عرابة: مظاهرة قُطرية مناهضة للعنف والجريمة

انطلقت المظاهرة القُطرية لمناهضة العنف والجريمة في المجتمع العربي، بعد ظهر اليوم الجمعة، من أمام المسجد القديم (البلدية القديمة) باتجاه ساحة السوق في مدينة عرابة البطوف.

عرابة: مظاهرة قُطرية مناهضة للعنف والجريمة

مظاهرة عرابة، اليوم (تصوير "عرب 48")

انطلقت المظاهرة القُطرية لمناهضة العنف والجريمة في المجتمع العربي، بعد ظهر اليوم الجمعة، من أمام المسجد القديم (البلدية القديمة) باتجاه ساحة السوق في مدينة عرابة البطوف.

وتقدم المظاهرة عدد من قيادات من لجنة المتابعة العليا والأحزاب والحركات السياسية واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، ونواب القائمة المشتركة، وشخصيات دينية واجتماعية. 

ورفع المتظاهرون لافتات وأطلقوا هتافات منددة بالعنف والجريمة وتقاعس الشرطة الإسرائيلية في محاربة جرائم القتل، وأخرى داعية إلى التسامح والحوار بين أبناء المجتمع. 

وجاءت هذه المظاهرة "واجبنا نتوحد ضد العنف" بمبادرة من لجنة المتابعة وبالتنسيق والتعاون مع بلدية عرابة البطوف، ضمن مجموعة من الإجراءات والنشاطات بهدف مكافحة العنف والتصدي له في المجتمع العربي، بعد سلسة من الأحداث والجرائم التي شهدناها في الأيام الأخيرة. 

وبعد وصول المتظاهرين إلى ساحة السوق، ألقيت عدة كلمات مناهضة للعنف والجريمة، وأدار المهرجان الخطابي الأستاذ سعيد ياسين.

بركة: يد للسلطة في كل جريمة

وقال رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة: "نحن نعول على أنفسنا وعلى شعبنا. نحن نتحدث عن 1300 شخص قتلوا في مجتمعنا، ومعظمهم بواسطة السلاح، وهناك يد للسلطة في كل جريمة من هذه الجرائم. السلطة لا تريد.. بل تريد استمرار الجريمة في المجتمع العربي، نحن نحمل الشرطة والدولة مسؤولية انتشار العنف والجريمة، خاصة ونحن نعرف أن السلاح في معظمه يأتي من الجيش، والشرطة تعرف أين توجد كل قطعة سلاح، وما يحدث يشير إلى علاقة وثيقة بين المؤسسة وعصابات الإجرام، وهذه العلاقة واضحة، وهذا ما نشعره".

وأضاف أن "هذا لا يعفينا من واجبنا التربوي والرعوي لأبنائنا، نعول على جهاز التربية والتعليم، على المساجد والكنائس".

وختم بركة بالقول إنه "من الضروري أن تستعيد الأحزاب مكانتها، متى تنشط الحياة القافية والسياسية يتراجع العنف وتتقلص مساحة الجريمة. إذا عززنا الحراك السياسي والثقافي والروح الوطنية يتراجع العنف". 

زعبي: المكان الوحيد الذي تسمح لنا فيه إسرائيل بـ’حكم ذاتي’ هو المرجعية على الجريمة

وتطرقت النائبة عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، حنين زعبي، في كلمتها إلى عصابات الإجرام المنظم، وتساءلت "هل نحن أمام حالة إجرام وجريمة عادية، أم هي حالة مأسسة للجريمة؟ وهذه هي الحقيقة. نحن لسنا مجتمعا عنيفا بطبعه، ولكن هناك حالة لمأسسة الجريمة من قبل الشرطة".

وأضافت: "نحن سلبنا من أرضنا وطننا ومواردنا، والآن نسلب من مرجعياتنا. اليوم نحن في نزاع على من يسيطر على القرار وعلى الأمان وعلى الشأن اليومي، هل هي القيادات الوطنية والأحزاب الوطنية والمؤسسات الوطنية أم عصابات الجريمة والعالم السفلي وسلطة إسرائيل؟ إن المكان الوحيد الذي تسمح لنا فيه إسرائيل بـ’حكم ذاتي’ هو المرجعية على الجريمة، ونحن في معركة مع هذه المرجعية".

وأكدت أنه "لا يمكن لمجتمع يريد تحصين نفسه من العنف والجريمة أن يسمح بالتعاون مع عصابات الجريمة ومنحها مرجعية حياتنا اليومية".

وانتقدت زعبي لجان الصلح الذي يكون دورها في كثير من الأحيان حماية الجاني ومنع الردع والعقاب، كما انتقدت لجوء البعض إلى عصابات الجريمة في نزاعتنا ودورها في انتخابات السلطات المحلية.

وختمت زعبي كلمتها بالمطالبة بعقد اجتماعي بين الأحزاب والمؤسسات الوطنية واستعادة المرجعية لإدارة شؤوننا اليومية من قبل الأحزاب والمؤسسات الوطنية.

عاصلة: مجتمعنا يئن تحت وطأة العنف في ظل تهديد أمنه اليومي

وألقى د. ناصيف عاصلة، قريب ضحية جريمة القتل زيد عاصلة، كلمة شدد فيها على خُلق الإسلام الذي يحرّم قتل النفس، ويدعو للتسامح والمحبة، واصفا حال المجتمع العربي اليوم بأنه يئن تحت وطأة العنف في ظل تهديد أمنه اليومي.

52 عربيا وعربية ضحايا جرائم القتل في البلاد منذ مطلع العام

يُستدل من المعطيات المتوفرة أن عدد ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي بالبلاد ارتفع إلى 52 ضحية بينها 12 امرأة، قتلوا في جرائم غالبيتها نفذت بإطلاق النار وطعن بالسكين منذ مطلع العام الجاري 2018.

وطال العنف عرابة البطوف حيث قُتل ابنها زيد أحمد الشيخ داود عاصلة (37 عاما) في جريمة طعن تعرض لها صباح يوم الجمعة الموافق 23.11.2018.

وكانت آخر ضحايا جرائم قتل النساء قبل مقتل إيمان عوض في عكا يوم الثلاثاء الماضي الموافق 11.12.2018، يارا أيوب من قرية الجش، ومنال الفريزات من عشيرة أبو رقيق بمنطقة النقب. ومن بين الضحايا 4 نساء وفتيات من مدينة يافا: سمر خطيب، الشقيقتان حياة ونورا ملوك، وفاديا قديس.

كما تضم قائمة الضحايا كلا من زبيدة منصور وريما أبو خيط من مدينة الطيرة، رسمية طه-مصالحة من دبورية، نورا أبو صلب من قرية خشم زنة غير المعترف بها في النقب وعفاف الجرجاوي من بلدة شقيب السلام.

وأشار تقرير صدر، مؤخرا، عن مراقب الدولة ونشر في آب/ أغسطس الماضي، أن عدد قتلى جرائم إطلاق النار في المجتمع العربي وصل إلى أكثر من 1236 قتيلا منذ العام 2000.

وتبين من الإحصائيات المتوفرة أن 69 عربيا بينهم 10 نساء سقطوا ضحايا جرائم قتل في العام الماضي 2017.

وتزداد الجرائم وأعمال العنف في البلدات العربية ولا تأبه الحكومة الإسرائيلية لذلك حيث قررت، مؤخرا، تقليص مبلغ 400 مليون شيكل من ميزانية خطة محاربة الجريمة في المجتمع العربي للعام 2018.

التعليقات