّت 3 ضربات، استهدفت 3 مزارع متفرقة في جنوب، وجنوب شرق السيدة زينب في محافظة ريف دمشق".
ونقل المرصد عن مصادر لم يسمّها، أن "إحدى المزارع المستهدَفة، كانت تستخدم كاستراحات ومعسكرات في أوقات سابقة، من قِبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله"؛ كما لفت إلى تنفيذ إسرائيل عمليات اغتيال عديدة في منطقة السيدة زينب، وجنوب دمشق.
قرب موقع القصف الإسرائيليّ في محيط #السيدة_زينب، جنوب العاصمة السورية #دمشق. #سورية
— موقع عرب 48 (@arab48website) November 4, 2024
للتفاصيل: https://t.co/0BNYAbzLkV pic.twitter.com/TmpPMnzpJZ
وذكرت وسائل إعلام سورية، أن العدوان الإسرائيلي، "استهدف ثلاثة مواقع؛ مدينة السيدة زينب، ومحيط فندق مطار دمشق الدولي، ومحيط بلدة نجها"، مشيرة إلى أن "المعلومات الأولية تشير لوقوع إصابات".
وتردّد دوي القصف في منطقة جرمانا المجاورة، وفق مصور لفرانس برس، في وقت توجهت سيارات إسعاف إلى المنطقة.
واستهدف القصف الاسرائيلي وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، منزلا داخل مزرعة في محيط منطقة السيدة زينب، "يستخدمه عناصر من حزب الله، والحرس الثوري الإيراني".
الجيش الإسرائيلي يقرّ بقصفه في دمشق: هاجمنا أهدافا تابعة لمقرّ استخبارات لحزب الله
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، مساء اليوم، إن "طائرات حربية لسلاح الجوّ، هاجمت أهدافًا إرهابية لركن الاستخبارات التابع لحزب الله داخل سورية، في عملية جوية، وبتوجيه استخباري من هيئة الاستخبارات العسكرية".
وذكر أن "ركن الاستخبارات، يعدّ الجهة الاستخبارية المركزية في حزب الله، المسؤولة عن بلورة صورة الاستخبارات لديه، وتقود الجهود الاستخبارية في التنظيم، وتتمتع بقدرات جمع المعلومات والكشف".
وأضاف أن "ركن الاستخبارات يقوم بتفعيل مكتب داخل سورية، يضمّ أنظمة جمع وتقييم، حيث عمل الركن بشكل مستقلّ، وبتوجيه مباشر من قائد ركن الاستخبارات، حسين علي هزيمة، الذي قضي عليه في بيروت قبل نحو شهر؛ كما قضي في الضربة التي استهدفت هاشم صفي الدين، وحسين علي هزيمة أيضا على محمود محمد شاهين مسؤول ركن الاستخبارات لحزب الله في سورية".
وزعم الجيش الإسرائيلي أن شاهين "كان عنصرًا مهمًا في التعاون بين حزب الله والمحور الإيراني، لتشكل عملية القضاء عليه ضربة إضافية للقدرات الاستخبارية لحزب الله".
العدوان الإسرائيلي الـ137 هذا العامّ
وأكد المرصد أنه "أحصى منذ مطلع العام 2024، 137 مرة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية، 111 منها جوية و 26 برية"، مشيرا إلى أن "تلك الضربات أسفرت عن إصابة وتدمير نحو 251 هدفا، ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر، ومقرات ومراكز، وآليات".
وتسبّبت تلك الضربات، "بمقتل 274 من العسكريين، بالإضافة لإصابة 206 آخرين منهم بجراح متفاوتة، والقتلى هم: 25 من الجنسية الإيرانية من الحرس الثوري، و54 من حزب الله اللبناني، و28 من الجنسية العراقية، و80 من الميليشيات التابعة لإيران من الجنسية السورية، و25 من الميليشيات التابعة لإيران من جنسية غير سورية، و62 من قوات النظام، بالإضافة لاستشهاد 51 من المدنيين بينهم 6 أطفال و13 سيدة بالاستهدافات الإسرائيلية بالإضافة لإصابة نحو 58 منهم، فضلا عن مقتل رجل الأعمال المقرب من إيران براء قاطرجي وابن عمه".
ووفق المرصد، فقد "توزعت الاستهدافات على الشكل التالي: 51 دمشق وريفها، و17 درعا، و41 حمص، و16 القنيطرة، و3 طرطوس، و5 دير الزور، و2 حلب، و4 حماة، و2 للاذقية، و2 للسويداء".
ولفت إلى أن "إسرائيل قد تستهدف بالمرة الواحدة أكثر من محافظة، وهو ما يوضح تباين عدد المرات مع عدد الاستهدافات".
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن أحد سكان المنطقة، قوله: "سمعت دوي ثلاثة انفجارات متتالية، كان أحدها شديد القوة، ثم شاهدت سحابة دخان سوداء كبيرة تتصاعد من أرض زراعية، غطت المباني المجاورة".
وتُعدّ السيدة زينب منطقة نفوذ لمجموعات موالية لطهران، ولحزب الله، والحرس الثوري الإيراني مقرات فيها، وفق المرصد.
انبعاث دخان من موقع القصف الإسرائيليّ في محيط #السيدة_زينب، جنوب العاصمة السورية #دمشق.#سورية
— موقع عرب 48 (@arab48website) November 4, 2024
للتفاصيل: https://t.co/0BNYAbzLkV pic.twitter.com/80anGs9Aw3
وفي سياق ذي صلة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن "آليات هندسية إسرائيلية تستأنف عمليات التجريف، وحفر الخنادق في المنطقة المحاذية للجولان السوري المحتل".
وأسفرت غارات إسرائيلية على منطقة القصير في وسط سورية، والقريبة من الحدود مع لبنان، بداية الشهر الجاري، إلى 10 أشخاص على الأقل، غالبيتهم مدنيون، بحسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، حينها.
وأفاد المرصد بوقوع ثلاث غارات إسرائيلية على مدينة القصير ومحيطها، استهدفت إحداها "مستودع أسلحة ومخزن وقود لحزب الله داخل المدينة الصناعية" في القصير، ما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين وثلاثة مقاتلين سوريين ينشطون مع حزب الله.
وكثفت إسرائيل، مؤخرا، وتيرة استهدافها لمناطق حدودية، تضم معابر بين لبنان وسورية، بينها القصير، ما أسفر بشكل رئيسي عن خروج معبرين رئيسيين من الخدمة هما معبر جديدة يابوس - المصنع، المعبر الرئيسي بين البلدين، ومعبر جوسيه - القاع.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، الخميس، إنه "يشنّ في الأشهر الأخيرة ضربات لتقليص محاولات نقل الأسلحة من إيران عبر سورية إلى حزب الله في لبنان"، متهما حزب الله "بإنشاء بنية لوجستية لنقل الأسلحة من سورية إلى لبنان عبر المعابر الحدودية".
وفرّ أكثر من نصف مليون شخص في لبنان متوجهين إلى سورية خلال شهر ونيف، منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الأخير على معاقل حزب الله في 23 أيلول/ سبتمبر.
التعليقات