31/10/2010 - 11:02

العرب و الأزمة العراقية الراهنة و سيناريوهات متشائمة في درجتين

العرب و الأزمة العراقية الراهنة و سيناريوهات متشائمة في درجتين
تعود أسباب أزمة العرب الراهنة الى نهايات الحرب العالمية الأولى ، و قيام النظام السياسي الذي حكم العالم العربي و مازال يحكمه ، أما أسباب هذه الأزمة فمنها ما هو داخلي و منها ما هو خارجي ، السبب الخارجي هو الاستعمار الأجنبي و دوره في قيام هذا النظام و في تطوره في القرن الماضي . و السبب الداخلي هو النظام الأبوي "او البطريكي" و تجذره نظاما سياسيا و اجتماعيا داخل إطار الدولة القطرية .

و كان للاستعمار الأجنبي يد كبرى في تعثر التطور السياسي العربي بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية سنة 1918 ، ليس فقط من جراء تقسيم المشرق العربي من قبل بريطانيا و فرنسا بحسب خريطة سايكس بيكو الى دويلات و إمارات و مشيخات تابعة ، بل أيضا الى إنشاء نظام الدولة الوطنية Nat-ion-state العامل الموضوعي الرئيسي في إحباط مشروع الوحدة العربية و منع قيام الدولة القومية الموحدة .

في كانون الثاني "يناير 1918" أعلن لويد جورج "رئيس الوزراء البريطاني" عن عزم بريطانيا بالاتفاق مع فرنسا على رسم خارطة جديدة للمشرق العربي بعد تحريره من الحكم العثماني ، كما يعلن جورج بوش اليوم عن عزمه لإعادة رسم المنطقة ذاتها بعد تحرير العراق من حكم صدام حسين .

بعد الحرب العالمية 1918 احكم بريطانيا سيطرتها على مصر بعد إخماد الثورة المصرية 1919 و أبعدت سعد زغلول و قمعت التيارات الوطنية ، و أقامت نظامها الانتدابي في فلسطين المجاورة .

و أعلنت قيام الدولة العراقية بعد انتهاء ثورة 1920 و ثبتت قواعدها العسكرية و في الفترة ذاتها احتل الجيش الفرنسي لبنان و سوريا بعد طرد الأمير فيصل بين الحسين و اعتقال زعماء الثورة السورية ، و أعلن قيام دولتي لبنان و سوريا تحت الانتداب الوصاية الفرنسي .

كان هدف نظام الانتداب ، بحسب قرارات عصبة الأمم مساعدة الشعوب غير القادرة على حكم ذاتها و تقريرها مصيرها "مبدأ و لسن" في تدبير أمورها الى ان تصبح قادرة على تحمل مسؤولية الاستقلال لكن الواقع كما نعلم كان غير ذلك ، فقد كان نظام الانتداب البريطاني و الفرنسي نظاما استعماريا محضا عكس النموذج الاستعماري التقليدي و أسلوب استعمال القوى التقليدية المحافظة و الإقطاعية و القبلية لإقامة حكومات محلية خاضعة ، و تخليق طبقات سياسية تابعة و قمع أحزاب المعارضة الوطنية و الوقوف بوجه اي تغييرات سياسية او اجتماعية صحيحة .
1- لمً لم تقم اسرائيل عام 1948 لما وقعت الانقلابات العسكرية في معظم الدول العربية ، و لما قامت أنظمة ديكتاتورية أهدرت أموال الشعوب باسم مواجهة اسرائيل ، و شوهت بنى المجتمع المدني و وقفت في وجه التغيير الاجتماعي و شلت التطور السياسي .

2- بروز اسرائيل قوة عظمى في المنطقة مكنها من تجميد الواقع العربي و ضرب كل محاولات التوحيد داخل العالم العربي و من دعم التيارات المحافظة و المتشددة و موقفها المعادي للتغير الاجتماعي و التحديث .

3- شكلت اسرائيل منذ قيامها ، قاعدة عسكرية و اقتصادية و تجسسية للقوى الاستعمارية الكبرى و حليفا فاعلا لها "حرب 1956 مع فرنسا و بريطانيا" و للولايات المتحدة منذ سنة 1967 .

4- رفضها المستمر حل القضية الفلسطينية و استمرارها في تنفيذ المشروع الاستيطاني على الأرض الفلسطينية و اعتمادها القوة و الحرب و الهيمنة لتحقيق ما تسميه أمنها القومي .
1- تفشل الحلمة العسكرية الأمريكية – البريطانية من تحقيق أهدافها كاملة بحيث يبقى الوضع في العراق و في المنطقة غير مستقر و تندلع المقاومة في بؤر مختلفة .

2- تحدث انتفاضات شعبية في دول مختلفة تستدعي التدخل الأمريكي كما في أفغانستان .

3- تستمر الانتفاضة الفلسطينية رافضة الحلول المطروحة من أمريكا و اسرائيل .

4- ينهار النظام و الأمن في منطقة الشرق الأوسط .


نهاية يجب ان لا ننسى ان هذه الحرب ، تختلف عن كل الحروب السابقة في التاريخ فهي لا تستهدف احتلال العراق و الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط و حسب بل أنها تهدف الى السيطرة على العالم .


من هنا فان تحرير هذه المنطقة و مستقبلها لا يتوقف على ما سيحدث داخل هذه المنطقة ، بل أيضا على نضوج المقاومة العالمية التي انفجرت في معظم أنحاء المعمورة لمنع قيام إمبراطورية أمريكية تهدف الى السيطرة على العالم منفردة و تصارع لقيام عالم ديمقراطي متعدد الأقطاب يقوم على إرادة الشعوب و على القانون الذي تجمع عليه الدول كافة ..



" الرأي " / 23/3/2003 .

التعليقات