31/10/2010 - 11:02

قاتل ناصر أبو القيعان يزعم امام المحكمة انه قتله دفاعا عن النفس!!

شرطي حرس الحدود يقول للمحكمة: "المسألة كانت إما أنا وإما هو"* افادة شاهد عيان تؤكد مقتل ناصر بدم بارد

قاتل ناصر أبو القيعان يزعم امام المحكمة انه قتله دفاعا عن النفس!!
استمعت المحكمة المركزية في بئر السبع، في مطلع هذا الاسبوع الى شهادة جندي حرس الحدود، ألكس تيغاوكر، الذي اطلق النار على المرحوم ناصر أبو القيعان، إبن النقب، قبل تسعة اشهر وأرداه قتيلا. وزعم تيغاوكر انه أطلق النار على الشهيد ابو القيعان، لأنه كان سيدهسه!!. وتأتي شهادة تيغاوكر مخالفة لشهود العيان، الذين اعتمدهم قسم التحقيق مع رجال الشرطة في تقديمه للائحة الإتهام.

وقال تيغاوكر في شهادته بالمحكمة، إن "هدف السائق كان دهسي. في المرة الأولى صدمني فسقطت الى الخلف". وزعم " كانت سيارته متوقفة امام الشارة الضوئية الحمراء، وكان يحركها إلى الخلف وإلى الأمام، المسألة كانت إما أنا وإما هو: آسف لأنني قتلته. كل يوم أرى هذا الحادث أمامي ولا أستطيع النوم"!

وقد ادلى تيغاوكر بشهادته في المحكمة المركزية ببئر السبع لمدة ساعتين ونصف. وقال: لقد تلقيت قبل الخروج إلى المهمة أنظمة إطلاق النار، خاصة في تلك الساعات التي تلقينا فيها معلومات حول وجود العديد من الماكثين الفلسطينيين غير القانونيين. وحين أوقفنا الشاب (يعني المرحوم ناصر)، رأى الضابط المسؤول انه يحاول دهسنا فأشهر سلاحه، وفي تلك اللحظات لم أكن أشهر سلاحي بعد. لقد رأى الضابط أننا في وضع يشكل خطراً على حياتنا. أنا آسف على ما حدث، فقد كنت في قطاع غزة لمدة ثلاث سنوات ولم أطلق ولو عيار ناري واحد بالبندقية. حين حاول السائق دهسنا في المرة الأولى قفزت إلى الخلف، وصرخت عليه "توقف! توقف!". في المرة الثانية جلست وبزاوية 45 درجة أطلقت النار على السيارة. لم يكن أمامي أي مخرج آخر. بعد ذلك بدأت أعمال العنف من قبل البدو"!!

ويبدو إن جندي حرس الحدود تلقى استشارة قانونية قبل حضوره إلى المحكمة، حيث ادعى انه لم يكن أمامه مناص آخر عدا إطلاق النار، لكون "المرحوم شكل خطراً على حياتي"، على حد زعمه. ورداً على سؤال وجهته اليه المدعية حول ما اذا لم يشاهد النساء والشيوخ والأطفال في السيارة التي استقلها المرحوم، إدعى تيغاوكر "لم أنتبه إلى ذلك".

واعتبر تيغاوكر انه عومل بشكل "سيء" من قبل قسم التحقيق مع رجال الشرطة، مدعيا انهم لم يقدموا له الطعام أو الشراب، وهددوه بالسجن! وادعى : "لقد اتهمني المحقق كل مرة بأنني أكذب ولا اقول الحقيقة. لقد دافعت عن حياتي، فتحولت إلى متهم"!

وكان قسم التحقيق مع رجال الشرطة، قد قدم لائحة إتهام في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2003، الى المحكمة المركزية في بئر السبع، ضد شرطي حرس الحدود ألكس تيغاوكر (26 عاما) المقيم في إحدى مدن الجنوب، بتهمة قتل المرحوم ناصر أبو القيعان (23 عاماً) من قرية حورة في النقب، في تموز الماضي.
ويشار إلى أن شاهد الإثبات الأول في القضية هو محمد عبد الفتاح درابيع، من قرية مريش دورا قضاء الخليل، الذي جلس إلى جانب المجني عليه اثناء وقوع جريمة القتل.

وجاء في لائحة الاتهام التي قدمتها المحامية هيلا أدلمان، نائبة مدير قسم التحقيق مع رجال الشرطة، أنه في الـ 24 من يوليو 2003، في حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً، قاد المرحوم أبو القيعان سيارته الخصوصية من نوع "تويوتا كورولا" على شارع رقم 60، من بئر السبع إلى مفرق شوكت (السقاطي).

وقد نقل المرحوم في سيارته مسافرين يعتبرون "ماكثين غير قانونيين من السلطة الفلسطينية".
وأضافت المدعية، أنه حين وصلت السيارة إلى مفرق شوكت، أوقف المرحوم سيارته امام شارة ضوئية حمراء، وفي هذه الاثناء وصلت سيارة تابعة لحرس الحدود، من طراز "تويوتا"، فاجتازت سيارة ناصر أبو القيعان وتوقفت أمامها بشكل اغلق الطريق امامها بصورة جزئية.
وأضافت المدعية في لائحة الإتهام ان هدف عناصر شرطة حرس الحدود كان فحص هويات المسافرين في السيارة، وذلك بعد تلقي معلومات استخبارية تقول إن في السيارة "ماكثين غير قانونيين".

وقد نزل من سيارة حرس الحدود كل من المتهم وضابط مرافق، فتوجه الضابط نحو سيارة ابو القيعان من الجهة اليمنى، في حين توجه المتهم إلى الجهة اليسرى حيث مقصورة السائق. وطلب الضابط والمتهم من المجني عليه التوقف وفتح شباك السيارة، فكان أن قام المجني عليه بالتحرك إلى الوراء قليلاً ثم توقف.

وجاء أيضا في لائحة الاتهام أن "المتهم طلب من ناصر فتح الشباك، إلا أن المرحوم لم يستجب لطلبه. فامتشق بندقيته، وهي من طراز إم-16 ووجهها نحو المرحوم ثم أطلق عياراً نارياً واحداً اخترق زجاج السيارة و أصاب ناصر أبو القيعان في صدره، وأدى إلى وفاته. وبهذا العمل تسبب المتهم بوفاة المرحوم".

وقد حاول رجال حرس الحدود في حينه تبرير الجريمة من خلال الادعاء بأن المرحوم ناصر حاول دهس الجندي، إلا أن شهود العيان، من عرب ويهود، الذين تواجدوا عند مفترق الطرق أثبتوا زيف الادعاء. وكان المرحوم ترك وراءه زوجة وثلاثة أولاد.

وكان محمد عبد الفتاحمن شهود العيان على ما حدث، وروى التفاصيل قائلا: "توقفنا في المسار الأوسط في مفرق شوكت، وكانت وجهتنا الظاهرية. من الجهة اليسرى وقفت سيارة بيضاء اللون، وكان هناك مجال لدخول سيارة أخرى في الجانب الأيمن. بعد لحظة ظهر جيب حرس حدود في الجهة اليمنى، ونزل منه شرطيان ووقفا امام سيارة ناصر. وقد خاف ناصر وعاد بسيارته قليلا إلى الوراء مسافة مترين، وقام أحد رجال حرس الحدود بالاقتراب إلى شباكه وأطلق عيار ناري واحد، حطم الزجاج وأصاب ناصر.. بعد إطلاق النار فتح الشرطي باب السيارة، وأخرج ضمادة من جيبه ووضعها على جرح ناصر، فيما بدت عليه علامات الصدمة حيث كان يرتعد كله.. وبعدها رفع قميص ناصر فرأى أن الرصاصة اصابت قلب المرحوم، وخرجت من ظهره.. وبعدها ابتعد عن السيارة، في حين نطق المرحوم بالشهادتين وتوفي في الحال. بعدها مباشرة حضر رجال شرطة إلى المكان وأخذونا للتحقيق. لقد أعطيت هذه الشهادة للشرطة ولحرس الحدود ولمحامي العائلة.. هذا ما حدث بالضبط". وأضاف عبد الفتاح، أن رجال حرس الحدود ربتوا على ظهره وقالوا له "لقد حاول دهسك. الكل على ما يرام".
ويلاحظ أن قسم التحقيق مع رجال الشرطة اعتمد في تقديم لائحة الاتهام على شهادة عبد الفتاح هذه. هذا بالاضافة إلى شهادات كل من شاكر القيسية (بلدة الظاهرية قضاء الخليل)، وأميرة أبو يوسف (بلدة حلحول) ومراد وريدات (بلدة الظاهرية).

التعليقات