رمضان يحلّ في ظروف حزينة وصعبة على سكان غزة

رمضان يحلّ في ظروف حزينة وصعبة على سكان غزة

بعد يومين من استشهاد 62 فلسطينيا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، وبالتزامن مع تفشي الفقر.

يحلّ شهر رمضان لهذا العام على سكان قطاع غزة، وسط حالة من الحزن على ضحايا المجزرة الإسرائيلية، وبالتزامن مع تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

واعتاد سكان القطاع في كل عام، استقبال شهر رمضان وسط حالة من الفرحة، حيث يتجهزون له قبل أسبوع تقريبا من حلوله.

وستفتقد عشرات العائلات الفلسطينية أبناءها أو معيليها، الذين استشهدوا مؤخرا برصاص إسرائيلي، على موائد الإفطار الرمضانية.

وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي الإثنين الماضي، مجزرة بحق المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة ضمن مسيرات العودة، حيث قتل 62 شخصا وجرح أكثر من 3188 آخرين بالرصاص الحي، والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وكان المتظاهرون يحتجون على نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس، ويحيون الذكرى الـ 70 للنكبة الفلسطينية.

وبدأتْ مسيرات العودة في 30 آذار الماضي، حيث يتجمهر آلاف الفلسطينيين في عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هُجروا منها عام 1948.

ومنذ ذلك اليوم، استشهد 110 فلسطينيين وأصيب نحو 12 ألفا آخرين، برصاص إسرائيلي قرب حدود قطاع غزة، وفق آخر الإحصاءات.

من جانب آخر، تخلو أسواق قطاع غزة من المواطنين المشترين، خلافا لما اعتادت عليه خلال السنوات الماضية بالتزامن مع حلول شهر رمضان.

ومنذ بداية العام الجاري، يعاني التجار الفلسطينيون في غزة تكدّسا للبضائع داخل مخازنهم التجارية جراء التراجع الكبير للقدرة الشرائية لدى المواطنين بفعل سوء الأوضاع الاقتصادية.

ولجأ هؤلاء التجار إلى إعلان عروض وتخفيضات في أسعار البضائع المعروضة للبيع لجذب الزبائن، لكن تلك المحاولات لم تكن ناجحة كفاية، بسبب انعدام السيولة لدى المواطنين.

ورغم أن ظاهرة العروض ليست بالجديدة، إلا أنها تعمقت منذ نحو شهرين، جراء توقف السلطة الفلسطينية في رام الله عن دفع رواتب موظفيها في غزة بشكل كامل.

ورغم عدم وجود إعلان رسمي من السلطة حول قطع الرواتب، إلا أن مراقبين يؤكدون أن القيادة الفلسطينية في رام الله، تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إجبار حركة حماس على التخلي عن سيطرتها على القطاع.

وسبق للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن اتخذ إجراءات في نيسان من العام الماضي، بهدف إجبار حركة حماس على تسليم إدارة قطاع غزة بالكامل لحكومة التوافق، شملتْ تقليص الرواتب بنحو الثلث، ووقف إمدادات الكهرباء عن القطاع.

ويُعتبر شهر رمضان من الشهور المكلفة للمواطنين، وفي ظل تفشي البطالة والفقر، وضعف القدرة الشرائية للمواطنين، يتوقع مراقبون المزيد من تردي الوضع الاقتصادي.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن أكثر من نصف سكان غزة خلال العام الماضي 2017، عانوا الفقر بنسبة 53 بالمائة.

فيما قالت الأمم المتحدة العام الماضي، إن 80 بالمائة من سكان غزة يتلقون مساعدات إنسانية عاجلة، في إشارة إلى سوء الأوضاع الإنسانية.

ويشهد القطاع في الفترة الحالية، بحسب الغرفة التجارية والصناعية، "كسادا تجاريا لم يسبق له مثيل، حيث تتراكم البضائع لدى المستوردين والتجار".

وخلال الربع الأول من عام 2018، انخفضت قيمة الواردات إلى قطاع غزة مقارنة بالربع الأول من عام 2017 بنسبة 15 %، نتيجة لعدم طلب المستوردين بضائع جديدة بسبب الوضع.

أسرةُ "عرب 48" تقف مع الأهل في غزّة، وتثمّنُ دورهم البطولي في الدفاع المشروع عن أرضهم، مُقابل عنجهية الاحتلال الذي يُحاصرُ غزة منذ نحو 12 عاما، وتتمنى أن يُفَكَّ الحصارُ عن القطاع في أقرب فرصة ممكنة، ليعود الأمان والاستقرار والازدهار إلى غزّة ومخيماتها وشوارعها. ونحن في "عرب 48" إذ نتمنّى عودة المياه لمجاريها في غزّة؛ لا نفعلُ إلا ما نراهُ واجبا وطنيا وأخلاقيا ومهنيا، يندرج تحت رسالتنا الإعلامية التي نسعى من خلالها إلى خدمة الحق والحقيقة، فكل عام وأنتم بخير، كل عام وغزّة بخير.
 

التعليقات