12/04/2006 - 10:23

غُرفةٌ لذاكَ الشيءْ !/ د.عدنان جابر*

-

غُرفةٌ لذاكَ الشيءْ !/ د.عدنان جابر*

-1-


حتّى الآن


لَمْ أَجِدْ سَكَناً مُريحاً


أفضلَ من السِجْنْ


كان إيجارُ الزنزانةِ رخيصاً


والطعامُ مجَّاناً !


-2-


حتَّى الآن


لم أجدْ أحلاماً بأجنحةٍ كبيرة


ضِحْكاً من القلبْ


رفاقاً بلا أقنعة


كما وجدتُ في السِجن


                                          -3-


الآن


صارتِ الحياةُ سِجْناً


ولقمةُ العيشِ عدوّاً


نحن الذين لم نُتْقِنْ سوى


مهنةَ النضالِ


وتربيةَ الأحلامْ


نجرِّبُ بعدَ سِنِّ الخمسينَ مِهَناً جديدة


نتعلَّمُ الخياطةْ


نبيعُ البطاطا


أو نبيعُ أغراضَ البيتِ ونَرْحَلْ


نُكابِدُ غُرْبَةً جديدةْ


نخيطُ أحزاناً جديدةْ


نحملُ كُهولَتَنا


نشتري القهرَ


ولا نبيعُ أيَّ شيءْ


-4-


الآن


بعدَ أَنْ طوى الجنرالاتُ مدافعَهم


واشتروا مستقبلاً لأولادِهم


إلى أينَ نُوجِّهُ مِدْفَعَ الشتائمْ؟


إلى الدنيا العجبْ؟


أَمْ إلى الذي كانَ السبب؟!


-5-


يا إلهي


 كَمْ كانت الزنزانةُ حنونة!


وكَمْ أتمنى


في المنافي الواسعة


أن تكونَ لي غرفة


أَفعلُ فيها ذاكَ الشيءْ


حتّى لا اضطَّر إلى فِعْلهِ


في شارعْ


في حانةْ


أو على الشرفةِ


والكلُّ نِيامٌ


سوى أنا وحزني


أو أن أفعلَهُ على ندى الصباحْ


والعصافيرُ تملأُ السماءَ بالغِناءْ


غرفةٌ لي وحدي


أفعلُ فيها ذاك الشيءْ


دون أن يراني أحدْ


غرفةٌ للبكاءْ


 


*  كاتب فلسطيني من مدينة الخليل، أسير سابق، ومبعد .


   دمشق

التعليقات