الأمريكية كايتي ليديكي تحقق أرقاماً قياسية في السباحة

من أصل 8 ذهبيات أحرزتها الولايات المتحدة في بطولة العالم للسباحة التي أجريت أخيراً في مدينة كازان الروسية، عاصمة جمهورية تترستان

الأمريكية كايتي ليديكي تحقق أرقاماً قياسية في السباحة

الأمريكية كايتي ليديكي (أ ف ب)

من أصل 8 ذهبيات أحرزتها الولايات المتحدة في بطولة العالم للسباحة التي أجريت أخيراً في مدينة كازان الروسية، عاصمة جمهورية تترستان، حصدت كايتي ليديكي 5 ألقاب (200م و400م و800م و1500م، والبدل 4 مرات 200م)، وسجلت 3 أرقام قياسية عالمية، وصنفت فريدة من نوعها تحول كل ما تلمسه ذهباً، وعوضت غياب مواطنها النجم مايكل فيلبس إذ حملت على أكتافها أعباء المنتخب الأميركي.

وفي كازان، تمكنت ليديكي (18 عاماً) من تجاوز حدود غير مألوفة، متابعة مسيرتها المظفرة منذ لقبها الأولمبي في الـ800م في دورة لندن الأولمبية عام 2012 وهي في الخامسة عشرة من عمرها، حينها اعتبرت أنها خليفة مواطنتها جانيت ايفانز، وفوزها بأربعة ألقاب في بطولة العالم في برشلونة 2013 (400م و800م و1500م، والبدل 4 مرات 200م)، وجاء التتويج في الـ200م في كازان إضافة ثمينة، ميز رباعيتها التاريخية في الألقاب الفردية.


وليديكي هي المختصر في بلد يفبرك مواهب ويقودها إلى أعلى، لا سيما في السباحة، ووصفت بـ'مايكل فيلبس السيدات'، وبدت في كازان وكأن المنافسات على مدى أسبوع أنعشتها أكثر، كما يردد مدربها بروس جيميل، مؤكداً أن سباحين كثراً يتفادون التسابق معها خلال الحصص التدريبية نظراً لسرعتها الفائقة.

ولا مكان للفشل في قاموس ليديكي، إذ أنها تتألق وتتوهج مع العزم والإصرار والتحديات، فتروض الصعوبات، ويكشف جيميل الذي يتولاها منذ 3 سنوات، أنها قبلت التحدي وأرادت هذا البرنامج المضغوط والمضني مع علمها مسبقاً بالإنهاك الذي ينتظرها، والألم أحياناً.

وفي غضون أسبوع، أنجزت ليديكي فرادة لا سابق لها في الانتصارات الفردية الأربعة، فعند الرجال حاول الأسترالي غرانت هاكيت سبر اغوار هذا التحدي عام 2005، لكنه حل ثانياً في الـ200م.

ومن خانة الشاهد، يعترف بقسوة هذا الخيار والتركيز الدائم المطلوب من سباق إلى آخر مع ما يرافق ذلك من انفعالات، وتعايش للضغط وفرحة الانتصارات المتتابعة، لكن ليديكي حولت المستحيل غير المنتظر إلى حقيقة راسخة، وهنا فرادتها على حد تعبيره، لذا فضلها البعض من حيث الإنجازات على الأسترالية شاين غولد التي احتكرت الأرقام القياسية العالمية من الـ100م إلى الـ1500م عام 1971 (قبل إطلاق بطولة العالم)، والأميركي تيم شاو الذي جمع ألقاب الـ200م والـ400م والـ1500م في بطولة العالم في كالي (كولومبيا) عام 1975، وحينها لم يكن سباق الـ800م مدرجاً ضمن برنامج منافسات الرجال.

وفي أحد أيام منافسات كازان، فازت ليديكي (1.80م) في التصفيات والدور نصف النهائي لسباق الـ200م ثم خاضت سباق الـ1500م وسجلت رقماً عالمياً (15:25:48 دقيقة)، كانت مرهقة وبدا عليها ذلك، لكنها تفوقت بتصميمها.

وتعايش ليديكي الضغط وتهضمه جيداً وهي التي تبدأ تدريباتها في الرابعة فجراً لتستمتع بالمياه قبل غيرها على حد تعبيرها، فقد صادف نهائي سباق الـ200م في اليوم التالي لتتويجها في الـ1500م في كازان، وقد تغلبت على كبيرات المسافة الإيطالية فرديريكا بيلليغريني والأميركية ميسي فرانكلين والهنغارية كاتنيكا هوسو وفتكت بهن، كما سجلت رقماً عالمياً في الـ800م (8:07:39 دقيقة) هو العاشر لها في سنتين.

ويصف محللون أسلوبها في السباق بأنها تعوم بنعومة ودهاء فتتفوق على قوة الأخريات، ويضيف مدربها جيميل 'أنها كانت تتسلى وتلعب في الماء'، ولعائلة ليديكي دور كبير في حياتها ومسيرتها، وتعتبر أن انتصاراتها جزء من حلم هذه العائلة، فقد هاجر جدها من تشيكوسلوفاكيا إلى الولايات المتحدة عام 1968، وتذكر أن أولى رحلاتها إلى الخارج كانت مع العائلة إلى براغ عام 2007.

وتكشف السباحة الذهبية أنها وضعت نصب عينيها تسجيل زمن مقداره 8:08 دقيقة لمصادفة السباق في اليوم الثامن من الشهر الثامن من هذا العام، وهذا ما أفصحت عنه لأفراد عائلتها الذين رافقوها إلى كازان، كما أرادته تكريماً لجدها الذي بلغ سن الـ88.

ويجزم فرانك بوش مدير فريق السباحة الاميركي 'أن المنشطات غير مدرجة في قاموس كاتي' رداً على هواجس بعضهم وتساؤلاتهم عن قوتها الخارقة، كاشفاً أنها خضعت أخيراً لـ6 اختبارات قبل البطولة، وواحد بعد تحقيقها كل فوز أو رقم قياسي في كازان، عازياً تفوقها إلى العزيمة والاجتهاد والموهبة والعمل الشاق والثقة بالنفس.

ويلفت جيميل إلى أن كاتي صبورة جداً تستمتع بالتكرار والإعادة للتمارين ولا تعرف السأم أو الملل، وهذا يسهل ارتيادها الحوض للتدريب 9 مرات أسبوعياً لتطبيق برامج محددة كماً ونوعاً، وأعلن أنها ستشارك في سباقي 400 و 800م في الدورة الأولمبية العام المقبل، أما خوضها سباق الـ200م في كازان فهو مرحلة تقنية لتحسين سرعتها، ولن تكرر ذلك في ريو دي جانيرو.

وتولى جيميل الإشراف على ليديكي قبل دورة لندن الأولمبية، وكانت بدأت السباحة وهي صغيرة متأثرة بوالدتها ماري جين التي شاركت في سباقات جامعية، وفي سن العاشرة كرّست وقتها للسباحة وأهملت مزاولتها لكرتي القدم والسلة، ولاحقاً قادها المدرب يوري سوجيسابا إلى المنافسات، وأسهم بفوزها في لندن 2012، وكان يطلب منها أن تدون ما تشعر به وتلاحظه، وبعد قراءته دورياً لهذه المذكرات نسج معها حواراً شفافاً، أفادها في فترات التحضير المكثفة، وتخطي خجلها.

وستبتعد ليديكي عن دراستها الطب في جامعة ستانفورد مؤقتاً كرمى للألقاب الأولمبية، وقد انخرطت باكراً في برنامج الإعداد، لكن ذلك لن يعيق اهتماماتها الإجتماعية ومبادرتها، ومنها إرسال دراجات هوائية لجمعيات ترعى أطفالاً ويتامى في بلدان نامية.

التعليقات