19/04/2008 - 15:14

عن مهرجان التضامن والتصدي../ حسن عبد الحليم

-

عن مهرجان التضامن والتصدي../ حسن عبد الحليم
مهرجان "التضامن والتصدي"، مسيرة لإحياء ذكرى نكبة حيفا، يوم الأسير الفلسطيني، الذكرى الستين للنكبة، حصار غزة، صور تشابكت في ذهني في الطريق للمشاركة في مهرجان التضامن والتصدي بمناسبة مرور عام على المؤامرة التي استهدفت عزمي بشارة وما زالت حلقاتها متواصلة.

على مدخل المكان صبية بعمر الورد توزع بوسترات لسلسلة مهرجانات دعما للأسرى الفلسطينيين. الفعالية بمبادرة ذاتية من ثلاث فتيات قال لي رفيق بإعجاب ، "ما زلنا بخير" قلت في نفسي. وإلى جانب الشعور بالإعجاب بالمبادرة أحسست بـتأنيب ذاتي وبشعور بالتقصير.

في الساحة الكبيرة المليئة بالكراسي، توزع الحضور في مجموعات صغيرة يتبادلون الأحاديث وفي الخلفية نشيد "موطني". هل أنت قادم يسأل أحدهم صديقه بمكالمة خليوية. آمل أن يكون الحضور جيدا. فلان هنا؟.. انتظرتك ولم ترد على اتصالي. هل يوجد كلمة لعزمي؟ .. منذ مدة لم نرك. لماذا في مجد الكروم وليس في الناصرة أو شفاعمرو؟.. مصافحات وأحيانا عناق. أرجو أن لا تكون الكلمات طويلة فالطقس بدأ يبرد. جمل انطلقت في الفضاء وتتداخل وسط صخب وترقب لحضور يكون بحجم الحدث.

حركة متواصلة من وإلى المجموعات، مصافحات..معاتبات نقاشات، قمصان برتقالية يلبسها الشبان والشابات يروحون ويغدون وأخرى عليها صورة عزمي بشارة، كوفيات سوداء وحمراء. نسيت كوفيتي في المنزل أشعر في هذه المناسبات أنني بحاجة إليها، لا بأس. "موطني موطني.." يندمج أحدهم مع كلمات الأغنية.

جئت من مسيرة حيفا قال لي أحد الشبان، كانت رائعة وحدثا غير عادي، لأول مرة تنظم في حيفا فعاليات بهذا الحجم. كان الحضور ممتازا، قال برضى.

"عزمي عاد من دمشق" قال أحد الشبان الذي عاد من دراسته في عمان خصيصا للمشاركة في المهرجان. لا يمكنك أن لا تحترم هذا الشاب. وسرعان ما شعرت بالمودة اتجاهه حينما استرسل في الحديث عن ظروف التعليم في عمان وعن الأجواء هناك. "الحضور هنا جيد وحسب التوقعات" قال أحد المنظمين قبل أن تطلب عريفة الحفل من الحاضرين الجلوس. لماذا لا يجلس الواقفون فهناك كراسي تكفي للجميع، ترددت كثيرا.

ثمة أناس يحبون الوقوف في مثل هذه النشاطات، وأعترف أنني واحد منهم، إلا أن أحد المنظمين طلب مني الجلوس فجلست بعد أن تفحصت الحضور لأجد مكاني بين أصدقائي، ثم تنازلت وجلست على أقرب كرسي، وأنا أرقب هاتفا من أحد أصدقائي ليسأل عن مكاني، الهاتف الذي لم يأت.

انطلق المتحدثون واحدا بعد الآخر، ورغم تحديد مدة كل كلمة بسبع دقائق إلا أن بعض المتحدثين استطردوا في الحديث وبعضهم استطرد كثيرا. نعرف أن المتحدثين لن يعلنوا لنا عن اكتشاف قارة جديدة، وأن الهدف الأساسي من المهرجان تحقق بانعقاده وهو توجيه عدة رسائل على عدة مستويات، وكان يمكن للكلمات القصيرة أن تحمل نفس المعاني والأفكار التي حملتها الكلمات الطويلة بل ربما ستكون أقوى، لا بأس من أخذ ذلك بعين الاعتبار في المستقبل.

كانت كلمة الشيخ ابراهيم عبد الله بارزة وتحدث عن زيارته لبشارة في عمان، وكان واضحا في كلمته تقدير كبير وحقيقي بل ومودة لبشارة تسمو فوق الحزبيات. واستحسنت اقتراح أمير مخول وضع استراتيجية تقصر عمر منفى بشارة، عبر فعاليات ونشاطات تسير لتحقيق هذا الهدف.

ليست قضية بشارة وحده بل هي قضيتنا جميعا. الحركة الوطنية كلها مستهدفة ومسلسل الملاحقة مستمر، التعبير عن إرادة التصدي والتمسك بالمواقف والثوابت والتصميم. جمل صدحت في الفضاء الرحب. وبشارة الذي كان يرقب أخبار المهرجان من عمان كان أكثرنا حضورا.. تحية له وتحية لكل من كان هناك، ولؤلائك الذين كانوا يودون أن يكونوا .




التعليقات