عدد خاص من "مشارف" بأقلام عراقية في الوطن والمنافي

-

عدد خاص من
هناك أكثر من مغزى ضمن قرار مجلة "مشارف"، الفصلية الثقافية التي تصدر في حيفا، احتضان النص العراقي/ نص العراق، في آخر أعدادها، شتاء- ربيع 2006، الذي يحمل الرقم (29). وإن كانت افتتاحيتها قد أفاضت في تقديم واستضافة تلك النصوص، فقد سبقها الى ذلك غلافها المرسوم بأدوات التشكيل.
فعلى امتداد غلافيها، الأول والأخير، تروح العين تلتقط أسماء لمبدعات ومبدعين عراقيين فيما يشبه الخارطة. كانت هذه مقولة الرسام العراقي سعيد فرحان في هذه اللوحة الخاصة بالمجلة، التي رسم فيها جغرافية مدن العراق بأسماء بناتها وأبنائها المبدعين.
أما افتتاحية "مشارف" فقد أحسنت الاحتفاء حين قالت إن المجلة "لا تأخذ بيد نص العراق، في أشدّ ساعات محنة هذا البلد حلكةً، بقدر ما يأخذها النص العراقي، على تفرّعات أنواعه وعلى تشعباته الجغرافية، عيانًا بيانًا، الى مناطق جديدة، فنكتشفها ونسبر غورها ونتعلم منها الكثير الكثير، عن العلاقة بالمكان وأبعادها، وعن المخيّلة التي قال عالم عبقري ما إن قيمتها تضاهي قيمة المعرفة، والتي تتمظهر هنا في مناحٍ تفجّر أسئلة مكبوتة وتلامس حالات قصوى تراود المبدع والقارئ على السواء".
جاءت مواد هذا العدد الغني كلها خاصة بالمجلة، توزّعت بين الشعر والقصة والشهادة والدراسة. وهي بأقلام عراقيين منهم من يعيشون في وطنهم وآخرون في المهجر أو الشتات.
اختارت "مشارف" الشاعر الكردي شيركو بيكه س ليفتتح العدد بقصائده التي ترجم بعضها عن لغته الكردية الى العربية بنفسه، وترجم الأخرى نوزاد أحمد أسود، وهي: أخاف من الجموع / مقبرة الفوانيس / أناشيد حجريّة / العراق / السفر / أمي.. هناك في ما وراء المحيطات. الى جانبه في باب الشعر تطلّ دنيا ميخائيل في ثلاث قصائد: لارسا / عالم آخر. فاضل العزاوي يساهم بقصيدته "هبوط فاضل الى العالم". سركون بولص في ثلاث قصائد: إلى سيّد الوليمة / العقرب في البستان / و مرثية الى سينما بغداد. أما فوزي كريم فنقرأه في: بكّرت للخمرة كي أجرؤ / المدينة / إقامة مؤقتة / جدار / كاتم الصوت / تضحية / الصرخة / و صباح اليوم قرأت على عجل أخبار اليوم. وخصّ هاشم شفيق المجلة بفصل من "البحث عن الزمن الحاضر"، وهو ديوان قيد الكتابة في السيرة الذاتية. في نفس الباب: قصيدة "الحلزون" لياسين طه حافظ. "عشر قصائد" لعبد الكريم كاصد. قصيدة "نام الرعاة" خزعل الماجدي الى جانب سبع قصائد أخرى. "الاشتغال في غابات الفردوس" لبختيار علي، ترجمها عن الكردية هوشنك الوزيري. قصيدة "أحّاه" لقاسم جبارة. ويشارك الشاعر الاسرائيلي من أصل عراقي روني سوميك في "7 اقصائد"، ترجمها سلمان مصالحة عن العبرية.
يبرز حضور لافت للقصة القصيرة في هذا العدد من "مشارف"، حيث نقرأ: "باتجاه المزيد من الينابيع" لجليل القيسي. "الحافة" لعبد الإله عبد الرزاق. "رحلة الى افريقيا" لسعيد فرحان. "يوم الأحد" لسالمة صالح. "دروكوكو" لمحمود عبد الوهاب. "الديك الذي اختفى" لعبد الستار ناصر. "بريق" لأحمد خلف، "طائر من معدن" للؤي حمزة عباس. "عيوب كاتب قصة" لعبد الله طاهر. "الستون" لمحمد خضيّر. "محاكمة الطير" لإبراهيم أحمد. ونقرأ أيضًا "زهرة أوكيناوا" وهو فصل من رواية غير منشورة للطفية الدليمي.
بين الشهادات والرؤى والدراسات تقدّم "مشارف" شهادة تحت العنوان "الستينيون: أفراد وفواصل" للشاعر ياسين طه حافظ، وشهادة ثانية يعود فيها ساسون سوميخ، أستاذ الأدب العربي، اليهودي من أصل عراقي، الى "بغداد 1950: لا شيء غير الأدب". وأيضًا ، "سبعينيات اتحاد الأدباء: أكاديمية خارج النص" لخزعل الماجدي، بينما يتناول القاص محمد خضيّر القصة العراقية من جهة التحديث في "هوامش على أنطولوجيات السرد". أما خاتمة العدد فقد جاءت في دراسة لفوزي كريم بعنوان "لا تكن خصمي.. ولا حكمي: الجواهري وسلطات القمع الثلاث" تناول فيها الصراع ما بين فردية الشاعر وتمرّده وبين السلطات المتمثلة بالدولة، الشارع والموروث.
*****
رئيسة تحرير "مشارف" سهام داوود.
هيئة التحرير تضم الناقد أنطوان شلحت، دكتور سلمان مصالحة، دكتور محمود رجب غنايم، ?روفيسور رمزي سليمان، و?روفيسور أنطون شمّاس. يصمّمها شريف واكد.
المجلة من 248 صفحة.

التعليقات