شهدت البلدة القدمة وسوق الناصرة، أمس السبت، سلسة من البرامج والمشاريع والفعاليات الشبابية والتراثية والفنية شارك فيها المئات من أهالي المدينة وخارجها.
وكان أبرز هذه البرامج افتتاح مقر جديد لجمعية "بلدنا" للشباب العرب، في البلدة القديمة، وهي القلب النابض لمدينة الناصرة. وتخلل حفل الافتتاح تضييفات وفقرة فنية ملتزمة.
وفي حديث لموقع "عرب 48"، قالت الناشطة السياسية والنسوية ومركزة مشروع "بلدنا" ماريا زريق، إنه "بهذه الأجواء الرائعة نفتتح مشروع نادي بلدنا في سيباط الشيخ بالبلدة القديمة لمدينة الناصرة. هذا المشروع هو حيّز شبابي تعاوني سيقوم بسلسلة مشاريع جماهيرية تطوعية في المدينة، إلى جانب مشاريع فنية وثقافية، مثل نادي السينما الذي سيعرض أفلاما بشكل دوري، إلى جانب مشروع اجتماعي كبير على مستوى المدينة مرة كل شهرين بهدف تحسين الحالة العامة في المدينة وتطويرها".
وردا على سؤال لـ"عرب 48" حول التحديات وربما العوائق التي تواجه مشاريع نادي "بلدنا" في البلدة القديمة، قالت زريق إنه "لكي نستطيع أن نستمر في النادي ينبغي علينا أن نبني شبكة علاقات وأصدقاء دائمين للنادي، وكذلك نريد عائلة ومجتمعا من حولنا في البلدة القديمة التي تشكل نبض المدينة، ويهمنا جدا أن نتعامل مع أهالي البلدة القديمة وأن نحافظ على تواصل بيننا وبينهم، وأعتقد أن الاستمرارية تحتاج إلى إبداع وتجديد وأن نتحاور مع الحيز من حولنا".
وعن المشاريع الأولية للحراك الشبابي "بلدنا" في البلدة القديمة بالناصرة، قالت إنه "لدينا في النادي ثلاث لجان: لجنة العمل الجماهيري ولجنة الفن والثقافة ولجنة الهوية، وستبادر لجنة العمل الجماهيري للقيام بمشاريع تطوعية في البلد، وبين هذه المشاريع مجموعة تدريس للطلاب في المراحل التعليمية المتوسطة والعليا، وسيحصل الطلاب على دروس تقوية مجانية من قبل طلاب ثانوية سيتطوعون لمساعدة الطلاب. ولدينا مشروع السينما الذي سيعرض أفلاما كل شهر معظمها أفلام وثائقية وأفلام عن القضية الفلسطينية وأفلام ستطرح أسئلة من واقعنا المحلي، بالإضافة إلى محاضرات توعوية وتثقيفية في مواضيع مختلفة للكبار والصغار. كل ذلك إضافة إلى عروض موسيقية على الأقل مرة واحدة في الشهر".
وأضافت أن "هذا الحيز جاء في وقته وبعد هبّة شعبية في الشارع، وواقع يأخذ شكلا جديدا، لذلك فإن هنالك حاجة لهذا النادي ولهذه المساحة التي تجمع الشباب الفلسطينيين في إطار منظم وشامل للدراسة والعمل والقراءة والإبداع وإظهار المواهب".
قلادة العروس
وشهدت "زاوية غادة" للتراث الفلسطيني فعالية صنع قلادة العروس من نبتة القرنفل وهو طقس جليلي لا زال قائما.
وعن هذه الفعالية قالت صاحبة مشروع "زاوية غادة" في البلدة القديمة، غادة بولس، لـ"عرب 48" إنه "قبل أسبوع من حناء العروس كانت تتم طقوس صناعة قلادة العروس، وكان يتم شراء كمية من القرنفل، ثم تنقع بالماء لمدة ثلاثة أيام، وبعدها تجتمع صديقات العروس وأخواتها في حلقة يقمن خلال بشك القرنفل بإبرة وخيط ومنها تصنع قلادة على طول قوام العروس من أجل رقيتها من عين الحسد. وقد ارتبط القرنفل بالرقية وإبعاد العين والحسد، وكانت هذه القلادة تعلق في المنزل كتذكار من أيام الزفاف، وتنقع هذه القلادة من حين إلى آخر بالماء لكي تنتفخ حبات القرنفل وتنبعث رائحة زكية في أرجاء البيت".
وأضافت أنه "كجزء من أسبوع الاقتصاد الوطني وكجزء من التداوي بعد الحرب العدوانية التي مررنا بها أن نبادر إلى هذه التقاليد التي تجمعنا كنساء وعائلات للحفاظ على تراثنا حتى لا يضيع".
وشارك في الفعالية الناشط في الحفاظ على التراث والموروث الفلسطيني، محمد زيتون من بلدة نحف، والذي أكد على كل ما قالته غادة بولس في موضوع قلادة العروس أثناء قيامه بتدريب النساء على صنعها.
كما شاركت في الفعالية الحاجة أم عوض كنانة، من يافة الناصرة، والتي أتحفت الحضور بمعلوماتها وبأهازيجها التي اعتادت النساء أن ترددها في الفعالية التراثية المعروفة، وهي صنع قلادة العروس والحناء والطقوس الأخرى المرتبطة بالعروس.
وأخيرا، قالت بولس إنه "توقعنا أن يكون هناك عدد أكبر من المشاركين، لكن علينا ألا ننسى بأن يوم السبت فيه زخم من الفعاليات والنشاطات في البلدة القديمة".
وشهد جاليري وصالة العرض "بلقيس" في سوق العرائس بالبلدة القديمة، بإدارة فاطمة أبو رومي من طمرة، معرض رسومات للفنان عبد عابدي ابن مدينة حيفا، تحت عنوان "حوار في حاضرة المكان"، والذي افتتح الأسبوع الماضي.
وفي إطار هذا الزخم من الفعاليات والنشاطات الثقافية والوطنية، قامت مجموعة من الناشطين بتوزيع منشورات لمشروع "البسطة" الذي سينطلق يوم الأحد المقبل لتشجيع وتنشيط السوق والاقتصاد المحلي تحت شعار "اشتري من بلدك".
وفي إطار هذا النشاط ستقام أكشاك وبسطات في البلدة القديمة لبيع المنتجات المحلية على أنواعها.
التعليقات