10/01/2016 - 17:32

جمال سليمان: الأسد قال لي إن إسرائيل لن تسمح بسقوطه

وأشار سليمان إلى ما قاله له بشار الأسد حرفيًا، في أخر لقاء بينهم في عام 2011، إن إسرائيل لا تريد إسقاط النظام وإن أي تدخل عسكري على شاكلة التدخل الليبي لن يحصل في سوريا، لذلك نحن سنحارب كل من يقف ضدنا.

جمال سليمان: الأسد قال لي إن إسرائيل لن تسمح بسقوطه

أكد السياسي والفنان السوري المعارض، جمال سليمان، أن المعارضة تذهب إلى المفاوضات مع النظام في نهاية الشهر الجاري وهي متمسكة بجنيف واحد كأساس لحل سياسي يفضي إلى عملية انتقالية، مهما مورست عليها ضغوط دولية أو إقليمية.

وكشف سليمان في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في العاصمة المصرية، القاهرة، اليوم الأحد، عن أن كلًا من الدوحة وأنقرة اعترضتا على مشاركة مجموعة إعلان القاهرة في اجتماعات الهيئة العليا قبيل تشكلها في الشهر الأخير من عام 2015، علمًا أن الهيئة تضم 170 شخصية وطنية و40 تجمعا سياسيا وتيارا من مختلف الاطياف السورية.

ويقول سليمان "نود التذكير أن مخرجات إعلان القاهرة سبقت أوراق فيينا واحد وفيينا اثنين، وتمت الإشارة إلى بعضها في قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2254".

وأشار سليمان، الذي يرجح أن يكون أحد أعضاء الوفد المفاوض في مواجهة وفد النظام، إلى أن "المفاوضات تبنى على أرضية وطنية ونحن نفاوض النظام لاسترجاع وطن مسروق وليس سلطة كما يفعل النظام، مطلب الشعب السوري هو الوطن القابل للحياة لكل السوريين تحت سيادة القانون".

وأشار سليمان إلى ما قاله له بشار الأسد حرفيًا، في أخر لقاء بينهم في عام 2011، إن "إسرائيل لا تريد إسقاط النظام وإن أي تدخل عسكري على شاكلة التدخل الليبي لن يحصل في سوريا، لذلك نحن سنحارب كل من يقف ضدنا".

وقال سليمان "من يومها قلت إن المشروعية في نظام الحكم لا تقوم بالوراثة بل بإصلاح حقيقي وتداول قانوني للسلطة وانتخابات ديمقراطية".

ويعتبر جمال سليمان، الذي تقلب بين عدة تجمعات سياسية سورية منذ سنوات إلى اليوم، من الشخصيات المدنية الوسطية التي تؤمن بـ "حل سياسي".

و في رده على سؤال حول توقعاته من المفاوضات، قال سليمان "أعتقد أن المعطيات تشير إلى أن وفد النظام سيتبع نفس الأساليب السابقة في المفاوضات، بالتركيز على أولوية مكافحة الإرهاب وإضاعة الوقت و المراوغة و تفريغ القضايا من محتواها، مع بعض التعديلات ربما، وهذا كان واضحًا في خطابه السياسي بعد محادثات مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، مع النظام في دمشق أمس، السبت ، لذلك أقول إن المهم لوفد المعارضة أن يتصرف بصبر وشجاعة وتماسك أمام وفد النظام، الذي يفاوض على سلطة و نحن نفاوض لاستعادة وطن مسروق، و هنا أذكر مسبقًا وفد النظام أن سوريا لن تعود إلى ما قبل 15 آذار/مارس 2011" .

وعن رؤيته لأجهزة الأمن والجيش في النظام، فيما إذا حصل التغيير في المرحلة المقبلة، أجاب "أعتقد أن الحل هو تحويل الجيش من جيش عقائدي إلى جيش وطني وإعادة منهجة أجهزة الأمن، بما يتواءم مع احتياجات المجتمع والدولة الحديثة".

وعن التنظيمات الإسلامية، يقول المعارض السوري "على التنظيمات الإسلامية المعتدلة أن تختار اللعبة السياسية، أما التنظيمات الإسلامية، وغير الإسلامية، المتطرفة، لن يكون لها مكان في مستقبل سوريا، الشعب السوري في معظمه يريد الحياة المدنية الوسطية وفق دستور جديد، ومثال ذلك الجهات التي وقعت على المبادئ الرئيسية في وثيقة مؤتمر الرياض، الذي أنتج الهيئة العليا وهنا أريد أن أضرب مثالًا، حين قال أحد الإسلاميين إنه يريد دولة إسلامية كي يوقع، فكان الجواب من المعارضة وبدعم المسؤولين السعوديين، إذا كنت تريد دولة إسلامية يمكن لك العيش في السعودية فهي إسلامية، أما سوريا فهي دولة مدنية وبلد وشعب مدني، كان هذا موقفنا جميعا".

وعن تصوره لكيفية المرحلة المقبلة، إن كان التغيير قريبًا أو بعيدًا، قال "على الجميع أن يتذكر أن الانتصار يجب أن يكون لصالح سوريا والسوريين، قبل أن يكون للموالاة أو المعارضة، المهم إنقاذ سورية موحدة ذات سيادة وقانون مدني يكون مظلة لكل السوريين، لذلك أقول لجمهور المواليين انحازوا إلى سوريا وليس إلى نظام، وكذلك أقول لجمهور المعارضة، الحل هو سوريا وليس أحزاب أو تيارات أو مجموعات، ذلك كله يجب أن يكون تحت سقف سوريا مدنية وسيادة القانون والحريات العامة".

وعن كيفية التداخل في عمله بين الفن والسياسة، أجاب "الفن، أيضًا، يحمل قيم سياسية في بعض موضوعاته، مثلا مسلسل الفصول الأربعة، السياسة مادته العميقة والفن حمل هذه الأفكار والقيم إلى الجمهور".

ويقيم السياسي المعارض الفنان جمال سليمان منذ سنوات مع عائلته في القاهرة، ويحلم أن يعود إلى سوريا "جديدة تتسع لكل السوريين، لأن فكرة البقاء خارج سوريا غاية في الصعوبة".

وعن تجربته السياسية في السنوات الأخيرة، يقول "كنت أعتقد أن سوريا بلد مهم جًدا للعالم، لكن لم أكن أعلم أن له هذه الأهمية القصوى لدى كل العالم، حتى يحصل كل هذا الصراع وعلى هذا المستوى الكبير، الشعب السوري ظلم داخليا وخارجيا ولكن هذا المخاض العسير سينتهي، وسنصل إلى نهاية الحل السياسي عبر المفاوضات المرتقبة".

التعليقات