31/10/2010 - 11:02

هل هذه رسالة الميلاد؟! / رازي نجّار

هل هذه رسالة الميلاد؟! / رازي نجّار

إعتدنا في الفترة الأخيرة على أن نجلس قبالة نشرات الأخبار المنهمرة علينا عبر جهاز التلفزيون ونردّد: "أنا مش فاهم إشي من اللي عم بصير في العراق!". وهي حجة نبرر فيها لأنفسنا كسلنا الذهنيّ مُوفّرين على أنفسنا عناء الـ "بحبشة" في ما وراء الأخبار، وهذا حق وليس واجبًا؛ أمّا الواجب فيحتّم علينا الوقوف عند ظواهر غريبة منفّرة تمسّنا في الصميم، وتخرج عن قادة سياسيّين ورجال دين "محسوبين" علينا كشعب، لم يبقَ له سوى التمسّك بكرامته. هنا لا يجوز القول "أنا مش فاهم"، بل يحق القول "أنا قرفان".


 


والحديث هنا يدور عن زيارات المشاركة في صلوات عيد الميلاد، نهاية الأسبوع الماضي، التي برز من بينها استقبال المطران إلياس شقور لنقيب مُجرمي الحرب، عمير بيرتس ما غيره، في القداس الرئيس لاحتفالات الميلاد في كنيسة عبلين، السبت الماضي. فهل نسي شقور أنه أعلن من على الصفحة الأولى للزميلة "بانوراما" في اليوم الذي سبق فعلته البائسة، أنه على استعداد لأن يموت شهيدًا دفاعًا عن قوميّة الكنيسة؟!


 


أيها المطران "المسالم"، يا ابن كفر برعم المُهجّرة (هل نسيت؟): لا أحد يريدك شهيدًا، فأنت لست مُهدّدًا أصلاً. كما أنّ التهديد الوحيد على قوميّة الكنيسة العربية، التي أنتمي إليها بحكم التناسل البيولوجي، يأتي بسبب تصرفاتك؛ بالأمس استقبلت الوزير هرتسوغ في حيفا، ومنحته حق الكلام وترويج الـ "بروبغندا" الإسرائيلية عن محور الشر والخير وعن "الإرهاب" القادم من الشمال، واليوم تستقبل نقيب مجرمي الحرب، فما الداعي؟ ستقول الميلاد رسالة تسامح؟! إذا أردتَ أن تسامح بيرتس وزمرته على همجيّة جيشه التي لا تكلُّ في الأراضي المحتلة، وعن جرائم الحرب في لبنان التي ما زالت حتى اليوم تحصد أرواح الأبرياء (هل سمعت عن القنابل العنقودية؟)، فانزع عن نفسك اللقب والزيّ المُزركش بالذهب والمجوهرات، وسامحه؛ لا تسامح باسم الطائفة، فليست كل الطائفة "نشطاء" لحزب "العمل"، كالثلة المحيطة بك!


 


كان بإمكانك أيها القائد الروحي أن ترفض حضور بيرتس، لأنّك تعرف جيدًا أنّه يستغلك كأداة لتبييض صورته أمام المصوّت العربي وأمام العربي الفلسطيني أو اللبناني (هل فكّرت ماذا سيكون موقف اللبنانيين منك الآن؟). نحن أمام مجرم حرب من نوع جديد، ازدادت في فترته معاناة اللبنانيين والفلسطينيين؛ فهل رأيت بيت لحم في العيد؟؟


 


هذه السطور ليست صفعة موجّهة إلى خدّك الأيمن، فرجاءً لا تُدِرْ لنا الأيسر؛ لأننا بحاجة إلى أجوبة واضحة ومواقف صادقة.


(فصل المقال)

التعليقات