24/11/2006 - 18:38

هل في جيبك شهادة حسن سلوك.../ شوقية عروق

-

هل في جيبك شهادة حسن سلوك.../ شوقية عروق
لا شيء هزلي في الاستراتيجية والتخطيطات. لا شيء هزلي مع الابواب المفتوحة على عواء الذئاب، واسنان العنصرية . لا شيء هزلي في عملية الطيران، والابتعاد عن جسور التصريحات التي اصبح شد براغيها مهمة يومية لعمال " اغتصاب الوطن".

لا شيء هزلي عندما يقرع ليبرمان وغيره طبول الدردشة السياسية لتصبح بعد ذلك صراخاً له سياخ حادة موجهة للمواطنين العرب.
لا شيء هزلي عندما تتورد بشرتهم الصفراء بدماء التمييز ويلعبون الشطرنج فوق جسد الاقلية العربية ويقومون بصفعها يومياً على الخد صباحاً مساءاً وعلينا ان ندير لهم الخد الايمن... " شهادة حــــســـن ســـــلوك " منذ زمن طويل نتحسسها سراً، اسألوا وزارة المعارف؟ كـــم من معلم عربي داسته عجلات الرفض ولم يوظف لمجرد ان شهادة حسن سلوكه عليها بقع زيت الوطن .. او زعتر الانتماء، او مبللة بعرق الوعي السياسي؟؟ وكم معلم فصل من وظيفته لأن شهادة حــســن ســلوكــه قد تكدس فوقها ضميره وقام بإعطاء طلابه دروساً في المحطات التاريخية التي غطتها ثلوج الهزائم والاحتلالات ثم ذابت بحرارة المقاومه وحياكة الانـــتــصــار ؟؟؟

اسألوا المصانع والشركات والمؤسسات التي يعمل بها الــعـــرب، سيقولون بالفم الملآن ان عليهم ابراز شهادة حسن سلوكهم عن طريق الصمت وعدم التطرق الى المواضيع السياسية والتحدث عن قوميتهم والتمييز، وعن معاناة الفلسطينيين في الضفة والقطاع وسائر بــقــاع الارض... دائماً العربي عليه ان يكون في حالة دفاع عن النفس، يُبعد عنه التهم!!! وعليه ان يكون جاهزاً للتملص والتخلص من اي تهمة، لا يجب ان يتحدث عن اي مجزرة تقع. عليه ان يراقب كلماته، ولا يعلق على خبر تلفزيوني له علاقة بالاحتلال والمستوطنات والجدار، واذا كانت هناك "عملية استشهادية" عليه ان يختبئ فالعيون تخترقه، وعليه ان يتحمل عجرفة و تصريحات وكلام زملائه في المصنع والشركة والمؤسسة. يشتموا ويفرحوا ويضربوا، عليه ان يشرب المياه المالحة من اجل البقاء في عمله... الجامعة العبرية تطالب العاملين فيها بابراز شهادة " حسن سلوك " لكي يسمح لهم بالدخول الى الجامعات بالطبع تقتصر هذه المطالب على العرب فقط ... الشعار الذي رُفع " الحجة الامنية " ومقابلها كان الرفض من قبل النواب العرب وقد اعتبر هذا الامر اعتداءاً على حقوق الانسان..

ممثلة وزارة القضاء قالت: ( لا يجوز لاية جهة غير مخولة طلب شهادات حسن سلوك ) وقد اعتذرت الجامعة بعد ذلك .... المثل العربي يقول ( العيار الذي لا يصيب يــــدوش ) هذا عيار من الاعيرة التي لم تصب ولكن تركت جدراناً مثقوبة... وقد تطل عين من احد الثقوب ويطل لسان من ثقب آخر وبحركه عنكبوتية تنسج الخيوط لنسقط نحن في فخ ( شهادة حسن السلوك ) ..

هـــل سيأتي الوقت الذي علينا ان نبرز شهادة حسن سلوك امام كل شرطي.. مثل رخصة السيارة، ورخصة القيادة، لأن العنف الذي تمنحه الشرطة للشباب العرب ( خاصةً مؤخراً ) . مثل ملاحقتهم ومطاردتهم وانزالهم بالضرب من السيارة ولا تشفع لهم الرخص المتواجدة في السيارة والهويات الزرقاء.

لعل شهادة حسن السلوك تشفع لهم ... هل سيأتي الوقت الذي نبرز شهادة حسن السلوك في المستشفيات.. وعند التوجه لاستصدار خارطة لبناء البيت، او عند الطلب للحصول على قرض.. وغيرها من المتطلبات اليومية الحياتية... ماكنات تكرار الاتهامات للجماهير العربية تعمل بنشاط ... يبنون حولنا جدراناً من الانعزال، يحبسوننا داخل اقفاص اسمنتية.. عندما نفتش جيوبهم نسمع فحيح الافاعي العنصرية... يدسون في طعامنا سم التمييز عبر سائل الاعلام التي تخصصت في مهمة التحريض. وعلينا ان نبقى سلالم معدنية متحركة تنقل الاتهامات وهي تبتسم، دون رد فعل... عدادات العنصرية تركض فوق الارقام..

الوجه الآخر يتحدث عن الحضارة والانسانية ويغرق بالدموع من اجل قط وقع في حفره ... تناقض تاريخي، ساذج ينضح بالاصطناعية... " شهادة حسن السلوك " ذبح المواطن العربي بأسم الامن... في رواية " الجريمة" لنجيب محفوظ يسأل الضابط الشرطي، هل الامن مستتب؟؟ يجيب الشرطي بنـــعـــم... لكن يقول بينه وبين نفسه.. باسم الامن قتلنا المبادئ والقيم والانسانية والشرف .. لم يبق شيء؟؟

شهادة حسن سلوك ليست حصاة من ساحة الجامعة العربية سقطت في بئر ماء ورسمت دوائر ثم اختفت .. من الممكن ان ينتشلوا هذا الحجر ويضعوه لأساس بناية جديدة في مدينة الاتهامات ...

التعليقات