أكّد الرئيس السوري خلال المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، الخميس، في خطاب هو الأوّل الذي يوجّهه للشعب السوري، بعد تولّيه الرئاسة، الأربعاء، فتح فصل جديد في تاريخ سورية، مشددا على أنه سيعمل لتحقيق الوحدة السورية.
وقال الشرع "سنعمل على تشكيل حكومة انتقالية شاملة، تعبّر عن تنوع سورية، برجالها ونسائها وشبابها، وتتولى العمل على بناء مؤسسات سورية الجديدة، حتى نصل إلى مرحلة انتخابات حرة نزيهة".
فيديو | خطاب الرئيس السوري #أحمد_الشرع في أول كلمة للشعب: نفتح فصلا جديدا في تاريخ #سورية.
— موقع عرب 48 (@arab48website) January 30, 2025
لتفاصيل أوفى: https://t.co/HziFtIlj4H pic.twitter.com/zQJYi3uCqm
وقال الشرع في خطابه للشعب السوري "إلى أبناء الشعب السوري الأبي أقف أمامكم اليوم بقلب ملؤه الأمل والعزيمة، موجها كلمتي إلى كل السوريين والسوريات، إلى من يعيشون في مخيمات التهجير، إلى النازحين واللاجئين، إلى الجرحى والمصابين، إلى عائلات الشهداء والمفقودين، إلى الناشطين الثوار الذين كرسوا حياتهم للنضال من أجل سورية الحرة".
وأضاف الشرع "أقف أمامكم اليوم بعد أربعة وخمسين يوما من تحررنا جميعا، تحرر سورية من قيود نظام مجرم جثم على صدورنا لعقود، أربعة وخمسون يوما مرت على زوال أربعة وخمسين عاما من أحلك أشكال الحكم الاستبدادي في تاريخ سورية والعالم أجمع".
وذكر أن "سورية تحررت بفضل الله أولا، ثم بفضل كل إنسان ناضل في الداخل والخارج، كل إنسان ضحى بروحه ودمه، ومنزله وماله، وأمنه وأمانه".
وأضاف أنها "تحررت بالشهداء، والمعتقلين والمعتقلات، والمعذبين والمعذبات، والمفقودين والمفقودات، وجميع أمهاتهم الثكالى وأهلهم المكلومين، بسبب تضحياتهم وتضحياتكم جميعا أقف هنا اليوم، لنفتح معا فصلا جديدا في تاريخ بلدنا الحبيب".
وقال الشرع "انطلق هذا النصر من حناجر المتظاهرين وهتافات المحتجين في الساحات والميادين، انطلق من أنامل حمزة الخطيب وأهازيج المظاهرات، وآهات المعتقلين والمعذبين في أقبية تدمر وصيدنايا وفرع فلسطين، واستمر بتضحيات الثوار الذين حرروا أرض سورية، رغم سنوات من عذابات الصواريخ والبراميل والكيماوي، فلم ينثنوا ولم ينكسروا".
رئيسا لسورية
وذكر الرئيس السوري "تسلمت بالأمس مسؤولية البلاد، وذلك بعد مشاورات مكثفة مع الخبراء القانونيين لضمان سير العملية السياسية، ضمن الأعراف القانونية، وبما يمنحها الشرعية اللازمة".
وأضاف "من هنا، أخاطبكم اليوم بصفتي رئيسا لسورية في هذه الفترة المصيرية، سائلا الله أن يوفقنا جميعا للنهوض بوطننا، وتجاوز التحديات التي نواجهها، ولن يكون ذلك، إلا بتكاتف الجميع شعبا وقيادة".
وقال الشرع "أحدثكم اليوم لا كحاكم بل كخادم لوطننا الجريح، ساعيا بكل ما أوتيت من قوة وإرادة لتحقيق وحدة سورية ونهضتها، مستصحبين جميعا أن هذه مرحلة انتقالية، وهي جزء من عملية سياسية تتطلب مشاركة حقيقية لكل السوريين والسوريات، في الداخل والخارج، لبناء مستقبلهم بحرية وكرامة، دون إقصاء أو تهميش".
حكومة انتقالية شاملة ولجنة تحضيرية لمؤتمر حوار وطنيّ
وذكر الرئيس السوري "سنعمل على تشكيل حكومة انتقالية شاملة، تعبر عن تنوّع سورية برجالها ونسائها وشبابها، وتتولى العمل على بناء مؤسسات سورية الجديدة، حتى نصل إلى مرحلة انتخابات حرة نزيهة".
وأشار إلى أنه "استنادا لتفويضي بمهامي الحالية وقرار حل مجلس الشعب، فإنني سأعلن عن لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغّر، يملأ هذا الفراغ في المرحلة الانتقالية".
وأضاف "سنعلن في الأيام القادمة عن اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، والذي سيكون منصة مباشرة للمداولات والمشاورات واستماع مختلف وجهات النظر حول برنامجنا السياسي القادم".
وأضاف الشرع أنه "بعد إتمام هذه الخطوات، سنعلن عن الإعلان الدستوري ليكون المرجع القانوني للمرحلة الانتقالية".
وقال الرئيس السوري "تسلمت مسؤولية البلاد بعد مشاورات مكثفة مع الخبراء القانونيين".
رسم الأولويّات
وقال الشرع "سنركز في الفترة القادمة على رسم أولوياتنا ضمن الآتي: تحقيق السلم الأهلي، وملاحقة المجرمين الذين ولغوا في الدم السوري، وارتكبوا بحقنا المجازر والجرائم، سواءً ممن اختبؤوا داخل البلاد، أو فروا خارجها، عبر عدالة انتقالية حقيقية".
وأضاف "إتمام وحدة الأراضي السورية؛ كل سورية، وفرض سيادتها تحت سلطة واحدة وعلى أرض واحدة، وبناء مؤسسات قوية للدولة، تقوم على الكفاءة والعدل، لا فساد فيها ولا محسوبية ولا رشاوى".
وذكر أنه سيتمّ "إرساء دعائم اقتصاد قوي، يعيد لسورية مكانتها الإقليمية والدولية، ويوفر فرص عمل حقيقية كريمة، لتحسين الظروف المعيشية، واستعادة الخدمات الأساسية المفقودة".
وأضاف الشرع "يا أبناء سورية الحرة؛ إن بناء الوطن مسؤوليتنا جميعا، وهذه دعوة إلى السوريين جميعهم، للمشاركة في بناء وطن جديد، يُحكم فيه بالعدل والشورى".
وتابع الرئيس السوري "معا، سنصنع سورية المستقبل، سورية منارة العلم والتقدم، وملاذ الأمن والاستقرار، سورية الرخاء والتقدم والازدهار، سورية التي تمد يدها بالسلام والاحترام، ليعود أهلها إلى وطن عزيز كريم، مزدهر آمن مطمئن بإذن الله".
يأتي ذلك فيما كان الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية في سورية، العقيد حسن عبدالغني، قد أعلن الأربعاء، تولية أحمد الشرع، رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية، على أن "يقوم بمهام رئاسة الجمهورية العربية السورية، ويمثلها في المحافل الدولية".
وقبل تعيينه رئيسا للجمهورية السورية، أكّد الشرع، مساء الأربعاء، أن "ما تحتاجه سورية اليوم أكثر مما مضى، فكما عزمنا في السابق على تحريرها، فإن الواجب هو العزم على بنائها وتطويرها"، مشدّدا على أن "النصر، لهو تكليف بحدّ ذاته، فمهمّة المنتصرين ثقيلة، ومسؤوليتهم عظيمة"، فيما أكّد وزير الخارجية السوري، أسعر الشيباني على تمكّن دمشق من الحصول على استثناءات، وتعليق عقوبات أميركية وأوروبية.
وكان الشرع، قد حدّد الأربعاء، 5 أولويات لبلاده في الفترة المقبلة بعد إنهاء حكم عائلة الأسد.
وجاء خلال فعاليات "مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية" بقصر الشعب الرئاسي بالعاصمة دمشق، وسط حضور موسع من الفصائل العسكرية وقوى الثورة السورية، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "سانا".
وذكر الشرع أن الأولويات هي "ملء فراغ السلطة، والحفاظ على السلم الأهلي، وبناء مؤسسات الدولة، والعمل على بناء بنية اقتصادية تنموية، واستعادة سورية لمكانتها الدولية والإقليمية".
وقال "كسرنا القيد بفضل الله، وحُرر المعذبون (من المعتقلين بسجون نظام الأسد)، ونفضنا عن كاهل الشام غبار الذل والهوان، وأشرقت شمس سورية من جديد".
وأضاف أن "الصفة المتعارف عليها في الحرب والمعركة العسكرية هي الخراب والدمار وسفك الدماء غير أن نصر سورية، تحقق وملؤه الرحمة والعدل والإحسان عند القدرة".
وشدّد على أن "ما تحتاجه سورية اليوم، أكثر مما مضى، فكما عزمنا في السابق على تحريرها فإن الواجب هو العزم على بنائها وتطويرها".
ولفت إلى أن "النصر لهو تكليف بحد ذاته، فمهمة المنتصرين ثقيلة ومسؤوليتهم عظيمة".
وتابع "فكما عزمنا في السابق على تحرير سورية، فإن الواجب هو العزم على بنائها وتطويرها".
التعليقات