22/02/2005 - 14:55

عائلة نسرين البحيري من رهط تنفي الادعاء بأنها انتحرت!

-

عائلة نسرين البحيري من رهط تنفي الادعاء بأنها انتحرت!
نفت عائلة المرحومة نسرين البحيري من رهط، ما نشر أمس (الاثنين)، على لسان طاقم نجمة داؤود الحمراء، من انها ألقت بنفسها في الشارع وانتحرت اثر تبليغها نبأ وفاة طفلها المرحوم بشار أشرف البحيري، عن عمر أربعة أشهر. واتهمت العائلة طاقم نجمة داوود الحمراء بالاهمال وافتقاده للمشاعر في تعامله مع القضية.

وقال ضويحي البحيري، شقيق زوج المرحومة، في حديث مع موقع "عرب 48": "إن الطاقم ابلغ زوجة أخي بشكل يفتقد الى أية مشاعر نبأ وفاة طفلها في الشارع العام، ما ادى الى اصابتها بحالة هيجان ادت بالتالي الى اصابتها من قبل سيارة كانت تمر بالمكان ومقتلها". ونفى ادعاء منظمة "نجمة داؤود الحمراء" بأن نسرين اقدمت على الانتحار وألقت بنفسها أمام السيارة.

وقال ضويحي، "قامت بالاتصال بزوجها أشرف، وحين تلقى النبأ طلب منها التوجه إلى المركز الطبي في رهط. نسرين استدعت جارنا الدكتور إبراهيم الزبارقة الذي فحص الطفل واعلن لها عن وفاته، ولكنها لم تصدقه. على بعد سبعة كيلومترات عن بئر السبع، وفي شارع مليء بالسيارات، أعلنوا عن وفاة طفلها. هذا إهمال من قبل الطاقم الطبي. لماذا لم ينتظروا حتى يصلوا جميعًا إلى المستشفى وهناك يتم تبليغها؟ أين الإنسانية في اعلان وفاة طفل لوالدته في شارع عام؟".

وكانت المرحومة نسرين قد لقيت مصرعها، يوم الأحد، أثر دهسها من قبل سيارة خاصة كانت تقودها امرأة من لهافيم في النقب، وذلك عند مفرق "غورال" بين لهافيم وبئر السبع.
وبدأت المأساة عند الساعة السابعة تقريبًا، حين وجدت نسرين البحيري (21 عامًا) طفلها الرضيع بشّار (أربعة اشهر) لا يتحرك في سريره. وكان على ما يبدو توفي ليلة الأحد-الاثنين نتيجة "موت سريري". وقامت الام باستدعاء الطبيب إبراهيم الزبارقة، يسكن على مقربة من بيتها، ففحص الطفل، وابلغها نبأ وفاته. وبادر الطبيب الى الاتصال بشرطة رهط، واعلمها بحادث الوفاة، وذلك لتحضير شهادة وفاة للطفل.

إلا أن الأم لم تصدق على ما يبدو ما حل بطفلها، فقامت مع والدة زوجها بنقله بواسطة سيارة تابعة لقريبها، إلى مركز الإسعاف في مدينة رهط. وبما أن من يعملون في المركز لا يستطيعون الإعلان عن الوفاة، حيث لا يوجد طبيب، نقل الطاقم الطبي في المستوصف الطفل إلى سيارة إسعاف عادية وقام بمحاولات لانعاشه، وفي المقابل تم الاتصال بسيارة العناية المكثفة من مدينة بئر السبع، وبالفعل التقت سيارة العناية المكثفة بسيارة الاسعاف القادمة من مدينة رهط على الطريق العام، الواصل بين رهط وبئر السبع، وتحديدا عند مفرق "غورال" الذي يبعد سبعة كليومترات عن المدخل الشمالي لمدينة بئر السبع.

ونقل الطاقم الطبي الطفل الى سيارة العناية المكثفة، وقد لاحظ الطبيب المرافق أن الطفل فارق الحياة قبل فترة، وأعلن في الحال عن وفاته لمرة ثانية خلال ساعة واحدة.
وحسب ما ادعاه طاقم سيارة الاسعاف، فقد أصيبت الأم بحالة من الحزن الشديد وبدأت تصرخ بأن لا معنى لحياتها بعد وفاة طفلها وقالت "أريد الموت! أريد الموت!"، و"قد سمعها سائق الإسعاف، وهو عربي من مدينة رهط، فقام بأخذها إلى سيارة الإسعاف هي وحماتها، التي بدأت هي الأخرى بتهدئة روعها وأن لا تنسى طفلها فتحي الموجود في البيت، والذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات، ويجب ان ترعاه وأنها شابة تستطيع الإنجاب" وما إلى ذلك.

وحسب ادعاء طاقم نجمة داؤود الحمراء، هدأت الأم بعد ربع ساعة، وفي الوقت الذي كان الطاقم الطبي يسجل فيه تفاصيل الطفل المرحوم، قفزت الأم من سيارة الإسعاف باتجاه الطريق السريع المؤدي الى بئر السبع، والقت بنفسها أمام إحدى السيارات المارة قبل ان ينجح سائق سيارة الإسعاف العربي بإيقافها، والذي عرض حياته هو الآخر للخطر. وبعد فحص الام من الطاقم الطبي في المكان اتضح انها توفيت هي الاخرى.

أما الجدة فرأت بأم عينيها كيف يقرر الأطباء وفاة حفيدها ووفاة زوجة ابنها الشابة.

وقال يهودا شوشان، مدير قسم الإسعاف في بئر السبع والنقب، "لقد عرض سائق الإسعاف حياته للخطر حين حاول انقاذ الأم. لقد كانت المأساة مزدوجة بالنسبة لوالدة الأم، التي شاهدت وفاة ابنتها وحفيدها".

الا ان أقرباء المرحومة قالوا لموقع "عرب 48"، انه كان بامكان طاقم سيارة الاسعاف ان يصبر حتى الوصول الى المستشفى وهناك تبليغ النبأ الى الأم، فيمنع بالتالي مقتلها، واكدوا أن الحديث عن إهمال من جانب الطاقم الطبي.

التعليقات