06/08/2005 - 07:00

عشرات الالوف يشيعون شهداء شفاعمرو:ميشيل بحوث ونادر حايك وهزار ودينا تركي

عشرات الوف الرجال والنساء انطلقوا في مسيرة تظاهرية حزنا وغضبا على المجزرة الرهيبة* الاعلام الفلسطينية والرايات السوداء في مقدمة المشيعين* القاصد الرسولي ينقل رسالة من البابا

عشرات الالوف يشيعون شهداء شفاعمرو:ميشيل بحوث ونادر حايك وهزار ودينا تركي

في أضخم مسيرة تظاهرية يشهدها المجتمع العربي الفلسطيني في منطقة 48، منذ مسيرات تشييع شهداء هبة الأقصى في اكتوبر 2000، شيع عشرات آلاف المواطنين الفلسطينيين في الداخل ومعهم المئات من نشطاء الحركات اليسارية اليهودية، شهداء الخميس الدامي في شفاعمرو، ميشيل بحوث ونادر حايك وهزار ودينا تركي الذين استشهدوا، مساء الخميس، في المجزرة الرهيبة التي ارتكبها مستوطن اسرائيلي يرتدي زي الجيش الاسرائيلي، داخل حافلة ركاب في المدينة.

وقد انطلقت مسيرة التشييع قرابة الساعة الثانية بعد ظهر الجمعة (05/08/2005) ، بمشاركة عشرات الالوف من الرجال والنساء من المواطنين العرب من جميع انحاء البلاد ونشطاء حركات اليسار اليهودية، من بيت عائلة الشهيدتين هزار (23 عاما) ودينا (21 عاما) تركي، في حي الفوار باتجاه المقبرة الاسلامية في المدينة، يتقدمها حملة الأعلام السوداء والاعلام الفلسطينية والأكاليل. وقام عشرات طواقم وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والصحف بتغطية المسيرة ونقل مشاعر الغضب العارم.

وعلى امتداد المسيرة، من بيت عائلة تركي وحتى المقبرة الاسلامية كانت وفود المشيعين التي وصلت من مختلف انحاء منطقة 48 تنضم الى البحر البشري الهادر، وتحولت المسيرة الجنائزية الى تظاهرة شعبية عارمة رددت خلالها هتافات وطنية تحيي الشهداء وتندد بالمجرة الرهيبة وبسياسة الاستيطان والاحتلال والعنصرية التي تديرها المؤسسة الاسرائيلية ضد الاقلية العربية الفلسطينية في الداخل.
.

وبعد اداء صلاة الجنازة على الشهيدتين في المقبرة الاسلامية ووري جثمانهما الطاهر في قبر واحد جمع بينهما كما جمعتهما الحياة معا، فيما كان الوف المشييعين خارج المقبرة يرددون الهتافات الوطنية.

وبعد مواراة جثمان الشهيدتين انطلق المشيعون في مسيرة تظاهرية على طول شارع الناصرة القديم، داخل شفاعمرو، باتجاه ساحة باب الدير ، مرورا بدوار البلدية، حيث كان في استقبالهم هناك الاف المشيعين الذين غصت بهم ساحة وكنيسة اللاتين حيث وضع جثمان الشهيدين ميشيل بحوث (56 عاما) سائق الحافلة، ونادر حايك (55 عاما). وفي ساحة باب الدير، اطلق المشيعون الهتافات تحية للشهداء وامهاتهم، وانطلقت الزغاريد مع خروج المسيرة الجنائزية من كنيسة اللاتين.

وعلى امتداد الشارع الرئيسي وصولا الى كنيسة الروم الكاثوليك حيث اقيم القداس الجنائزي، كانت الوف النساء الباكيات والأطفال وحملة الزهور تتابع المسيرة. وفي مشهد مؤثر شارك العشرات من سائقي الحافلات العاملين في شركة "ايغد" للنقل في الجنازة بلباسهم الرسمي، حيث حملوا نعش الشهيد ميشيل بحوث سائق الحافلة التي وقعت فيها المجزرة.

كذلك شارك في المسيرة القاصد الرسولي، ممثل البابا في الاراضي المقدسة الذي القى كلمة باسم البابا بنديكتوس السادس عشر امام المشيعين.

وقال القاصد الرسولي "جئت لابلغكم بان قداسة البابا يصلي في هذا الوقت من اجل موتانا الاعزاء ويرسل تعازيه وبركاته للعائلات الثكلى ولجميع سكان هذه المدينة".

واضاف "كممثل للكرسي البابوي اقول لكم لا تلجأوا الى الثأر.

"اعرف ان السيطرة على انفسنا ليس سهلا لكني اطلب هذا باسم السيد المسيح وبصفتنا من تلامذته".

واستنكر القاصد الرسولي المجزرة الرهيبة وقال "اذا ارادوا بهذا العمل ان يخلقوا في الجليل سبب انقسام فالجواب المسؤول يجب ان يكون // لا، نرفض هذا التصرف//".

وبعد اقامة القداس الجنائزي في الكنيسة والقاء بعض الكلمات والمواعظ، انطلقت المسيرة الجنائزية صوب المقبرة المسيحية بالقرب من مبنى بلدية شفاعمرو، حيث ووري جثمان الشهيدين الثرى.

وكان المجلس البلدي في مدينة شفاعمرو قد عقد، صباح يوم الجمعة، اجتماعا طارئا له في اعقاب المجزرة، وناقش الاستعدادات لتشييع الشهداء.

وشارك في الاجتماع اعضاء المجلس البلدي بحضور رجال الدين عن الطوائف الثلاث وممثلو الهيئات الشعبية في المدينة، حيث تقرر ما يلي:

- تشييع جثماني الشهيدتين الشابتين الشقيقتين هزار ودينا تركي من بيتهما الكائن في حي الفوار الى مثواهما الاخير في المقبرة الاسلامية عند تمام الساعة الثانية من بعد ظهر الجمعة، حيث ستؤدى عليهما صلاة الجنازة ويوارى جثمانيهما الثرى.
ومن هناك انطلق المشيعون الى ساحة باب الدير حيث جرى تشييع جثماني الشهيدين ميشيل بحوث ونادر حايك، عند الساعة الرابعة بعد الظهر، من كنيسة الكاثوليك حيث اقيم قداس جنائزي ومن ثم شيع جثمانيهما الى مقبرة الكاثوليك.

-وقد قرر المجلس البلدي التوجه الى رجال الدين من كافة الطوائف في المدينة للتأكيد على وحدة الاهالي في شفاعمرو التي تجلت في ابهى صورها امس، والتأكيد على استمرارية الحياة المشتركة.

-وبموجب قرار المجلس البلدي تم عند الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم رفع الاذان في جميع مساجد شفاعمرو وقرع اجراس الكنائس حدادا على ارواح الشهداء الابرار الذين سقطوا في المجزرة الرهيبة.

واكد المشاركون في الاجتماع الطاريء استنكارهم وغضبهم الشديد جراء وقوع المجزرة التي اعتبروا انها اصابت جميع المواطنين العرب في الداخل الذين توحدوا حول هذا المصاب. وحما بعض المتحدثين المسؤولية عن المجزرة الرهيبة لحكومة الاسرائيل الراعي الاول للاستيطان وللعنصرية الحاقدة التي تربى عليها الارهابي اليهودي.

ويذكر ان مسؤولين في مؤسسة التأمين الوطني ابلغوا بلدية شفاعمرو بان الشهداء هم ضحايا عملية ارهابية وان المؤسسة ستعترف بهم كضحايا عمليات ارهابية وستعوض المتضررين وفقا لذلك.

ويفيد مراسلنا ان مئات المواطنين توجهوا بعد ذلك الى موقع المجزرة حيث وضعوا الزهور واوقدوا الشموع.







تعزية من سفير فلسطين لدى ايرلندا وشجب اوروبي للمجزة
وتلقت هيئة تحرير "عرب 48" برقية تعزية من سفير فلسطين لدى ايرلندا علي حليمة يعرب فيها تعازيه الحارة للعائلات الثكلى ويحمل الحكومة الاسرائيلية مسؤولية المجزرة الرهيبة.

واصدر رئيس البعثة الأوروبة لدى اسرائيل، ميشيل فان هوكا بيانا شجب فيه الجريمة البشعة التي ازهقت حياة الابرياء. وبعث برسالة شجب واستنكار الى رئيس الحكومة اريئيل شارون، وبتعازيه الى شفاعمرو واهلها.

وادلى مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي، خافيير سولانا، بتصريح شجب فيه المجزرة واعرب عن تعازيه لعائلات الشهداء.

التعليقات