31/10/2010 - 11:02

مجادلة ورقة توت مثقوبة/ حسن عبد الحليم

مجادلة يجمل الابرتهايد - ورقة توت مثقوبة

مجادلة ورقة توت مثقوبة/ حسن عبد الحليم
يكثر عمير بيرتس في الفترة الأخيرة من الخبطات الإعلامية التي يعتقد أنها ستعود عليه بالفائدة في الانتخابات الداخلية لحزب العمل. فبعد أن أصبح لديه خطة سياسية يباهي بها، عين اليوم أحد عرب حزب العمل وزيرا.

بغض النظر عما قيل في الإعلام الصهيوني حول تمثيل العرب فمجادلة يمثل عرب حزب العمل، بل ويقتسم تمثيل عرب حزب العمل مع آخرين.

ورغم أن الإعلام الإسرائيلي "زمر وطبل" لهذا التعيين وذهب البعض إلى اعتباره "لحظة تاريخية" و " الوزير العربي الأول" وعناوين أخرى لا تمت للحقيقة بصلة. نعتقد أن التعيين بحد ذاته والتطبيل والتزمير هي علامة على البعد الشاسع والهوة العميقة بيننا وبين الفكر الصهيوني الذي يرغب أن يرانا عربا جيدين.

إن تعيين مجادلة وزيرا يأتي في إطار حملة بيرتس الانتخابية في ظل احتمالاته المتهالكة للفوز برئاسة الحزب. وهذا التعيين مثله مثل خطته السياسية التي يمكنه أن ينفذ منها أبسط ما فيها ضمن وجوده على رأس وزارة الأمن الإسرائيلية، دون أن يجهد نفسه بإعداد خطة.

ويهدف هذا التعيين إلى تجميل صورة دولة الابرتهايد بوزير تستطيع أن تقول أنه عربي، وأن تقول أنها دولة مساواة وديمقراطية.

قد نسي بيرتس ربما ومجادله مثله أن الحقيبة الشاغرة هي نتيجة لاستقالة أوفير بينيس من الوزارة احتجاجا على ضم الفاشي ليبرمان إلى الحكومة. والسؤال كيف قبل مجادلة ان يجلس مع لبرمان وأن يحل مكان وزير صهيوني يرفض رغم انه صهيوني الجلوس مع ليبرمان في حين يقبل العربي ذلك.
هذا يدل على أن عرب الأحزاب الصهيونية يكونون غالبا أسوأ من يهودها، لأنه ليست لديهم لا إيديولوجيا ولا وازع أو رادع، والجميع يعرف ان رؤساء لجنة الداخلية اليهود كانوا دائما أفضل حتى في القضايا العربية من مجادلة الذي تراه يحاول أن يثبت ولاءه وأحيانا شخصيته، وفي الحالتين مصيبة.
وبالمجمل ليس لدينا ما نتوقعه من عرب الأحزاب الصهيونية، وتعيين عربي لا يقدم في سياسة الحكومة بل يؤخر، ومجادلة وغيره ممن شغلوا هذه المناصب لا يصلحون أن يكونوا ورقة توت. ولكن مرة أخرى أن يحل محل وزير يهودي استقال بسبب ضم ليبرمان، فهذا يفوق حتى الخيال.

لا يمكن للعرب أن يكونوا وزراء في حكومة صهيونية ما لم تتغير أشياء كثيرة أقلها أن تتوقف عن كونها صهيونية وأن تكون دولة لكل مواطنيها إلى جانب دولة فلسطينية مستقلة أو دولة ثنائية القومية مبنية على المساواة والعدالة. ولكن بيرتس الذي أصبح لديه خطة ومجادلة الذي أصبح لديه وزارة لا يفقهان شيئا من ذلك وسيتهمانني بالتطرف، ولكن حقيقةً..وبكل صدق.. ذلك أضعف الإيمان..





التعليقات