بومبيو: "الضم" قرار خاص بإسرائيل

اعتبر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن تنفيذ إجراءات ضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة إلى "سيادة" إسرائيل، قرار يعود اتخاذه إلى إسرائيل؛ وذلك في تصريحات تعبر عن دعمه العملي لهذه الخطوة، صدرت عنه مساء اليوم، الأربعاء.

بومبيو:

(أ ب أ)

اعتبر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن تنفيذ إجراءات ضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة إلى "سيادة" الاحتلال الإسرائيلي، قرار يعود اتخاذه إلى الحكومة الإسرائيلية الجديدة؛ وذلك في تصريحات تعبر عن دعمه العملي لهذه الخطوة، صدرت عنه مساء اليوم، الأربعاء.

بومبيو (أ ب)

وقال بومبيو خلال مؤتمر صحافي في واشنطن إن "ضم مناطق في الضفة الغربية قرار سيتعين على إسرائيل اتخاذه في نهاية المطاف"، معبرًا عن "سعادته" بتشكيل حكومة إسرائيلية "متكاملة"، بعد ثلاث جولات انتخابية دون حسم، و484 يوما من عمل حكومة تسيير أعمال انتقالية ترأسها بنيامين نتنياهو.

وحول موقفه الشخصي من هذه الخطوة، قال وزير الخارجية الأميركي إنه الحكومة الإسرائيلية الجديدة عليه في غرف مغلقة، بعيدا عن وسائل الإعلام، مشددًا على أن الولايات المتحدة ستناقش هذه المسألة مع الإسرائيليين، و"سوف نعمل معهم عن كثب لعرض وجهات نظرنا".

عبّاس يهدد بإلغاء الاتفاقات

من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تصريحات متلفزة، مساء الأربعاء، إن إدارته ستعتبر كل الاتفاقات والتفاهمات مع إسرائيل والولايات المتحدة "لاغية تماما" إذا أعلنت إسرائيل ضم أي جزء من أراضي الضفة الغربية المحتلة.

وأضاف عباس قائلا "أبلغنا جميع الجهات الدولية المعنية بما في ذلك الحكومتين الأميركية والإسرائيلية بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي إذا أعلنت إسرائيل ضم أي جزء من أراضينا، وسوفَ نعتبر كلَّ الاتفاقات والتفاهمات بيننا وبين هاتين الحكومتين لاغية تماما".

وتابع: "لا يَتَوهَّمَنَّ أحد أنه يستطيع أنْ يستغل انشغال العالم بأزمة الوباء التي يواجهُها اليومَ للانقضاضِ على حقوقِنا الوطنية". وأضاف "نحنُ بالمرصاد لكل من تسول له نفسه أن يتلاعب بحقنا، أو يتجاوزَ قرارنا الوطني الثابت المتمسكَ بإقامةِ دولتِنا الحرةِ المستقلةِ في أرضِنا وعاصمتُها القدسُ الشرقيةُ".

قلق أممي إزاء ضم إسرائيلي محتمل لأراض فلسطينية

وجددت الأمم المتحدة، مساء اليوم، الإعراب عن قلقها من احتمال ضم إسرائيل أراضٍ فلسطينية. وحول موقف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتريش، من تصريح بومبيو، قال المتحدث باسم المنظمة الدولية، ستيفان دوجاريك: "مواقفنا في هذا الصدد واضحة ولم تتغير".

وأضاف دوجاريك، في مؤتمر صحافي عبر دائرة تليفزيونية مغلقة: "لقد أعرب السيد أنطونيو غوتيريش و(المبعوث الخاص بعملية السلام نيكولاي) ميلادينوف من قبل مرارًا عن قلقهما إزاء أي ضم محتمل لأرضٍ فلسطينية إلى إسرائيل".

وتابع: وسيقدم ميلادينوف "إفادة إلى مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع، وسيعرض موقفًا مفصلًا إزاء هذا الموضوع". علما بأن المجلس يعقد، غدا الخميس، جلسته الدورية حول الحالة في الشرق الأوسط، بما فيها القضية الفلسطينية.

يأتي ذلك في أعقاب توقيع نتنياهو، ورئيس الكنيست، بيني غانتس، مساء الإثنين الماضي، على اتفاق تشكيل الحكومة، أهم ما فيه أن "فرض السيادة الإسرائيليّة" على مناطق في الضفة الغربية المحتلة سيكون بدءًا من الأول من تموز/ يوليو المقبل.

وينص الاتفاق الائتلافي بين غانتس ونتنياهو على أن ضم مناطق في الضفة المحتلة لسيادة "إسرائيل" وفرض القانون الإسرائيلي عليها بموجب خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتسوية مزعومة للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، المعروفة باسم "صفقة القرن"، سيتم بعد "التشاور" مع غانتس وبموافقة الأميركيين، فيما سيمنح أعضاء الكنيست من الكتلتين حرية التصويت في الحكومة على القرارات المتعلقة.

كما نص البند الذي يتعلق بفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة المحتلة، أن "رئيس الحكومة ورئيس الحكومة المستقبلي (في إشارة إلى غانتس ونتنياهو) سيعملان بالاتفاق التام مع الولايات المتحدة وإدارة حوار مع المجتمع الدولي، مع الحفاظ على المصالح الإستراتيجية الإسرائيلية واتفاقات السلام".

وكان غانتس قد أعلن تأييده لـ"صفقة القرن"، لكنه قال إنه يجب تنفيذ ضم غور الأردن والمستوطنات إلى إسرائيل "بموافقة دولية" وموافقة الأردن ومصر، الموقعتين على اتفاقيتي سلام مع دولة الاحتلال. والتنازل الذي قدمه غانتس في المفاوضات الائتلافية حول هذه القضية يتمثل بمنح حرية تصويت لأعضاء الكنيست من حزب لدى طرح موضوع الضم في الكنيست، علما أنه يتوقع في هذه الحالات أن تؤيد أغلبية أعضاء الكنيست مخطط ضم كهذا.

التعليقات