31/10/2010 - 11:02

حكومة إرهاب بامتياز../ أسعد تلحمي

حكومة إرهاب بامتياز../ أسعد تلحمي
بزّت حكومة أولمرت، في امتحان قتل الفلسطيني والتنكيل به وسفك دمائه وتدمير منشآته المدنية، جميع من سبقها من حكومات، عمّالية وليكودية وحتى حكومات "الوحدة الوطنية" التي تنشأ في زمن الأزمات..

حتى بدا وكأن لهذه الحكومة ما تتباهى به، بل قد تباهى رئيسها اولمرت بعظمة لسانه، بقتل المئات من الفلسطينيين خلال نصف عام فقط، وفاخر بأنه قتل أكثر من 300 فلسطيني في الشهرين الأخيرين «من دون ان ينبس العالم ببنت شفة»، كما قال لأعضاء لجنة الخارجية والأمن. وهو عدد قياسي مقارنة بعمر الحكومة، ما يتيح لاولمرت تحدي اليمين الراقص على دماء الفلسطينيين بأنه لا يقل فتكا عن سلفه الجزار ارييل شارون، وأنه لو كان الأخير واعيا لما يدور حوله لاطمأن الى أن تلميذه النجيب يقتفي خطواته ولكان عاد الى غيبوبته مرتاح البال ولسان حاله يقول: خير خلف لخير سلف..

فقط في اسرائيل «المتنورة والديمقراطية» يرفض سدنتها وإعلامها الاقرار بأن قتل اطفال ونساء، في فراشهم، وتحويل اجسادهم اشلاء متفحمة متناثرة هو مذبحة.

بتبلد حس فظيع يعتبرون ما حصل حادثا، مأساويا على الأكثر نجم عن خلل فني.. و «يتكرّمون» إذ يقدّمون «أسفهم» مقرونا بتبرير بهيمي يتّهم الضحية بالمسؤولية عن مقتلها.

فقط في اسرائيل يستقوي جيش مزود بأعتى الآلات العسكرية شعبا أعزل جل ما يريده حريته وكنس الاحتلال.
فقط في هذه الدولة يفاخر ضابط كبير بان الجيش فعل ما يحلو له في بيت حانون في عملية «غيوم الخريف» متوعدا بلدات فلسطينية أخرى بمصير مماثل من القتل والتدمير.

فقط في اسرائيل يحقق الجيش مع نفسه في جرائم بشعة ارتكبها. والشرطة أيضا تحقق مع نفسها.. ولا حاجة لانتظار نتائج التحقيق لأن أحدا لن يعتبر منها طالما ان الممارسات الوحشية قائمة في صلب السياسة الاسرائيلية الرسمية.

فقط في اسرائيل جل ما يقلق أقطابها صورتها في العالم، لا قصص الأطفال والنساء والشيوخ، قصص اناس هم من البشر. فمن يعنيه استشهاد مسعود العثامنة ووالدته وزوجته وابنته وكناته واحفاده؟. ومنذ متى، أصلا اعتُبر الفلسطينيون بشرا في نظر قاتليهم؟.

خلال ثمانية أيام أمطرت «غيوم الخريف» الاسرائيلية دماء زكية لأكثر من 85 فلسطينيا والعدد مرشح على الدوام، للارتفاع..
مسلسل من المذابح يتواصل منذ عشرات السنين. ومذبحة بيت حانون ليست الأخيرة، للأسف..

بوقاحة وتبلد الحس يساوي الاسرائيليون بين القذائف الأميركية الفتاكة والرعب الذي يعيشه الفلسطينيون على مدار الساعة، وبين القذائف البدائية المسماة «القسام» و»الخوف» في سديروت.

يريد حالوتس وتابعاه اولمرت وبيرتس استعادة الردع الاسرائيلي المفقود في لبنان حيث تمرغ أنف الجبروت الاسرائيلي، فيفرغون أحقادهم على الفلسطينيين العزل. ربما ما زال بيرتس يظن ان الطريق الى كرسي رئيس الحكومة ما فتئ ممهدا وسيتحقق، كما خطط عند تسلمه منصبه الحالي، على أجساد الفلسطينيين. اما «عرب العمل» فلا يخجلون مما يرون..

يُذبح الفلسطينيون فيما العالم الغربي المنافق لا يجرؤ حتى على زجر اسرائيل. اما العالم العربي، بشعوبه وأنظمته المخصية، فقد رفع راية الاستسلام المعيب منذ زمن.

تمارس اسرائيل سلطة الحديد والنار في حرب ضروس على المقاومة الفلسطينية كما فعلت في الحرب على لبنان وأبدعت في التدمير والهدم والقتل ولم تحقق شيئا من مخططاتها.. لكأنها لم تستوعب بعد انها لن تحقق ما ترسمه من مخططات ضد الشعب الفلسطيني، لأن الفلسطينيين، مهما بلغت شراسة الإحتلال، واستباح الأرض، لن يرفعوا الراية البيضاء.

التعليقات