10/08/2006 - 13:01

هل أتاك حديث الكاتيوشا !!.. / أحمد أبو حسين

هل أتاك حديث الكاتيوشا !!.. / أحمد أبو حسين
كتبنا هنا قبل يومين تعليقا، في اعقاب إستشهاد شابين من قرية مجد الكروم الجليلية جراء سقوط كاتيوشا إنحرفت عن عنوانها، أن أهل الجليل بخير، سيبقون فيها ولن ينزحوا جنوباً، مهما طال العدوان وحتى لو فقدوا العشرات.. فهم يتهمون إسرائيل ويحتقن الغضب ضدها كل يوم وكلما زاد عدد ضحاياهم.. ولن يغيّر العرب في الداخل موقفهم من إسرائيل ولن ينحازوا لمواطنة منقوصة كاذبة، نسمح لأنفسنا ان نذهب بعيدا في التفكير عن مصيرها في زمن نذالة طيّار إسرائيلي يقصف جنازة أو جماعة تقيم صلاة المغرب! ليعود بعد وردية أو إثنتين الى حانة خاصة بالطيارين افتتحت عشية العدوان في تل ابيب يشرب البيرة ويتفاخر أمام زملائه أنه قتل عشرين أو ثلاثين من حزب الله ، ويحدثك هادمو البيوت والجسور والبنية التحتية عن الأخلاق وطهارة السلاح، وربما الصور التي تناقلتها وسائل الاعلام عن قصف المشيعين معبّره إعلاميا عن مدى همجية الحرب الاسرائيلية وهي كافية حتى لو أخفوا كل المجازر لتجريم المسؤولين الاسرائيليين. ومن يعرف كيف ستبررها الوزيرة الاسرائيلية تسيبي ليفني؟ ربما ستقول أن الطيار "إعتقد أن الجثامين صواريخ كاتيوشا محمولة على أكتاف مقاتلي حزب الله " وبهذا يتحمل حزب الله المسؤولية لأنه أدخل الطيار في متاهة!!

موقف العرب في الداخل لا غبار عليه، ولا يجوز تلويثه بالسماح لوزير مثل هرتسوغ، يشرعن المجازر وقصف الجسور ومحطات توليد الكهرباء، في الفضائيات الأجنبية أن يصبح مؤبنا في كنيسة لضحايا عرب إستشهدوا من صواريخ الكاتيوشا. المشهد مضحك إلى حد المسخرة "هرتسوغ يعزف تهاليل الرب في الكنيسة العربية حدادا على مقتل إمرأة عربية من صواريخ حزب الله"، لا يوجد أخلاق سياسية ولا يحزنون، يذهب لمخاطبة عرب لا يساندون حكومته وحربها على لبنان، في محاولة فاشلة منه للايقاع بمسيحيين فلسطينيين ينتمون إلى طائفة معينة، ولم ينجح لانهم ينتمون الى هوية عربية غير قابلة للتفكيك بحكم التاريخ والحضارة والماضي المشترك، وكونهم من الاصليين في البلاد، ولا يجوز أيضا أن يشطح البعض والرد على اقوال لم تقصد بمعنى الكلمة، ومناقشة السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله عبر الفضائيات، في الوقت الذي دعا اللبنانيين الى تحييد النقاشات جانبا. لم يبغ أيضا مناقشة عرب حيفا ولم يقصد "المغادرة" بمعنى الرحيل بقدر ما قصد أخذ الحذر، ولم يطلب من أحد استحضار "النكبة والترحيل " بغير مناسبة ولا ينقصه مزايدات "إنسانية" ولا تهويل قديم ومصطنع وكاذب ومنفوخ مثل "باق في حيفا" كأنه نقيض "عائد الى حيفا"، فهذا القائد "متشيع" أيضاً بمعنى الانحياز لقضايا العرب والعروبة بعقلانية يشهد عليها حتى من شطح بعيدا يناقش "حديث الكاتيوشا" عن حيفا .. لقد إعتذر من عرب حيفا عن كل مصاب، لا تليق هذه "الشطحة" بمناضل حقيقي ضد الحرب يعرف جيدا المقارنة بين الضحية والجلاد ومن يستهدف المدنيين عمدا فميزان نتائج الحرب ينشر كل يوم .

لا يوجد أتفه وأوقح من الحكومة الاسرائيلية، فها هم وزراؤها يتحدثون ضد العملية البرية ( توسيع الحرب) ثم يصوتون لها خوفا من أن تتبين نذالتهم أمام الجمهور وحزب الله، كما يكتب الوف بن صبيحة اليوم 10-8-2006 ثم يظهر الجنرال اودي آدم يتحدث علنيا عن دك القرى قبل دخولها، ويصّرح، بعد تقليص مسؤولياته إلى حين تنحيته، أن الحكومة الاسرائيلية وقيادة الجيش لن تأخذ برأيه ولم تسمح له بتنفيذ خطته والتي اجرى عليها تدريبات قبل شهر من الحرب، مما يؤكد لبعض المحللين العرب "الليبراليين" أن قرار الحرب مبيتا، وهذا مجرد إعتراف عن موضوعة أخرى على هامش سياق "حرب الجنرالات" بعد الفشل الذريع. وهناك شبه إجماع في إسرائيل أن الفشل قد تحقق، فاليمين يدق طبول الحرب ويطلب المزيد من الهمجية برغم معرفته بالفشل، وهناك من أيد وشجع الحرب واكتشف بسرعة أن الاهداف المرجوة يصعب تحقيقها حتى لو أتوا بشارون ورابين وديان، فمجيء كابلينسكي لن يوقف زخات الكاتيوشا، وسنشهد في الأيام المقبلة نشاطا معارضا للحرب مع تكبد الخسائر البشرية والمادية. فالجيش يرى الويلات في القرى المتاخمة للحدود ولا يسيطر عليها، ولعل العدد الكبير للجرحى دليل قاطع كما يقول زئيف شيف ويضيف أن "ما حدث في بنت جبيل عاد على نفسه في عيتا الشعب برغم الاعتقاد أنه تم إحتلال القرية ".

لا نحتاج الى براهين ودلائل كي نثبت أخلاق الجيش الذي قصف جنازة، تذكروا جيدا قصفوا جنازة .. وارتكبوا مجزرة بعد حديث الكاتيوشا..

التعليقات