28/09/2015 - 21:08

تاريخ لبنان في الأرشيف العثماني.... لماذا أهمِل؟

استضافت جامعة الروح القدس، في العاصمة اللبنانية، بيروت، اليوم الإثنين، مؤتمرًا خاصًا حول الوثائق العثمانية المتعلقة بتاريخ لبنان الحديث، بمشاركة حشد كبير من المؤرّخين والأساتذة الجامعيين والأكاديميين والطلاب والإعلاميين.

تاريخ لبنان في الأرشيف العثماني.... لماذا أهمِل؟

استضافت جامعة الروح القدس، في العاصمة اللبنانية، بيروت، اليوم الإثنين، مؤتمرًا خاصًا حول الوثائق العثمانية المتعلقة بتاريخ لبنان الحديث، بمشاركة حشد كبير من المؤرّخين والأساتذة الجامعيين والأكاديميين والطلاب والإعلاميين.

وحضر السفير التركي في لبنان، جغطاي أرجياس، حفل افتتاح المؤتمر، الذي نظمه مركز فينيكس للدراسات اللبنانية، بالتعاون مع رئاسة الأرشيف العثماني في تركيا، والسفارة التركية في لبنان، والمركز الثقافي التركي في بيروت "يونس أمره"، ووكالة التعاون والتنسيق التركية.

كما شارك في حفل الافتتاح، باقة من المؤرخين الأتراك، الذين سيلقون عدة محاضرات على مدى يومي المؤتمر.

وقال مدير مركز فينيكس، الأب جوزيف مكرزل، في كلمة ألقاها خلال حفل الافتتاح "إن ما تم دراسته من ملفات في الأرشيف العثماني تتعلق بلبنان، ما زال قليلًا جدًا، مقارنة بالكم الهائل الذي تحويه مستودعات الأرشيف العثماني في تركيا".

وتابع مكرزل "كيف استطاع البعض كتابة تاريخ لبنان، دون الرجوع للوثائق الأصلية المحفوظة في دور الأرشيف العثماني، ودون معرفته باللغة العثمانية، ودون قراءة تاريخ الدولة العثمانية؟!"، مضيفًا "هل يمكن كتابة تاريخ لبنان بطريقة موضوعية دون الرجوع للأرشيف العثماني؟!".

كما أشار مكرزل إلى أن بعض المؤرخين "كتبوا التاريخ بناء لقراءة أيديولوجية خاصة بهم، بغية إعلاء قضية ما، أو طائفة ما"، وقال "أين هو الأرشيف في لبنان الذي يغطي الفترة العثمانية؟".

وأوضح الأب مكرزل أن "مركز فينيكس يسعى للحصول على بعض الملفات الخاصة بالأرشيف اللبناني، المحفوظ في الأرشيف العثماني في تركيا".

ولفت مدير مركز فينيكس، إلى أن المؤتمر يمتلك أهدافًا عديدة، لعل أهمها أن يكون مناسبة يتكلم فيها الباحثون الأتراك عن الأرشيف العثماني، ويكتسب فيها الباحثون اللبنانيون معلومات مهمة تخص تركيبة ذلك الأرشيف والمراكز التي يحفظ فيه.

وأضاف مكرزل "هنالك احتمال لفتح صفوف خاصة لتعليم اللغة التركية في جامعة الروح القدس ـ الكسليك، لتكون مدخلا لتعلم اللغة العثمانية".

وشدد الأب مكرزل على أهمية أن يكون المؤتمر "خطوة أولى لبداية التعاون بين المؤسسات اللبنانية الأكاديمية ومراكز الأرشيف العثماني في تركيا".

من ناحيته، أشاد السفير التركي في لبنان، جغطاي أرجياس، بخطوة تنظيم المؤتمر، معتبرا أنه "حدثٌ مهمٌ جدًا على صعيد معرفة تاريخ لبنان استنادًا إلى الأرشيف العثماني، الذي يضم بين جنباته حيزًا مهمًا يخص لبنان".

وأعرب أرجياس عن مشاطرته الأب مكرزل الرأي، فيما يتعلق بضرورة العودة للأرشيف العثماني من أجل كتابة تاريخ موضوعي للبنان، مشيرًا إلى أنه يدعم ويشجع على "الغوص والدراسة في وثائق الأرشيف العثماني".

وشدد مدير المركز الثقافي التركي في بيروت، جنكيز أرأوغلو، على أهمية الوثائق والمخطوطات العثمانية على الصعيد التاريخي، مشيرا أن عدد الباحثين في الأرشيف العثماني هم الأكثر عالميًا، مقارنة مع عدد الباحثين في مراكز الأرشيف الأخرى.

وأكد أرأوغلو، أن الأرشيف العثماني "لا يخص تركيا وحدها، بل هو أرشيف لأكثر من 40 دولة مستقلة، في الشرق الأوسط والبلقان والقوقاز وشمال أفريقيا".

وشدد مدير المركز الثقافي التركي في بيروت على أن إهمال الأرشيف العثماني في كتابة تاريخ المنطقة أو حتى كتابة تاريخ العالم "سيؤدي لكتابة تاريخ ناقص، بعيدًا عن الأسس العلمية".

وتابع قائلًا "اعتمادًا على الأرشيف العثماني يمكننا الوصول لحلول كثيرة، لمختلف القضايا المثيرة للجدل".

كما افتتح المشاركون في المؤتمر أيضًا، معرضًا خاصًا يضمن صورًا للعديد من الوثائق والمخطوطات والخرائط العثمانية المتعلقة بلبنان، وجال الحضور في أرجاء المعرض، مطلعين على تلك الوثائق، التي يعرض بعضها للمرة الأولى في لبنان.

وتستمر أعمال المؤتمر من خلال العديد من المحاضرات، التي يلقيها باحثون أتراك، حضروا خصيصًا لهذه الغاية، كما سيصدر عن المؤتمر، غدًا الثلاثاء، مجموعة من التوصيات الخاصة.

التعليقات